“يــُستحسن أن تُــراهن السينما السويسرية على التـّـنوع”
اختـُـتمت مساء الخميس 28 يناير فعاليات الدورة الخامسة والأربعين لأيام سولوتورن السينمائية بحفل تسليم الجوائز. وعُرض على الجمهور خلال المهرجان أكثـر من 300 فيلـم، أي ما يعادل نصف الإنتــاج الوطني.
وبهذه المناسبة، حاولت swissinfo.ch جرد حصيلة هذه الدورة رفقة ميشا شيشوف الذي يدير جهاز الترويج للأفلام السويسرية “سويس فيلمز”.
عندما يتابع أيام سولوتورن السينمائية، يقر ميشا شيشوف أنه يقضي، بصفته مدير “سويس فيلمز”، معظم وقته في قاعات الاجتماعات وليس في قاعات الفن السابع. وقد استنتج هذا العام أن الأجواء هدأت بعض الشيء في الأوساط السينمائية.
swissinfo.ch: تريد أيام سولوتورن أن تكون واجهة عرض الإنتاج السينمائي السويسري. ما هو تقييمكـم لما قدمه المهرجان هذا العام؟
ميشا شيشوف: تمكنــْتُ من مشاهدة فيلم الافتتاح ” Zwerge sprengen” (تفجير أقزام الحدائق) الذي لقي إعجابي حقــّا. كما شاهدت شريطا وثائقيا جميلا جدا بعنوان “حديقتنا عدن”، والذي يتحدث عن سويسرا من خلال الحدائق العائلية المحيطة بالمدن الكبرى.
وقبل المهرجان، اكتشفــْت بسرور كبير بعضا من إنتاجات الأشرطة الوثائقية – التي تُشكل بالفعل النقطة القوية لأعمالنا السينمائية. وتأثرتُ بشريط “صوت الحشرات” نظرا للغته السينمائية غير المسبوقة ولأسلوبه النصّي. ومن بين الأعمال الدرامية، كان شريط “قلب حيواني” للمخرجة سيفرين كورناموزا بمثابة مفاجأة لطيفة جدا.
رغبة منه في جعل السينما السويسرية أكثر بريقا، استحدث مكتب الثقافة الفدرالي “الأوسكارات” السويسرية التي ستسلم في شهر مارس القادم بلوتسرن. ومثلما هو الحال في هوليود، تتكلف أكاديمية بوضع قائمة المرشحين التي يعلن عنها في سولوتورن. ما هو تقييمكم لاختيارات هذا العام؟
ميشا شيشوف: كانت مفاجأة إيجابية. الأكاديمية مكونة من 170 عضوا، وكـُنت أخشى بعض الشيء من تركيزهم على نوع معين من الأشرطة، لكنني استنتجت أن قائمة الأفلام المختارة متنوعة جدا. أعضاء الأكاديـمية لم يدّخروا جهدا وشاهدوا الأفلام. ومن الجوانب الأكثر إيجابية ترشيح أفلام من المناطق اللغوية المختلفة. فعلى سبيل المثال، لم يكن مُتوقعا أن يقع الاختيار على شريط ” Sinestesia” (محاسة) لإيريك بيرناسكوني، وهذه إشارة جيدة بالنسبة لمستقبل السينما السويسرية.
ما هي الأفلام والأشرطة الوثائقية التي تميزت بإمكانية نجاحها في الخارج؟
ميشا شيشوف: الأشرطة الوثائقية هي التي تتميز عن غيرها بشكل خاص، فهي تنجح في إيجاد طريقها إلى المهرجانات الكبرى. “صوت الحشرات” شارك وسيشارك في كافة المهرجانات الكبرى. و”سياح الفضاء” يصنع لنفسه أيضا مشوارا رائعا. مستوى جودة الأفلام الوثائقية متساوٍ تقريبا كل عام. في المقابل، تتفاوت نوعية أفلام الخيال حسب الأعوام. شريط “اختفاء جيوليا”، على سبيل المثال، عرف بداية جيدة، لكنه يجد صعوبة في إيجاد مهرجانات كبرى تهتم بعرضه.
وبشكل أعم، أصبح للسينما السويسرية مُجددا حضورٌ جيد في الخارج منذ منتصف عام 2009، بعد أن “لَمعت” بغيابها في برلين في النصف الأول من العام المنصرم. وبعد مهرجان لوكارنو (في صيف العام الماضي) سُجل حضور قوي جدا للسينما السويسرية في مهرجانات مونريال والبندقية حيث عُـرض فيلم “بيبرمينتا” وحَصل شريط “هوغو في إفريقيا” على جائزة. واليوم، يتواصل المشوار في مهرجانات ساندانس (بالولايات المتحدة) ثم روتردام وبرلين حيث ستعرض أربعة أفلام.
وماذا عن سويسرا؟ كثيرا ما يسود الانطباع بأن الفيلم السويسري الذي يثير الاهتمام ويسيل الكثير من الحبر يختفي بسرعة من قاعات العرض الوطنية رغم أن الجمهور لا يزال يريد الاستمتاع به؟
ميشا شيشوف: الشريط السويسري لا ينعم بنفس إمكانيات الشريط الأمريكي الذي يصل إلى الموزعين من خلال حملة ترويج قوية وهالة ملفتة. هذا يمكن أن يثير مخاوف المنتجين المحليين، لكن يمكن أن نقول بأن شريطي “أبطال” و”القط الكبير” عرفا انطلاقة قوية جدا في المناطق السويسرية المتحدثة بالألمانية.
