مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دول الإتحاد الأوروبي تنتقد الإنتهاكات في السعودية وسويسرا تلوذ بالصمت

مجلس حقوق الإنسان في جنيف
تمت صياغة البيان في سياق أشغال الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الملتئمة حاليا في قصر الأمم بمدينة جنيف. © Keystone / Salvatore Di Nolfi

وقّعت ست وثلاثون دولة على بيان في جنيف ينتقد وضع حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، فيما يُمثل إدانة دولية نادرة للمملكة الخليجية. في المقابل، أحجمت سويسرا عن إضافة توقيعها على البيان.

دعت أكثر من ثلاثين دولة بينها كل دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين السعودية يوم الخميس 7 مارس الجاري للإفراج عن 10 نشطاء والتعاون مع تحقيق تقوده الأمم المتحدة في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول.

ويُعتبر هذا أول توبيخ يُوجّه للمملكة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة منذ تأسيسه في عام 2006. وجاء في ظل تنامي القلق الدولي من انتهاك السعودية للحريات الأساسية مثل حرية التعبير.

وقال مبعوث من إحدى دول الاتحاد الأوروبي لوكالة رويترز إن “توحيد المواقف بهذا الشأن نجاح يُحسب لأوروبا”. 

وتلا هارالد أسبيلوند مبعوث أيسلندا إلى مكتب الأمم المتحدة في جنيف البيان الذي دعمته كندا وأستراليا ولكن ليس الولايات المتحدة. ولم يصدر رد فعل بعد من السعودية. وقال أسبيلوند وهو يتلو البيان “نشعر تحديدا بالقلق بشأن استخدام قانون مكافحة الإرهاب وغيره من الأمور الخاصة بالأمن القومي بحق أفراد يمارسون حقوقهم وحرياتهم بشكل سلمي”. وأضاف أن النشطاء بوسعهم بل وينبغي “أن يلعبوا دورا حيويا في عملية الإصلاح التي تنفذها المملكة”.

ودعا البيان المشترك إلى الإفراج عن لجين الهذلول وإيمان النجفان وعزيزة اليوسف ونسيمة السادة وسمر بدوي ونوف عبد العزيز وهتون الفاسي ومحمد البجادي وأمل الحربي وشدن العنزي. وقال ناشطون إن بعض المحتجزات، ومنهن من شاركن في حملة للمطالبة بحق المرأة في قيادة السيارات، تعرضن للتعذيب بما في ذلك الصعق بالكهرباء والجلد والاعتداء الجنسي.

وقال الاتحاد الأوروبي وغيره من الدول الراعية للبيان إنها “تدين بأشد العبارات” قتل خاشجقي، مشيرة إلى أن السعودية أكدت أن ذلك حدث في قنصليتها باسطنبول يوم الثاني من أكتوبر 2018. وجاء في البيان أن “ملابسات وفاة السيد خاشقجي تؤكد مرة أخرى على ضرورة حماية الصحفيين والحفاظ على حق حرية التعبير في جميع أنحاء العالم”. وأضاف “ينبغي أن يكون التحقيق في قتله مستقلا وموضوعيا وشفافا”. ودعا البيان إلى التعاون مع تحقيق تقوده أنييس كالامار مقررة الأمم المتحدة الخاصة لعمليات الإعدام خارج نطاق القانون.

وقالت كالامار لرويترز “إنها خطوة مهمة لضمان المحاسبة. المجتمع الدولي عليه مسؤولية مشتركة لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في بلد استطاع حتى الآن التملص من هذا النوع من التدقيق”. وأضافت أنها ترحب بالدعوة للتعاون مع تحقيقها لأن السعوديين لم يردوا حتى اليوم على طلباتها لعقد اجتماعات. وذكرت أن تركيا لم تسلم أيضا تقارير الشرطة والطب الشرعي في قضية خاشقجي، وهو أمر تعهدت السلطات بالقيام به خلال بعثتها هناك في شهر فبراير الماضي. 

ويوم الأربعاء 6 مارس الجاري، دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه السعودية للإفراج عن ناشطات محتجزات أشارت تقارير إلى تعرضهن للتعذيب بعد أن اتهمتهن السلطات بالإضرار بمصالح البلاد.

وقال وكيل النيابة العامة السعودية لصحيفة الشرق الأوسط الأسبوع الماضي إن مكتبه اطلع على تقارير إعلامية عن تعرض النساء للتعذيب ولم يجد دليلا على ذلك ووصف التقارير بـ “الكاذبة”.

رد الفعل السويسري.. صامت!

على الرغم من أن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 28 صوتًا توصلوا إلى اتفاق موحد للتوقيع جميعا على البيان، فقد رفضت سويسرا إضافة اسمها إلى القائمة.

وفي تصريحات لوكالة كيستون – SDA، قالت المتحدثة باسم البعثة السويسرية لدى الأمم المتحدة في جنيف إن هذا القرار لم يُتّخذ لأن [سويسرا] ليست موافقة على محتويات البيان، ولكن لأنها ردت الفعل بعدُ” على القضايا المثارة.

وكان وزير الخارجية إينياتسيو كاسيس قد صرح بعد مقتل خاشقجي العام الماضي لصحيفة “بليك” الشعبية أن هناك “أدلة واضحة على انتهاكات لحقوق الإنسان وعلى عدم احترام سيادة القانون” في المملكة العربية السعودية، وأن العلاقات مع الرياض ستخضع لـ “إعادة تقييم”.

ويوم الخميس أيضا، انتقدت منظمة العفو الدولية (غير الحكومية) الرفض السويسري للإنضمام إلى البيان الأممي وقال المتحدث باسمها ألان بوفار إن هذا الموقف “مخيب للآمال بشكل كبير وسوف يُلحق الضرر مرة أخرى بشكل كبير بسمعة البلاد كمدافع عن حقوق الإنسان”.

وفي وقت سابق من هذا العام، قلل أولي ماورر، وزير المالية السويسري والرئيس الحالي للكنفدرالية في يناير الماضي من الأحاديث عن خلاف مع المملكة العربية السعودية، قائلاً إن العلاقات يجري تطبيعها.

مع ذلك، لا زال من غير الواضح ما إذا كان ماورر، الحريص على تعزيز العلاقات المالية مع المملكة، قد عبّر عن رأيه الشخصي دون مشاورات سابقة مع زملائه في الحكومة الفدرالية أم لا.

يُشار إلى أن المملكة العربية السعودية شريك أساسي لسويسرارابط خارجي في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين في عام 2017 حوالي 2.5 مليار فرنك، طبقا لأمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية.

مقاطعة سويسرية؟

قاطع وزير الشؤون الداخلية آلان بيرسيه مؤتمرا دوليا عُقد في المملكة العربية السعودية نهاية الأسبوع الماضي. وقال مكتب بيرسيه إنه “كان لديه التزام آخر”، وفقا لتقرير نُشر في عدة صحف سويسرية يوم الجمعة 8 مارس الجاري.

وعوضا عن بيرسيه، شارك رئيس المكتب الفدرالي للصحة العمومية فعاليات القمة الوزارية العالمية لسلامة المرضى التي عُقدت في مدينة جدة.

ويقول مُراقبون إن غياب بيرسيه كان موقفا سياسيًا من طرف عضو الوزير الإشتراكي احتجاجا على مقتل المنشق السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول في شهر أكتوبر 2018.

ووفقا لنفس التقارير الصحفية، فقد تجنّب وزراء من دول أخرى أيضا حضور المؤتمر الدولي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

أخبار

ينطلق مؤتمر المناخ السنوي للأمم المتحدة يوم الاثنين القادم ويستمر حتى 22 نوفمبر، ويُتوقع أن يُختتم بتحديد هدف جديد للمساعدات المالية الموجهة إلى الدول النامية للفترة ما بعد 2025.

المزيد

كوب 29: منظمات سويسرية تدعو لتخصيص 1000 مليار دولار سنوياً لمساعدة الدول النامية

تم نشر هذا المحتوى على منظمات سويسرية غير حكومية تدعو الدول الغنية لدفع 1000 مليار دولار سنوياً لمساعدة باقي الدول على حلّ تبعات التغيّر المناخي.

طالع المزيدكوب 29: منظمات سويسرية تدعو لتخصيص 1000 مليار دولار سنوياً لمساعدة الدول النامية
متدرب شاب يعمل في البريد السويسري.

