انتخاب سويسرا لعضوية مجلس الأمن الدولي
للمرة الأولى في تاريخها، ستكون سويسرا واحدة من بين خمس عشرة دولة عضوا في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وسوف تشغل مقعدا من بين عشرة مقاعد غير دائمة للفترة التي تشمل عامي 2023 و 2024.
وفي نيويورك، قال وزير الخارجية إينياتسيو كاسيس، الذي يتولى الرئاسة الدورية لسويسرا هذا العام، لوسائل الإعلام قبل التصويت: “المقعد يجلب مصداقية لسويسرا، لأنه يمكن أن يُظهر ما الذي تقوم به من أجل السلام والاستقرار”.
وكان خمسة بلدان وهي سويسرا والإكوادور واليابان ومالطا وموزمبيق قد ترشحت لشغل المقاعد الإقليمية الخمسة التي كانت مطروحة على التصويت هذا العام. وبما أنه لم يكن هناك مُرشحون مُعارضون، فقد كانت عملية الانتخاب مجرد إجراء شكلي.
ويوم الخميس 9 يونيو الجاري، حصلت سويسرا على تأييد 187 صوتا من أصل 190. وحسب الأعراف، يكون التصويت في الجمعية العامة للمنظمة الأممية سريا، ولا يوجد تصويت بـ “لا”، بل يمتنع ممثلو الدول عن التصويت. لذلك فمن غير المعروف ما هي الدول الثلاث التي احتفظت بأصواتها عندما تعلق الأمر بسويسرا.
المزيد
ما الذي ستجنيه سويسرا من مقعدها في مجلس الأمن؟
وكان كاسيس قال يوم الأربعاء 8 يونيو الجاري إن “أولويات سويسرا في المجلس هي السلام المستدام والتغيّر المناخي والأمن وحماية المدنيين”.
بالإضافة إلى ذلك، تريد سويسرا تعزيز كفاءة المجلس والأمم المتحدة ككل. وأضاف: “إذا تمكّـنّا من إحراز بعض التقدم في هذه المسائل، فقد تم إنجاز الكثير بالفعل”.
يُعتبر مجلس الأمن واحداً من مؤسسات الأمم المتحدة. وهو يتكون من خمسة أعضاء دائمين (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة) وعشرة أعضاء غير دائمين. ويتم انتخاب الأعضاء غير الدائمين من قبل الجمعية العامة للمنتظم الأممي وذلك لمدة لا تزيد عن عامين.
لأسباب تاريخية، تحتفظ الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن ـ وهي القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ـ بحق النقض (الفيتو). ويعني هذا أنه في مقدورها عرقلة أي قرار. أما الدول التي تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن، فإنها تقوم بدور هام كوسيط، لتصحيح أي موقف خاطئ.
وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، فإن مجلس الأمن يتحمل مسؤولية حفظ السلام العالمي. حيث يمكنه فرض عقوبات أو السماح بالتدخل العسكري، إذا ما تعرّض السلام الدولي للخطر. أما قراراته فهي مُلزمة لجميع الدول الأعضاء وفقاً للقانون الدولي، وهذا بخلاف قرارات الجمعية العامة غير المُلزمة.
منذ فترة طويلة، انخرطت سويسرا في حملة من أجل إصلاح مجلس الأمن الدولي، حيث غالبًا ما يتم إعاقة عمل الهيئة بسبب حق النقض المتاح للأعضاء الخمسة الدائمين أي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة.
ومع ذلك، لم يكن هناك إجماع في سويسرا على هذا الترشح. فقد دعا التماسان قدمهما حزب الشعب السويسري (يمين محافظ) في ديسمبر الماضي الحكومة إلى الامتناع عن التقدم لشغل مقعد في مجلس الأمن. وقال فرانز غروتر، رئيس لجنة السياسة الخارجية بالحزب، إن هذا من شأنه أن يُضعف دور سويسرا كوسيط، وهو أمر “مهم للغاية”.
المزيد
الأمم المتحدة بحاجة إلى مزيد من الديمقراطية.. فهل تُسهم سويسرا في المهمة؟
وكان كاسيس حضر مساء الأربعاء أيضا في نيويورك الاجتماع الأول للدول الخمس الجديدة التي من المقرر أن تكون عضوة غير دائمة في المجلس للعامين المقبلين. وهي بالإضافة إلى سويسرا، الإكوادور، واليابان، ومالطا والموزمبيق. وقال إنهم ناقشوا كيف يُمكن تشكيل التعاون وبناء الجسور، خاصة مع الأعضاء الدائمين الخمس الذين يتمتعون بحق النقض.
وقال إنه من المتوقع أن تواصل سويسرا العمل في مجلس الأمن بنفس الكيفية التي تعمل بها في منظمة الأمم المتحدة من خلال عرض مساعيها الحميدة، وتعزيز الحوار، والتصرف بطريقة خلاقة ومبتكرة.
المزيد
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.