إجـلاء جميع موظفي الخارجية السويسرية من كابول
أكد وزير الخارجية إينياتسيو كاسيس أنه قد تم إجلاء الموظفين السويسريين الثلاثة المتبقين في مكتب التعاون في كابول وأنهم الآن في طريق العودة إلى أوروبا.
فقد تم نقل الموظفين الثلاثة التابعين لمكتب الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في أفغانستان في ليلة الأحد إلى الاثنين، “بمساعدة شركاء [سويسرا]”، كما غرّد كاسيس على موقع تويتر صباح الاثنين 16 أغسطس الجاري.
وكانت وكالة الأنباء الألمانية دي بي آي قد أفادت بأن السويسريين الثلاثة كانوا على متن طائرة أمريكية صحبة أربعين موظفًا في السفارة الألمانية في كابول. فقد تم نقلهم جواً إلى الدوحة، عاصمة قطر ، وسيعودون إلى سويسرا في أقرب وقت ممكن.
ويوم الاثنين، قالت وزارة الخارجية السويسرية إن ثلاثة موظفين آخرين تابعين للوكالة قد غادروا مكتب كابول في وقت سابق. أما مكتب الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في العاصمة الأفغانية فقد تم إغلاقه صباح الأحد 15 أغسطس الجاري. وللعلم، فإن سويسرا ليس لديها سفارة كاملة في كابول.
وقال كاسيس إن سويسرا “تعمل بلا هوادة، وفي ظروف صعبة”، لإجلاء أربعين موظفًا أفغانيًا محليًا وأفراد عائلاتهم، (حوالي 230 شخصا) تمكنوا من طلب تأشيرة لجوء إنساني في سويسرا. وأشار إلى أن الحكومة السويسرية تُجري تقييما للوضع كل ساعة وستتصرف بسرعة بالتعاون مع الدول الأخرى.
مشاهد فوضوية
هذه الجهود تعقدت جراء حالة الفوضى التي يشهدها مطار كابول. وقالت الوزارة في بيان صادر عنها إن “المواطنين الأفغان والأجانب الذين يرغبون في مغادرة البلاد يجب أن يكونوا قادرين على القيام بذلك بحرية ودون عوائق؛ ويجب أن تظل الطرق والمطارات والمعابر الحدودية مفتوحة لهذا الغرض”.
كما أعربت سويسرا عن مخاوفها من ارتفاع مستويات العنف. وحثت الأشخاص المشاركين في القتال على احترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، ولا سيما حقوق الأقليات والنساء والفتيات.
وتأتي عملية الإجلاء لموظفي الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في أعقاب دخول مقاتلي حركة طالبان إلى العاصمة كابول في نهاية الأسبوع. وكانت الحركة الأصولية قد استولت على جزء كبير من الأراضي الأفغانية خلال الأيام العشرة الماضية، فيما يُعتبر تتويجًا لحملة بدأت في شهر مايو بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقلص وجودها العسكري بعد عقدين من تواجدها في أفغانستان.
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد فر من البلاد يوم الأحد 15 أغسطس قائلاً إن “طالبان قد انتصرت”. وتقوم العديد من الدول الأجنبية بتنظيم عمليات إجلاء، حيث تركز القوات الأمريكية على تأمين مطار كابول، الذي شهد حالة من الفوضى.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي بعد ظهر الإثنين لمناقشة الوضع.
في الأثناء، قالت شركة الخطوط الجوية الدولية “سويس” يوم الإثنين إنها ستتجنب حاليًا التحليق عبر المجال الجوي الأفغاني، بسبب الوضع السياسي “المتقلب”.
قبول مُؤقت
في غضون ذلك، نظم مئات الأشخاص مساء الاثنين تجمّعا مناهضا لحركة طالبان وسياساتها في أفغانستان خارج مبنى البرلمان الفدرالي في العاصمة برن. ودعا المشاركون السلطات السويسرية إلى مساعدة السكان في أفغانستان، لا سيما من خلال زيادة المساعدات الإنسانية في المنطقة ومنح تأشيرات دخول إنسانية.
وجاءت المظاهرة التي نظمتها مجموعة من الأفغان المقيمين في المنفى وسط دعوات مختلفة صدرت يوم الاثنين أيضا في سويسرا من أجل مساعدة طالبي اللجوء الأفغان وتسهيل عمليات لمّ شمل الأسر. وقال ائتلاف المحامين المستقلين من أجل اللجوء إنه يتعيّن منح الأفغان الموجودين بالفعل في سويسرا وضع القبول المؤقت، بغض النظر عما إذا كانوا يخضعون حاليًا لإجراءات دراسة ملفات اللجوء أم لا.
وقالت المنظمة الحقوقية إنه على غرار الوضع الذي كان قائما في سوريا في عام 2013، يجب على السلطات الفدرالية أن تسمح للأفغان بلمّ شملهم مع أفراد أسرهم الذين يعيشون بالفعل في سويسرا، لافتة إلى أنه يجب إعطاء الأولوية للنساء والفتيات غير المتزوجات. وسبق للمنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين والفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية أن تقدما بمطالب مماثلة الأسبوع الماضي.
ويوم الاثنين أيضا، حث حزب الخضر والحزب الاشتراكي السلطات السويسرية على تسهيل لمّ شمل عائلات الأفغان المقيمين في سويسرا عبر منح تأشيرات إنسانية. كما دعا الحزبان اليساريان إلى أن تقوم الكنفدرالية باستقبال ومنح وضع الحماية لـعشرة آلاف لاجئ أفغاني في إطار نظام دولي للحصص.
وفي الأسبوع الماضي، قالت سويسرا إنها علقت عمليات الترحيل القسري إلى أفغانستان “حتى إشعار آخر، بسبب الوضع المتغيّر في البلاد”. وكانت السلطات الأفغانية قد طلبت من سويسرا في بداية شهر يوليو الماضي تأجيل إعادة طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم لمدة ثلاثة أشهر بسبب تقدم مقاتلي طالبان وجائحة كوفيد -19. وسبق لمنظمات إغاثية وحقوقية أن طالبت السلطات السويسرية مرارا وتكرارا بوقف عمليات الإعادة هذه.
ويوم الإثنين أيضا، قالت وزارة الخارجية، إن السفارة السويسرية في باكستان، المسؤولة عن الشؤون القنصلية في أفغانستان، على اتصال بالمواطنين السويسريين المتبقين في أفغانستان وأنه قد تم تسجيل ستة وعشرين مواطنا سويسريا لدى السفارة في إسلام أباد. وأضافت الوزارة أنه يجب على المواطنين الذين يحتاجون إلى مساعدة لمغادرة البلاد الاتصال بالسفارة السويسرية في إسلام أباد على الفور (islamabad@eda.admin.ch ، هاتف: 923008564052+)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.