المزيد

تزايد أعداد اللاجئين الشباب في سويسرا الملتحقين بالتدريب المهني

تم نشر هذا المحتوى على أكثر من نصف اللاجئات واللاجئين والأشخاص المقبولين مؤقتًا، ممن تتراوح أعمارهم وأعمارهن بين 16 و25 عامًا يتلقون الآن تدريبًا مهنيًا، وهي نسبة تزيد بشكل ملحوظ عمّا كان عليه الوضع قبل خمس سنوات.

طالع المزيدتزايد أعداد اللاجئين الشباب في سويسرا الملتحقين بالتدريب المهني
فلسطينيون.ات يسيرون وسط الدمار الناتج عن هجوم جوي وبري إسرائيلي على جباليا، شمال قطاع غزة، في 30 مايو 2024.

المزيد

الصليب الأحمر يندد بغياب الوساطة في النزاعات

تم نشر هذا المحتوى على قال مسؤول رفيع في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس إن غياب القيادة السياسية في التوسط لإبرام اتفاقيات سلام يؤدي إلى إطالة أمد النزاعات ويزيد الضغط على منظمات الإغاثة.

طالع المزيدالصليب الأحمر يندد بغياب الوساطة في النزاعات
تدير الأونروا، التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، مراكز صحية ومدارس في غزة والضفة الغربية، وتعتبر العمود الفقري للمساعدات الدولية لغزة التي تعاني من تدهور حاد في الظروف الإنسانية

المزيد

سويسرا قلقة بشأن تداعيات القوانين الإسرائيلية على الأونروا

تم نشر هذا المحتوى على صوّت الكنيست الإسرائيلي لصالح مشروع قانون يحظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إسرائيل.

طالع المزيدسويسرا قلقة بشأن تداعيات القوانين الإسرائيلية على الأونروا
تشهد بيروت قصفاً منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية يومية تستهدف مواقع في المدينة، ضمن مواجهاته مع ميليشيا حزب الله اللبناني.

المزيد

الخطوط الجويّة السويسرية تلغي رحلاتها إلى بيروت حتى يناير المقبل

تم نشر هذا المحتوى على أعلنت الخطوط الجوية الدولية السويسرية أنها ستعلق رحلاتها إلى بيروت حتى 18 يناير 2025 على الأقل.

طالع المزيدالخطوط الجويّة السويسرية تلغي رحلاتها إلى بيروت حتى يناير المقبل
تظاهر حوالي 3000 شخص من أجل فلسطين في جنيف.

المزيد

جنيف: نحو 3000 شخص يتظاهرون من أجل فلسطين

تم نشر هذا المحتوى على شارك ما يقرب من 3000 شخص في مسيرة تضامنية مع فلسطين في جنيف. وقد نظّمت المسيرة حركةُ المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات "بي دي أس".

طالع المزيدجنيف: نحو 3000 شخص يتظاهرون من أجل فلسطين
قرر مجلس النواب السويسري في سبتمبر الماضي أن على سويسرا وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

المزيد

مناشدات داخل سويسرا لاستمرار تمويل الحكومة الفدرالية للأونروا

تم نشر هذا المحتوى على وزراء وسفراء سويسريون سابقون يناشدون مجلس الشيوخ السويسري بمواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

طالع المزيدمناشدات داخل سويسرا لاستمرار تمويل الحكومة الفدرالية للأونروا
جنود إسرائيليون يتمركزون بالقرب من مركبات الأمم المتحدة المتهالكة التي تطفو بشكل غير مستقر فوق حطام مبنى في مجمع الأونروا

المزيد

أنطونيو غوتيريش يدين خطة إسرائيلية تهدف إلى تصنيف الأونروا منظمة إرهابية

تم نشر هذا المحتوى على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يعبّر عن معارضته الشديدة للقانون الذي اقترحه البرلمان الإسرائيلي والذي يصنف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين.ات الفلسطينيين.ات (الأونروا) كمنظمة إرهابية.

طالع المزيدأنطونيو غوتيريش يدين خطة إسرائيلية تهدف إلى تصنيف الأونروا منظمة إرهابية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية