مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السجن 20 عامًا لمجرم حرب ليبيري سابق في محاكمة تاريخية بسويسرا

طفل جندي في ليبيريا يحمل رشاشا
طفل جندي ليبيري يقاتل في صفوف قوات حكومة تشارلز تايلور (صورة التقطت يوم 30 يوليو 2003) أثناء الحرب الأهلية التي كان البلد الواقع غرب افريقيا مسرحا لها. Keystone / Nic Bothma

قضت محكمة سويسرية يوم الجمعة 18 يونيو الجاري، بسجن مجرم الحرب الليبيري السابق أليو كوسياه، لمدة عشرين عاما في محاكمة تاريخية هي الأولى التي يُدان فيها ليبيري بارتكاب جرائم حرب خلال النزاع الأهلي في بلاده.

ودانت المحكمة الجنائية الفدرالية السويسرية أليو كوسياه (46 عاما) بارتكاب فظائع أبرزها القتل والاغتصاب وتجنيد أطفال خلال أولى الحربين الأهليتين في ليبيريا اللتين أدتا إلى سقوط حوالي 250 ألف قتيل بين عاميْ 1989 و2003.

ويُعتبر الحكم الذي أصدرته المحكمة التي يُوجد مقرها في مدينة بيلينزونا (عاصمة كانتون تيتشينو جنوب البلاد) هو الأول بحق مواطن ليبيري يُدان بارتكاب جرائم حرب خلال النزاع الذي شهده البلد الواقع غرب افريقيا.

ودين كوسياه الذي نفى التهم الموجهة إليه بارتكاب سلسلة من جرائم الحرب عندما كان قائدا لـما يُعرف بـ “الحركة المتحدة لتحرير ليبيريا من أجل الديمقراطية”.

وقد دين بـواحد وعشرين من أصل خمس وعشرين تهمة وُجّهت إليه بينها الأمر بقتل سبعة عشر مدنيا وجنديّين غير مسلحيْن أو المشاركة فيها.

كما أدين بارتكاب جريمة الاغتصاب ونشر جنود أطفال والأمر بعمليات نهب وبمعاملة قاسية ولاإنسانية ومهينة للمدنيين.

وقد حكم عليه بالسجن عشرين عاما لكنه أمضى أكثر من ست سنوات ونصف سنة معتقلا وهي مدة ستحسم من العقوبة.

كما أمرت المحكمة بطرده من الأراضي السويسرية لمدة خمسة عشر عاما.

واستقر كوسياه في سويسرا عام 1998 قبل أن يتم توقيفه عام 2014، وقد بدأت محاكمته في شهر ديسمبر 2020.

المزيد
متمردون في شوارع ليبيريا

المزيد

ضحايا ليبيريون يدلون بشهاداتهم في محاكمة جرائم حرب أمام محكمة سويسرية

تم نشر هذا المحتوى على استُؤنفت محاكمة لقائد متمرّد من ليبيريا متهم بارتكاب جرائم اغتصاب وإعدامات وأكل لحوم بشرية، في سويسرا. ومن المقررّ أن يدلي ضحايا ليبيريون بشهاداتهم هذا الأسبوع في قضية غير مسبوقة بالنسبة للقضاء السويسري.

طالع المزيدضحايا ليبيريون يدلون بشهاداتهم في محاكمة جرائم حرب أمام محكمة سويسرية

وكان من المقرر أن يدلي نحو خمسة عشر ليبيريا بشهادتهم ضد كوسياه، من بينهم شخص قيل إن شقيقه تعرض للضرب بالهراوات حتى الموت على أيدي المتمردين تحت قيادة كوسياه. وزعم آخر أنه أُجبر على العمل كجندي طفل لفائدة كوسياه.

طلب محامو الضحايا عدم الكشف عن هويتهم لمنع تعرضهم للإنتقام في ليبيريا.

لم تحاكم ليبيريا مجرمي الحرب في النزاع الذي استمر من عام 1989 إلى عام 2003 الذي قتل فيه مئات الآلاف من الأشخاص. وبالفعل، لم يُحاكم أمام المحاكم الدولية سوى عدد قليل من مجرمي الحرب الليبيريين، من بينهم الرئيس السابق تشارلز تايلور ، الذي أدانته محكمة تابعة للأمم المتحدة بارتكاب جرائم حرب في سيراليون المجاورة والمسجون الآن في بريطانيا.

حكم تاريخي 

تعترف سويسرا بمبدأ الولاية القضائية العالمية ما يسمح لها بمحاكمة الأشخاص الذين يشتبه بارتكابهم أبشع الجرائم الدولية بغض النظر عن مكان وقوعها.

وفي السنوات الأخيرة نظرت المحاكم السويسرية في قضايا دولية عدة، لكن قضية كوسياه هي الأولى المتعلقة بجرائم حرب دولية تنظر فيها محكمة سويسرية غير عسكرية.

في تصريح لوكالة فرانس برس، قال المحامي المتخصص في قضايا حقوق الإنسان آلان فيرنر الذي مثل أربعة من المدعين السبعة في القضية “هذا (حكم) تاريخي”.

فضلاً عن استضافتها محادثات السلام الدولية و مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، قامت سويسرا بتغيير تشريعاتها في عام 2011، لإقرار مبدأ “الولاية القضائية العالمية”، التي تتيح للكنفدرالية مُحاكمة الأشخاص الذي يُشتبه قيامهم بجرائم حرب (الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية) بِصَرف النظر عن جنسيتهم. مع ذلك، لم يُحاكَم ويُدان سوى شخص واحد في البلاد في إطار هذا المبدأ، وفي قضية تعود إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي.

وأضاف “هذا أول حكم في سويسرا حول جريمة حرب أمام محكمة فدرالية، وهو الأول في ليبيريا، إذ لم يصدر سابقا حكم إدانة أو تبرئة بحق ليبيري على خلفية جريمة حرب”.

من جهتها، قالت نائبة مدير برنامج العدالة الدولية في منظمة هيومن رايتس ووتش بلقيس جراح إنه “من خلال كسر جدار الإفلات من العقاب، يمثل هذا الحكم خطوة كبيرة إلى الأمام للضحايا الليبيريين والنظام القضائي السويسري”.

للتذكير، كانت الحرب الأهلية في ليبيريا من بين الأكثر دموية في القارة، وقد شهدت مجازر ارتكبها غالبا مقاتلون مُخدَّرون إضافة إلى تشويه أعضاء وعنف جنسي وحتى وقائع أكل لحوم بشرية.

وفر معظم قادة المجموعات المختلفة من البلاد بعد انتهاء الحربيْن في عام 2003، لكن بعد أكثر من خمسة عشر عاما، ما زال العديد من المسؤولين في ذلك الوقت يشغلون مناصب ويتمتعون بنفوذ سياسي واقتصادي في البلاد.

وظلت غالبية التوصيات الواردة في تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة الذي نُشر في عام 2009 حبرا على ورق، بحجج أبرزها الحفاظ على السلم.

المزيد
رجل يرتدي زيا عسكريا يحمل رشاشا ويصرخ

المزيد

ما الذي يتعلّمه السويسريون من الفنلنديين لمحاكمة جرائم الحرب في ليبيريا؟

تم نشر هذا المحتوى على في سويسرا، كما في فنلندا، تجري محاكمات جرائم حرب تاريخية، إلّا أنّ النهجين المتبعين فيها مختلفان إلى حد ما.

طالع المزيدما الذي يتعلّمه السويسريون من الفنلنديين لمحاكمة جرائم الحرب في ليبيريا؟

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

أخبار

أُعلن في 20 ديسمبر عن اختتام المفاوضات بين سويسرا والاتحاد الأوروبي بشأن العلاقات التجارية المستقبلية، مع تحقيق جميع الأهداف المتفق عليها.

المزيد

سويسرا والاتحاد الأوروبي يتوصلان إلى اتفاق بشأن العلاقات الثنائية المستقبلية

تم نشر هذا المحتوى على أعلنت سويسرا والاتحاد الأوروبي عن اتفاق سياسي تاريخي لتحديث علاقتهما الثنائية .