أما بالنسبة لسويسرا الروماندية (المتحدثة بالفرنسية)، فهنالك فترات لا يتم الحديث خلالها إلا قليلا عن السينما السويسرية. وهذا يعتمد أيضا على وتيرة الإنتاج. ففيلم مثل “قلب حيواني” اجتذب إلى قاعات العرض مجموع 5000 مشاهد. وهذا ليس نجاحا بمقاييس تصنيف الـ “بوكس أوفيس” الأمريكي، لكنه يظل نجاحا تقديريا يـتيح لنا أن نتوقع أنه قد ينعم بقدر من الهالة لدى عرضه في قاعات سويسرا الناطقة بالالمانية.
مدير أيام سولوتورن السينمائية، إيفو كومر أبدى مرارا انتقاداته إزاء سياسة مكتب الثقافة الفدرالية واعتزامه المراهنة على الأعمال الكبيرة؟ مارأيكم؟
ميشا شيشوف: في رأيي، كان من الخطأ الحديث عن تلك الأعمال الكبيرة التي وصفها بـ “القاطرات”، وكان من الخطأ أيضا الحديث عن السينما الشعبية وعن الجودة، فذلك جعل السينما حبيسة نـهج ليس بالجيد.
من المستحسن أن يراهن المكتب الفدرالي للثقافة على التنوع، أي على مجموعة واسعة من التعبيرات السينمائية الممكنة بدل التركيز فقط على خمس أو ستة أفلام. لا توجد وصفة لإنتاج وتحقيق النجاح، لا بالنسبة للأمريكيين، ولا بالنسبة للسويسريين بوجه خاص. فبعض الأفلام الصغيرة (من حيث الميزانية) تلقى نجاحا جيدا بينما تفشل أفلام أنفقت عليها مبالغ هامة جدا.
كما يجب التركيز على الأشرطة القصيرة وعلى الجيل الجديد. شريط “على الطريق” أظهر أن النجاح ممكن، و”قلب حيوان” يتميز أيضا عن البقية.. يا ليت قطاع السينما السويسرية يشهد كل عام إنتاج عشرة أعمال درامية مثل هذين الشريطين.
بعد تعيين وزير جديد للثقافة، هنالك انطباع بأن الوسط السينمائي، الذي عادة ما يثير الجدل قبل المواعيد الهامة، قد هدأ بعض الشيء، هل سيستمر هذا الهدوء حسب رأيكم؟
ميشا شيشوف: النيران لم تنطفئ تماما. أثناء مهرجان سولوتورن، أعلنت جمعيات المنتجين أنها ستسلم شكواها ضد مكتب الثقافة الفدرالي إلى الحكومة الفدرالية. لكن في بلد صغير مثل سويسرا، نحن مجبرون على التوحد فيما بيننا للحصول على مساعدات مالية وعلى دعم أفضل. والتشاجر على مدى سنوات طويلة يـُضر بقضيتنا، فقد تكوّن اليوم لدى السياسيين الانطباع بأن السينما السويسرية لا تثير سوى الجدل. أملي أن نخرج من هذه السجالات العقيمة. وإن كان لا بد من الدخول في جدل، فلـيجري حول الإنتاجات السينمائية.
كارول فيلتي – سولوتورن – swissinfo.ch
(ترجمته من الفرنسية وعالجته: إصلاح بخات)
سلمت العديد من الجوائز مساء الخميس 28 يناير 2010 في ختام أيام سولوتورن السينمائية.
وحصل على جائزة سولوتورن لهذا العام، التي تبلغ قيمتها 60000 فرنك، وعلى جائزة الجمهور (20000 فرنك) شريطان وثائقيان:
“حديقة الأصوات” (جائزة سولوتورن) لنيكولا بيللوتشي، وهو انتاج إيطالي سويسري مشترك، ويحكي قصة معالج موسيقي ضرير يعمل مع أطفال معاقين.
“بودالالا، ارقص على الإيقاع” (جائزة الجمهور) للمخرجة جيتا غسيل، ويدور حول رقصة تقليدية وسط سويسرا.
سجلت قاعات السينما الوطنية في العام المنصرم بيع 550000 تذكرة دخول، حسب تقديرات لازالت مؤقتة.
وهو مجموع يقل بوضوح عن الرقم القياسي الذي سجل عام 2006 حيث تم شراء ما لا يقل عن 1,6 مليون تذكرة لمشاهدة الانتاجات السينمائية السويسرية.
وحسب نيكولا بيدو، رئيس قسم السينما في المكتب الفدرالي للثقافة، يمكن أن تفسر أرقام 2009 بتأجيل إنتاج بعض الأعمال الكبرى إلى عام 2010.
وتتصدر قائمة الأعمال العشرة الأولى كوميديا “اختفاء جيوليا” لكريستوف شفاب (135000 تذكرة)، والكوميديا الرومانسية “الموظفة” لميشا ليوينسكي (80000)، و”هوم” (الوطن) لأورسولا ميير فيحتل المرتبة الثالثة (46000).
وفي فئة الأشرطة الوثائقية، يتصدر الترتيب “القلعة المحصنة” لفيرناند ميلغار (19000).
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.