من مهرجان سينمائي إلى “منصة حرة بموازاة مجلس حقوق الإنسان”
يسعى المنظمون للدورة السابعة لمهرجان الفيلم والملتقى الدولي حول حقوق الإنسان في جنيف لكي يصبح "منصة حرة في موازاة مجلس حقوق الإنسان". واختاروا هذا العام إثارة موضوع غزة وتسليط الأضواء مجددا على صراعات سابقة مثل الحرب الأهلية في الجزائر والنزاع بين جورجيا وروسيا إضافة إلى تناول ملفات حرية التعبير ووضع المرأة من خلال الصيغة التقليدية: شريط وجلسة نقاش.
للمرة السابعة، يُنظم في جنيف مهرجان الفيلم والملتقى الدولي حول حقوق الإنسان في الفترة ما بين 6 و 15 مارس 2009 بالتوازي مع انعقاد الدورة العاشرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وقد اختار المنظمون لهذه التظاهرة التركيز في الدورة الجديدة على جملة من القضايا يرون أن الدول تحاول تجاهلها في المحفل الأممي لحقوق الإنسان، ولم يتردد ليو كانيمان، أحد مؤسسي المهرجان إلى وصفه بـ “المنصة الحرة التي توازي أشغال مجلس حقوق الإنسان”.
غزة.. الجزائر.. البوسنة.. جورجيا
تهتم دورة هذا العام ببعض الساحات الساخنة حيث خصصت حيزا لأحداث غزة من خلال عرض شريط “غزة – سديروت، يوميات ما قبل الحرب” وفيلم “الشهيدة”، وتنظيم جلسة نقاش تشارك فيها السيدة ليلي شهيد، ممثلة السلطة الفلسطينية لدى الاتحاد الأوروبي إلى جانب إيلي برنافي، المؤرخ الإسرائيلي وعضو حركة السلام الآن، لكن المنظمين للمهرجان اختاروا العودة إلى تناول صراعات سابقة أو نزاعات مزمنة عادة ما تحاول الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان تجاهلها أو التغاضي عنها.
ومن بين هذه النزاعات، الصراع القائم بين جورجيا وروسيا الذي سيتم التطرق له من خلال عرض فيلم “جورجيا، العقاب”، وفيلم “في نيران القوقاز”. وسعيا منه لتعميق النقاش حول هذا الملف، استضاف المهرجان الممثل الخاص للإتحاد الأوروبي في المفاوضات الجورجية – الروسية إلى جانب وزير الثقافة في حكومة جورجيا وعدد من الخبراء والصحفيين المطلعين على الملف.
كما خصص المهرجان جلسة للصراع في البوسنة تحت شعار “البوسنة، برميل البارود العرقي”، ومن أجل تجسيد الظاهرة ومحاولة فهمها سينظم نقاش حول فيلم “موستار الموحدة” وفيلم “سماء عالية وأرض صلبة” بمشاركة مديرة مهرجان فيلم ساراييفو وشخصيات عسكرية وثقافية وصحفية بوسنية.
أما الملف الجزائري، فسيتم تناوله في هذه الدورة تحت شعار “الجزائر المكمّمة: باراكات”، وهو ما يعني “كفى” أو “كفاية”. وفيما يرى منظمو المهرجان أن “هذا الصراع الذي هيمن على الأحداث في التسعينات اختفى من اهتمام وسائل الإعلام ومن اهتمام المحافل الدبلوماسية على حين فجأة”، يتساءلون عن طبيعة المصالحة الوطنية التي حدثت في هذا البلد، وعن التناقضات التي أصبحت تميزه حيث تحول إلى “بلد غني، وشعب فقير”، مثلما ورد في البيان الصادر عن المهرجان.
وقد تم اختيار أرضية النقاش حول الجزائر من خلال شريطي “الحقيقة”، و”الجزائر: السنوات الدموية”، فيما وُجهت الدعوة إلى كل من حسين آيت أحمد، مؤسس جبهة القوى الاشتراكية، والمسرحي الجزائري سليمان بن عيسى، والصحفية الجزائرية سليمة غزالي، وبوشاشي مصطفى رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان للتحاور حول مجمل هذه القضايا.
انتهاكات متعددة
من جهة أخرى، سيتطرق مهرجان الفيلم والملتقى الدولي حول حقوق الإنسان إلى بعض مواضيع الساعة التي تشغل بال المجموعة الدولية مثل العنف ضد المرأة، والفقر، ومعضلة التدخل الإنساني والتعقيدات المصاحبة له، وتأثير الرشوة على احترام حقوق الإنسان، ومشاكل المهاجرين بدون وثائق.
كما سيتناول المهرجان ملف حرية التعبير عبر إثارة بعض المواضيع من بينها “حرية التعبير في إطار النقاش الدائر في مجلس حقوق الإنسان حول حظر المساس بالأديان”، و”حرية التعبير ومخاطر مراجعة الاعتراف بالمحرقة”. وقد تمت استضافة المقرر الخاص لمجلس حقوق الإنسان المكلف بمناهضة كل أوجه التمييز العنصري دودو ديان، والسفير ستيفان هيسل الذي تعرض للإعتقال في معسكرات النازية قبل أن يلتحق بالمقاومة الفرنسية.
وبطبيعة الحال، لا يمكن التطرق إلى مشاكل عالم اليوم دون تناول الأزمة المالية والاقتصادية الحالية. لذلك اختار المنظمون التذكير بحلم قديم يُراود الجميع حول “إمكانية إقامة عالم بديل” من خلال تناول الإرتباط القائم بين ضرورة احترام الحقوق السياسية والمدنية من جهة واحترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من جهة أخرى. ولهذا الغرض يستضيف المهرجان العالم الأمريكي جوزيف ستيغليتس، الحائز على جائزة نوبل للإقتصاد لعام 2001 لمناقشة التأثيرات السلبية الناجمة عن العولمة.
وبما أن المهرجان مخصص لأوضاع حقوق الإنسان فلا غرابة في أن تتشكل لجنة تحكيمه من مفوضة سامية سابقة لحقوق الإنسان في شخص القاضية الكندية لويز آربور ومن الصحفية الفرنسية فلورانس أوبينا، التي تعرضت للاختطاف في أفغانستان قبل أن يفرج عنها بعد حملة دولية كبرى، كما يشاركهما في هذه المهمة كل من المسرحي الجزائري سليمان بن عيسى والسينمائي الفرنسي ماتيو كاسوفيتس والسينمائي الإفريقي إيدريسا وودراغو من بوكينا فاسو.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
جوزيف ستيغليتس: حائز على جائزة نوبل للاقتصاد في عام 2001
كوانغ وا كانغ: نائبة المفوضة السامية لحقوق الإنسان
ميشلين كالمي ري: وزيرة الخارجية السويسرية
ستيفان هيسسل: سفير فرنسي سابق وأحد المشاركين في تحرير الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
فرانسيسكو روتيللي: نائب برلماني إيطالي ووزير سابق للبيئة
ليلى شهيد: ممثلة السلطة الفلسطينية لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل
إيلي بارنافي: مؤرخ إسرائيلي وعضو في حركة السلام الآن
روني براومان: الرئيس الأسبق لمنظمة “أطباء بدون حدود”
حسين آيت أحمد: معارض جزائري ومؤسس جبهة القوى الاشتراكية
بيرنارد بيرتوسا: النائب العام السابق في كانتنون جنيف
جوفان ديفجاك: جنرال بوسني من أصل صربي شارك في الدفاع عن مدينة ساراييفو
عبد الرحمن سيساكو: سينمائي من مالي
شارل بيرلينغ: مسرحي فرنسي
باتريس لوكومت: مخرج فرنسي
سلمية غزالي: صحفية وكاتبة جزائرية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.