طالع المزيدسويسرا والاتحاد الأوروبي يتوصلان إلى اتفاق بشأن العلاقات الثنائية المستقبلية
سانتا أميتي، العضو في حزب الخضر الليبراليي والرئيسة المشاركة لحركة العملية الليبرالية.

المزيد

تحقيق جنائي مع سياسية سويسرية بعد إطلاقها النار على صورة للمسيح

تم نشر هذا المحتوى على فتحت النيابة العامة في زيورخ تحقيقًا جنائيًا ضد السياسية سانيا أميتي، للتحقق مما إذا كانت قد انتهكت حرية الدين وممارسة الشعائر الدينية.

طالع المزيدتحقيق جنائي مع سياسية سويسرية بعد إطلاقها النار على صورة للمسيح
وافق البرلمان السويسري على حظر ميليشيا حزب الله اللبنانية الشيعية، وذلك بعد أيام من قراره بحظر حركة حماس.

المزيد

البرلمان السويسري يوافق على حظر حزب الله بعد تصويت بأغلبية واسعة

تم نشر هذا المحتوى على صوتت أغلبية كبيرة من أعضاء وعضوات البرلمان السويسري بغرفتيْه لصالح حظر ميليشيا حزب الله اللبنانية الشيعية، وذلك بعد اسبوع من حظر حركة حماس .

طالع المزيدالبرلمان السويسري يوافق على حظر حزب الله بعد تصويت بأغلبية واسعة
غير بيدرسون

المزيد

من دمشق.. المبعوث الأممي يدعو إلى توفير ‘مساعدات إنسانية فورية’ لسوريا

تم نشر هذا المحتوى على وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، تم تشريد أكثر من مليون شخص منذ الهجوم الذي شنته قوات المعارضة السورية بهدف الإطاحة ببشار الأسد.

طالع المزيدمن دمشق.. المبعوث الأممي يدعو إلى توفير ‘مساعدات إنسانية فورية’ لسوريا
صرّحت أمانة الدولة للهجرة بأنها غير قادرة حاليًا عن تقديم تقييم مستند إلى أسس متينة لتحديد وجود مبررات للجوء أو مدى إمكانية تنفيذ قرارات الإبعاد بشكل معقول.

المزيد

سويسرا توقف النظر في طلبات اللجوء من سوريا حتى إشعار آخر

تم نشر هذا المحتوى على أعلنت أمانة الدولة لشؤون الهجرة تعليق إجراءات وقرارات اللجوء المقدمة من السوريين والسوريات بشكل فوري، حتى يتسنى إعادة تقييم الوضع.

طالع المزيدسويسرا توقف النظر في طلبات اللجوء من سوريا حتى إشعار آخر
سوريا

المزيد

سقوط بشار الأسد: سويسرا تدعو إلى المصالحة في سوريا

تم نشر هذا المحتوى على في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، دعت وزارة الخارجية السويسرية جميع الأطراف إلى حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي.

طالع المزيدسقوط بشار الأسد: سويسرا تدعو إلى المصالحة في سوريا
المعهد التقني الفدرالي العالي بزيورخ

المزيد

المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ يضاعف رسوم الدراسة للطلاب الأجانب ثلاث مرات

تم نشر هذا المحتوى على سيتعين على الطالبات والطلاب الأجانب في المعهد التقني الفدرالي العالي بزيورخ دفع رسوم دراسية أعلى اعتبارًا من الفصل الدراسي خريف 2025.

طالع المزيدالمعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ يضاعف رسوم الدراسة للطلاب الأجانب ثلاث مرات
وافق مجلس النواب السويسري أمس الاثنين جزئيًا على الاقتراح المقدم من مجلس الشيوخ بشأن تصاريح "S" الخاصة باللاجئات واللاجئين الأوكرانيين.

المزيد

سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع “أس” الذي يتمتع به اللاجئون الأوكرانيون

تم نشر هذا المحتوى على يريد البرلمان السويسري في المستقبل تقييد منح تصاريح "S" للأوكرانيين الفارين من أجزاء معينة من البلاد التي مزقتها الحرب.

طالع المزيدسويسرا تفكر في فرض قيود على وضع “أس” الذي يتمتع به اللاجئون الأوكرانيون

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية