سويسرا تعلن عن تشكيل فريق عمل معنيّ بالشرق الأوسط
أعلن وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس عن تشكيل فريق عمل معني بالشرق الأوسط، بعد يومين من هجوم حركة حماس المفاجئ على إسرائيل،
وتتزايد الضغوط في سويسرا على برن من أجل حظر حركة حماس، وهي منظمة فلسطينية مسلحة، وتصنِيفها كمنظمة إرهابية. في الأثناء، سيتم تسيير رحلة إجلاء يوم الثلاثاء 10 أكتوبر بين زيورخ وتل أبيب. لكن الرحلات الجوية المنتظمة ستظل معلقة حتى يوم السبت المقبل 14 أكتوبر.
وقال كاسيس في مؤتمر صحفي في برن يوم الاثنين: “سويسرا تتضامن مع شعب إسرائيل، وتدين الهجمات الإرهابية بأشد العبارات الممكنة”، مقدّمًا تعازيه لأسر ضحايا الهجوم.
من ناحية أخرى، أجرى كاسيس يوم الاثنين أيضاً محادثات مع السفير الإسرائيلي وممثل السلطة الفلسطينية في سويسرا. وقال في هذا السياق: “إن الرئيس السويسري آلان بيرسيه تحدث أيضا مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ”.
+ الهجوم الإسرائيلي على غزة يحيي النقاش حول حماس في سويسرا المحايدة
وأضاف وزير الخارجية السويسري أنه في ظل الوضع المضطرب، يتعين على الحكومة أن تكون قادرة على التصرف بسرعة وبطريقة منسقة. وهذا هو هدف فريق العمل الجديد الذي تترأسهمايا تيسافي، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوزارة.
إيران وراء الهجوم؟
سويسرا مستعدة لتقديم الدعم الدبلوماسي للأطراف ودول المنطقة للعمل على وقف التصعيد، وهي ملتزمة، كما صرّح وزير الخارجية، بحل الدولتين الذي يتم التفاوض عليه بين الطرفين وفقا للقانون الدولي. ومن وجهة نظر كاسيس، فمن المحتمل أن تكون إيران وراء الهجوم، لأنه كان منسقًا بشكل جيد للغاية.
ومع ذلك، فإن موقف برن تجاه حماس تعرّض لانتقادات من قبل العديد من السياسيين والمنظمات في سويسرا. ودعت المجموعة البرلمانية السويسرية الإسرائيلية، يوم الاثنين 9 أكتوبر، الحكومة والبرلمان إلى إعادة النظر في موقفها وعلاقاتها مع حماس، وكذلك مع النظام الإيراني.
من جانبه أشار كاسيس إلى أن “وضعنا [سويسرا] القانوني لا يسمح لنا حاليا بإدراج منظمات على قائمة الإرهاب”، مضيفًا أن هذا لا يعني أننا لا نستطيع التحرك ضد الإرهابيين، في إشارة إلى الإجراءات المتخذة ضد تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية المحظورين بموجب القانون.
+ توصيات وزارة الخارجية للسويسريين والسويسريات في إسرائيل
استمرار الدعم المالي
وفي حين أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيجمّد مساعداته التنموية للفلسطينيين، فإن سويسرا تحافظ على دعمها المالي في الوقت الحالي. حيث صرّح كاسيس: “لا يوجد ما يشير إلى أن هذه الأموال لا يتم استخدامها بشكل صحيح”.
تقوم سويسرا بتمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، بالإضافة إلى حوالي 30 منظمة غير حكومية في الوقت الحاضر. أما بالنسبة للمساعدات المثيرة للجدل للأونروا، فلا يوجد بديل عنها. وحتى الآن، دعمت سويسرا وكالة الإغاثة بمبلغ يصل إلى حوالي 20 مليون فرنك سويسري (22 مليون دولار) سنويًا.
العودة إلى الوطن يوم الثلاثاء
وقال كاسيس إن الأولوية الأولى لدى وزارته هي دعم المواطنات والمواطنين السويسريين على الأرض، وإنّه ليس لديه معلومات في الوقت الحالي عن ضحايا أو رهائن من بين السويسريين والسويسريات على عين المكان، وأكّد بأنّ موظفي وزارة الخارجية في كلّ من تل أبيب ورام الله آمنون، ولا تزال السفارة السويسرية في تل أبيب ومكتب التمثيل في رام الله يعملان.
كما أعلنت شركة الطيران السويسرية يوم الاثنين 9 أكتوبر أنها ستعيد في اليوم التالي مواطنات ومواطنين سويسريين إلى بلادهم . حيث سيتم تسيير رحلة إجلاء بين زيورخ وتل أبيب بناء على طلب من وزارة الخارجية. وقد تم حجز هذه الرحلة بالكامل بالفعل يوم الاثنين، ومع ذلك، تقوم شركة الطيران السويسرية “سويس” بإلغاء جميع الرحلات الجوية من وإلى تل أبيب حتى يوم السبت 14 أكتوبر.
بحسب أورس بوشر، السفير السويسري في تل أبيب ، هناك حوالي 28 ألف مواطنة ومواطن سويسري مسجلين رسميًا في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد تم تسجيل حوالي 430 شخصًا أيضاً ممّن لديهم روابط مع سويسرا في تطبيق “ترافل أدمن” (Travel Admin).
وقالت وزارة الخارجية إنها لا تزال تنصح بعدم السفر إلى إسرائيل، وعليه يجب على وكالات السفر السويسرية إلغاء عروض العطلات الخاصة بها حتى إشعار آخر والعمل على إعادة السائحات والسياح إلى وطنهم.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.