سياسة الحياد السويسرية تبقى دون تغيير
أكدت الحكومة الفدرالية أن سويسرا لن تغيّر سياستها الخاصة بالحياد السياسي على الرغم من الغزو الروسي لأوكرانيا.
اتفق أعضاء الحكومة الفدرالية السبع على أن النهج الحالي لسويسرا كما تم تعريفه في عام 1993 لا يزال ساريًا وعلى أنه لا ينبغي تكييفه في أعقاب حرب أوكرانيا.
وفي تقرير تم اعتمادهرابط خارجي يوم الأربعاء 27 أكتوبر الجاري، قالت الحكومة إن الممارسة الحالية للحياد في سويسرا “توفر مجالا كافيا لاستخدامه كأداة للسياسة الخارجية والأمنية السويسرية في السياق الدولي الحالي”.
وقامت الحكومة بفحص الحياد السويسري في ضوء الحرب في أوكرانيا وأيضا في سياق الرد على سؤال تلقته من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان). وقد تمت مناقشة المسألة من طرف المجلس الوزاري في شهر سبتمبر الماضي.
وبالفعل، أجبر الغزو الروسي لأوكرانيا سويسرا على تقديم تفسيرات وشروح بشأن حيادها، حيث انفصلت الدولة التي تعبرها سلسلة جبال الألب عن ممارسات سابقة وتبنت عقوبات أقرّها الاتحاد الأوروبي تهدف إلى معاقبة روسيا على غزوها لأوكرانيا.
من جانبها، ردت روسيا على ذلك بتصنيف سويسرا كدولة “غير صديقة”. في شهر أغسطس الماضي، كما رفضت موسكو تفويضًا بحماية الدولة وافقت عليه كل من برن وكييف، قائلة إن سويسرا لم تعد مُحايدة.
في غضون ذلك، يحتدم نقاش داخلي في سويسرا حول كيفية تفسير سياسة الحياد في ظل وجود مُعسكرين متعارضين.
أحدهما محافظ، ويمثله بشكل أساسي حزب الشعب السويسري (يمين محافظ)، يريد التمسك بتفسير صارم للحياد، ويخطط لإطلاق مبادرة شعبية من شأنها أن تدمج الحياد الشامل في نص الدستور الفدرالي.
أما المعسكر المُعارض والأكثر ليبرالية، والذي يمثل غالبية أعضاء الحكومة، فيُطالب بأن تلعب سويسرا دورا يتسم بفاعلية أكبر في السياسة الدولية.
المزيد
سويسرا سوف تبقى مُحايدة ما لم تتم مهاجمتها
يجدر التذكير بأن سياسة الحياد الحالية لسويسرا تعني أنها لا تشارك في النزاعات المسلحة ولا تدعم أي طرف متحارب. وبوصفها دولة مُحايدة، فإنها تعمل أيضًا كوسيط دبلوماسي عندما تنقطع العلاقات بين الدول جزئيًا أو كليًا.
مع ذلك، لم تعد سويسرا ترى أن الحياد يعني الاستمرار في السير بشكل منفرد. لذلك، حافظت منذ فترة طويلة على إقامة شراكات عسكرية مع حلف دفاعي غربي (حلف شمال الأطلسي) ومع الدول المجاورة لها.
المزيد
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.