الحكومة الفدرالية السويسرية ترغب في تصنيف حماس كمنظمة إرهابية
ترى الحكومة السويسرية أنّه لا بدّ من تصنيف حركة حماس الفلسطينية المسلحة كمنظمة إرهابية. وسيقوم فريق العمل المعني بالشرق الأوسط بدراسة الخيارات القانونية لحظر المنظمة في البلاد.
وقالت الحكومة الفدرالية في بيان صدر يوم الأربعاء 11 أكتوبر إنها “تدين بأشد العبارات الممكنة الأعمال الإرهابية التي تقوم بها حماس ضد المدنيين في إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة، وتعترف برغبة إسرائيل المشروعة في الدفاع عن نفسها وحماية الأمن القومي”، كما دعت إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل حماس على الفور ووضع حد فوري لأعمال العنف.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن عدد القتلى في إسرائيل ارتفع إلى 1200 شخصاً، وإنّه قد أُصيب أكثر من 2700 آخرين جراء هجمات مسلحي حركة حماس التي استمرت لساعات بعد اختراق السياج الحدودي الذي يحيط بغزة يوم السبت 7 أكتوبر. أمّا على الجانب الآخر، فيقول مسؤولون فلسطينيون إن الضربات الانتقامية على القطاع المحاصر أدت إلى مقتل 1055 شخصا وإصابة 5184 آخرين. وأعلنت الأمم المتحدة أيضاً عن مقتل تسعة موظفين يعملون لدى وكالة اللاجئين الفلسطينية.
وأكّدت الحكومة السويسرية مجدّدا على ضرورة حماية السكان المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي في جميع الأوقات.
ومن أجل اتخاذ إجراءات منسقة، قامت الحكومة بتوسيع فريق العمل المعني بالشرق الأوسط الذي أنشأته وزارة الخارجية بحيث يضاف إليه أعضاء يمثلون وزارات الداخلية والدفاع والعدل، وكذلك المستشارية الفدرالية.
+ سويسرا تعلن عن تشكيل فريق عمل معنيّ بالشرق الأوسط
كما ستعمل وزارة الخارجية مرة أخرى على التأكّد من أن الأموال التي تمنحها سويسرا للمنظمات غير الحكومية الناشطة في الشرق الأوسط لا تعود بالنفع على حماس.
وقالت الحكومة السويسرية في بيانها الصحفي إن سويسرا تعرض أيضًا خدماتها للعمل على وقف التصعيد.
‘هجوم إرهابي’
وهكذا انظمت الحكومة الفدرالية إلى لجنة السياسات الأمنية في مجلس النواب (الغرفة السفلى للبرلمان) في موقفها، حيث كانت هذه الأخيرة قد دعت، يوم الثلاثاء 9 أكتوبر، بالإجماع إلى فرض حظر على حماس، مع العلم أنّ البرلمان كان قد رفض مثل هذا الطلب في الماضي.
في السياق نفسه، يعدّ تنظيمَا الدولة الإسلامية والقاعدة، بالإضافة إلى المنظمات ذات الصلة بهما، من بين الجماعات المحظورة في سويسرا، وفقا لقرار أكدته الحكومة في الخريف الماضي.
وكان وزير الخارجية إنياتسيو كاسيس قد أثار يوم الاثنين 9 أكتوبر، مسألة إمكانية اتخاذ إجراء مماثل بالنسبة لحماس لذلك الذي تم تنفيذه ضد تنظيم القاعدة المحظور بموجب القانون.
وتشمل الدول التي تصنف حماس كمنظمة إرهابية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا، وقد وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، يوم الأربعاء 11 أكتوبر، الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل “بالإرهابي” وبأنه “عمل من أعمال الحرب”.
كما يتماشى قرار الحكومة مع موقف سفيرة إسرائيل لدى سويسرا إيفات راشيف، التي صرّحت في مقابلة مع وكالة الأنباء السويسرية كيستون آي تي أس (Keystone-ATS) يوم الأربعاء 11 أكتوبر قائلةً: “نأمل بصدق أن تنضم سويسرا إلى الدول التي صنفت حماس بالفعل كمنظمة إرهابية”.
وردّا على سؤال حول حياد سويسرا، قالت السفيرة إن “الحياد لا يعني عدم إدانة الشر عندما تراه”.
+ الحرب الإسرائيلية الفلسطينية تحيي الجدل حول حماس في سويسرا المحايدة
رحلة العودة الثالثة
من جهتها، أعلنت شركة “سويس” أنها ستقوم بالفعل بتسيير رحلة خاصة ثالثة من تل أبيب يوم الخميس 12 أكتوبر بالنيابة عن الحكومة الفدرالية، خلافا لما عزمت عليه من قبل. ولا يمكن حجز هذه الرحلة التي تضم 215 مقعدًا إلا عبر خط الطوارئ الذي توفره وزارة الخارجية للمواطنات والمواطنين السويسريين في الخارج والمسافرات والمسافرين السويسريين في إسرائيل. وكانت أول رحلة عودة خاصة قد هبطت بالفعل في زيوريخ يوم الثلاثاء 10 أكتوبر وعلى متنها 224 راكبًا وراكبةً.
مع العلم أنّه يوجد حوالي 28 ألف مواطنة ومواطن سويسري مسجلين رسميًا في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وقد أشارت وزارة الخارجية يوم الأربعاء أيضاً إلى أنها تجري تحقيقات لمعرفة ما إذا كان هناك من بين الضحايا أو المفقودين أي مواطنين سويسريين أو أشخاص يحملون الجنسية السويسرية الإسرائيلية المزدوجة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.