مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا – حالة اختبار للتيارات الشعبوية في أوروبا؟

Philip Schaufelberger

عادة ما تركّز النقاشات السائدة على كيفية وقف "صعود الشعبوية" ومحاربتها. ولكن ماذا لو كان الحل هو السماح لدعاتها بالتعبير عن قناعاتهم، والدعاية لها، وإقناع الناخبين بحججهم، عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية المباشرة؟ 

هذا هو رأي الكاتب والصحفي الألماني رالف شولر، الذي يدافع عن الرأي الداعي إلى إشراك الشعبويين في النقاش السياسي، ويرى أنه بإمكانهم أن يكونوا سببا في إضفاء الحيوية عن العملية الديمقراطية.

على أي حال، تجاهل هذه التيارات لا يُجدي نفعا، يقول الكاتب الألماني، خاصة في العصر الرقمي الحالي حيث يمكن للشعبويين “أن يخلقوا ببساطة فضاءهم الخاص، وأن يصيغوا فيه الحقائق وفق منظورهم الخاص”.

المزيد
مجموعة من الرجال تتوسطهم امرأة يلقون بالتحية للجمهور

المزيد

سويسرا.. “بلد شعبوي بأفضل معنى للكلمة”

تم نشر هذا المحتوى على swissinfo.ch: هل من وجود فعلي للشعبوية؟ رالف شولر: بالتأكيد، هناك وجود لها. ولكن مفهوم الكلمة يُستخدم بطريقة خاطئة. فالشعبوية ليست حركة سياسية مثل الحركات الليبرالية أو الاشتراكية أو المحافظة، بل هي أسلوب سياسي متزايد الأهمية، يقدم إجابات بسيطة للأسئلة المعقدة، ويوجّه الناس إلى المسار الخطأ؛ فالديمقراطية هي حكم الأداء الوسط؛ بحيث لا يُمكن لا للأغبياء…

طالع المزيدسويسرا.. “بلد شعبوي بأفضل معنى للكلمة”

ارتبط عدم الاستقرار السياسي في الديمقراطيات الغربية خلال القرن الماضي بشكل روتيني بالشعبوية. بل إن البحث عن علاج لما تعتبره مؤسسات للدولة العميقة إساءة استخدام للمؤسسات الديمقراطية، أقدم من ذلك.

لماذا هذا النقاش صعب للغاية، ويستمرّ في الزمان؟

إحدى المشكلات هو أن الديماغوجيا تجد لها أذنا صاغية لدى المستمع. والشعبوية مصطلح يصعب تعريفه. ونظرا لكونها غير قابلة للقياس، فإن ما يتبقى غالبا هو مجموعة من التعريفات، يتفق أغلبها على أنها أسلوب سياسي يضع “نخبة مفلسة أخلاقيا ضد “شعب” مُضطهَد أو مُتجاهَـل أو مَنسي.

أما بالنسبة للسياسات، يقول النقاد، إن الشعبويين يفرطون في تقديم وعود بحلول تبسيطية لمشكلات معقدة مثل الهجرة والتنوع الثقافي والتغيير الاجتماعي. ويقول الشعبويون إن هذه الكلمة عبارة عن مصطلح جذاب تستخدمه النخب لوسم الحجج التي يرفضونها ولا يريدون سماعها.

المزيد
بناية صفراء اللون تحيط بها حديقة وأشجار

المزيد

المَركز السويسري الذي يبحث تأثيرات الحركات الشعبوية

تم نشر هذا المحتوى على في فيلا قديمة فَخمة تقع أعلى مدينة آراو الصغيرة (عاصمة كانتون آرغاو)، يُوجد مركز آراو لدراسات الديمقراطيةرابط خارجي – وهو مؤسسة علمية تهتم بإجراء البحوث الأساسية. وفي هذا المركز، يتعامل علماءٌ من مُختَلَف التَخَصُّصات مع القضايا الراهنة المُتعلقة بالديمقراطية، ليس في سويسرا فحَسْب، ولكن في أوروبا، وأنحاء مُختلفة من العالم أيضاً. أندرياس غلازَررابط خارجي، رئيس…

طالع المزيدالمَركز السويسري الذي يبحث تأثيرات الحركات الشعبوية

ولكن ماذا لو تجاوزنا هذا الجدل الإصطلاحي إلى النقاش المضموني. لقد كشفت مجموعة IDEA السويدية المتخصصة في الأبحاث أن الفترات التي ينجح فيها الشعبويون بالفعل من التسلل إلى السلطة هي فترات يسجّل فيها تراجع على العديد من الجوانب في الحياة الديمقراطية مثل حرية التعبير أو مشاركة المجتمع المدني.

ونحن اليوم في واحدة من هذه الفترات: على الرغم من أن “الشعبوية قد بلغت ذروتها”، وفقا لدراسة أجرتها المفوّضية الأوروبيةرابط خارجي، فإن التأييد والدعم الذي تحظى به هذه الأطراف اليمينية قد زاد بنسبة تتجاوز الثلاثة أضعاف خلال العقديْن الماضيْين.

وهكذا، حتى إذا كانت فكرة الحكم مع مجموعات سياسية مثل الجبهة الوطنية في فرنسا أو حزب الحرية في هولندا ربما تبدو مخيفة بالنسبة للعديد من الأحزاب الوسطية والمعتدلة، فإنه قد لا يكون هناك خيار آخر.

المزيد
قاعة ضخمة للإجتماعات في ستراسبورغ

المزيد

بعكس الإنطباع السائد.. الديمقراطية تواصل تقدمها في العالم

تم نشر هذا المحتوى على في الأشهر الفائتة، أعطت أحداث سياسية مختلفة في عدد من بلدان العالم الإنطباع بأن الديمقراطية تتراجع على مستوى العالم، إلا أن بعض الأبحاث الشاملة توضح أن العكس هو الصحيح، بل إن معظم الناس يُريدون تحقيق المزيد من الديمقراطية.

طالع المزيدبعكس الإنطباع السائد.. الديمقراطية تواصل تقدمها في العالم

النموذج السويسري

كالمعتاد عندما يتعلّق الامر بالسياسة، تعتبر سويسرا نموذجا فريدا من نوعه عندما تتناول مسألة الشعبوية: في الوقت الذي ينظر فيها إلى الكنفدرالية كنموذج ناجح للإستقرار السياسي وكبطلة عالمية في مجال الديمقراطية المباشرة والمشاركة السياسية، يُنظر إليها أيضا على أنها عـش للشعبوية منذ زمن طويل.

المزيد
police and crossed out swastica

المزيد

 “المتطرفون اليمينيون” مسلحون ولهم حضور في سويسرا

تم نشر هذا المحتوى على وفي تقريرها عن حجم حضور “اليمين المتطرف” في سويسرا نشرت الصحيفة الأسبوعية صوراً لأشخاص يعبرون عن كراهيتهم للأجانب على شبكات التواصل الاجتماعي.  وأظهر الوشم والرموز والأعلام والشعارات التي يحملها هؤلاء الأشخاص هويتهم ولم تدع مجالاً للشك في ميولهم السياسية. وأفادت الصحيفة أن المتطرفين اليمينيين لا يخفون هوياتهم ولا يخشون التعبير عن آرائهم.  فعلى سبيل المثال…

طالع المزيد “المتطرفون اليمينيون” مسلحون ولهم حضور في سويسرا

وقد شهدت العقود الثلاثة الماضية زيادة حادة في شعبية الأحزاب اليمينية في سويسرا، على وجه الخصوص تنامي شعبية حزب الشعب السويسري (يميني متشدد)، الذي ارتفعت نسبة تمثيليته في البرلمان الفدرالي من 12% في عام 1991 إلى 29.4% في عام 2015.

ورغم المكاسب الكبيرة التي حققها حزب الخضر في انتخابات أكتوبر 2019 – وهم أنفسهم كانوا ينعتون بالشعبويين في الماضي- يظل حزب الشعب السويسري، صاحب المجموعة البرلمانية الأقوى في عام 2020.

فكيف تمكنت سويسرا من تجنّب عدم الاستقرار السياسي والخطابات المتشنجة العنيفة التي ترتبط في العادة بالمجموعات الشعبوية في البلدان الغربية الأخرى؟ ربما يكمن السرّ في الديمقراطية المباشرة، يقول الخبراء.

المزيد
تميمة صفراء اللون لحزب الشعب السويسري

المزيد

الشعبوية تنمو بقوة في سويسرا ولكنها تظل تحت السيطرة

تم نشر هذا المحتوى على بناءً على العديد من المؤشرات حول ما يعنيه هذا المصطلح، تعد سويسرا واحدة من أكثر الدول شعبوية في أوروبا؛ فحزب الشعب السويسري اليميني المناهض للهجرة هو الأكبر في البلاد، كما أن هناك مشاعر قوية معادية للنخبوية، ويمكن لنظام الديمقراطية المباشرة أن يؤدي إلى موجات من الغضب الشعبي، مثيرة للجدل. ولكن ذلك لا ينفي أن تكون سويسرا…

طالع المزيدالشعبوية تنمو بقوة في سويسرا ولكنها تظل تحت السيطرة

من ناحية، تشجّع الديمقراطية المباشرة النزعات الشعبوية في الواقع من خلال السماح لأفكار، كان سيتم حظرها في ظل أنظمة أخرى، بأن تكون مطروحة على جدول الاعمال. وأيضا يمكن للمواطنين اقتراح تشريعات والتصويت عليها أربع مرات في السنة.

لكن الديمقراطية المباشرة يمكن أيضا أن تلطّف من الشعبوية لنفس الأسباب، عبر مطالبة المواطنين باستمرار بإبداء رأيهم خلال العملية السياسية. وقد تعوّد الناخبون السويسريون على المشاركة في اقتراعات منتظمة تساعد على إبداء رأيهم وإسماع صوتهم. وهكذا، فإن القضايا “تظهر على السطح، بشكل أسرع، وبأكثر وضوح، ولابد من أن تجد لها حلا”، على حدّ قول كلود لونشون.

في أماكن أخرى، تظل المشكلات عالقة من دون حل، وقد تختفي تحت السطح، يقول الكاتب الألماني شولر: “بينما تقوم الحركات الشعبوية بتناول القضايا التي أغفلتها الأحزاب القائمة وتركتها من دون حل فتجتذب الفئات المهمّشة التي بالإمكان أن تؤيّـد حُججها، فتعيدها من جديد على السطح”.

أخيرا بالطبع هناك “المعادلة السحرية”، والتي تعني أن الحكومة السويسرية تتكوّن دائما من تشكيلة وزارية متوافق عليها وبالتراضي بين الأحزاب السويسرية الأكبر تمثيلية على مستوى البرلمان بغض النظر عن مواقفها.

المزيد

كيف “تتموقع” الأحزاب على الخارطة السياسية السويسرية؟

يميني أو يساري أو في الوسط… هكذا يتم تعريف الأحزاب السياسية عادة. ولكن كيف تتموقع الأحزاب نفسها بشكل ملموس عندما يتعلق الأمر بالمحاور الكبرى للقضايا الرئيسية للسياسة السويسرية؟

طالع المزيدكيف “تتموقع” الأحزاب على الخارطة السياسية السويسرية؟

وهكذا على الرغم من أن المجموعات الشعبوية في أماكن أخرى تتعرض للإقصاء أو النبذ، نجد في سويسرا أن حزب الشعب السويسري مشارك قديم وشرعي في الحكومة، حيث يتعاون بشكل براغماتي مع بقية الأحزاب، بدلا من التحريض من وراء حجاب.

المزيد

المزيد

معادلة سياسية قائمة على صيغة سحرية

تم نشر هذا المحتوى على ما هو عدد مقاعد الحكومة الفدرالية؟ الجواب: 7. ولكن كيف يتم التوصّل إلى هذا العدد؟ 2+2+2+1، أم 3+2+2؟ وما مدى أهمية الصيغة في الحفاظ على الإستقرار السياسي للبلاد؟

طالع المزيدمعادلة سياسية قائمة على صيغة سحرية

المزيد

كيف “تتموقع” الأحزاب على الخارطة السياسية السويسرية؟

يميني أو يساري أو في الوسط… هكذا يتم تعريف الأحزاب السياسية عادة. ولكن كيف تتموقع الأحزاب نفسها بشكل ملموس عندما يتعلق الأمر بالمحاور الكبرى للقضايا الرئيسية للسياسة السويسرية؟

طالع المزيدكيف “تتموقع” الأحزاب على الخارطة السياسية السويسرية؟

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية