“نتائج الإقتراع صفعة في وجه اليمين والشعبوية”
هيمنت نتائج الإقتراع الأخير على عناوين وتحليلات الصحف السويسرية الصادرة يوم الإثنين 13 فبراير حيث لاقت موافقة أغلبية الناخبين على تسهيل التجنيس للجيل الثالث من الأجانب ترحيبا من معظم الصحف، حتى تلك المحسوبة على اليمين المحافظ. ورأى عدد من المحررين في نتيجة التصويت "اعترافا بأبناء الجيل الثالث ودورهم الحيوي في المجتمع السويسري".
فقد اعتبرت صحيفة “بليك” (تصدر بالألمانية في زيورخ) أن موافقة أغلبية الناخبين السويسريين على تخفيف شروط تجنيس الجيل الثالث من المهاجرين إشارة جيدة لهؤلاء الشباب الذين يشعرون بالإنتماء إلى سويسرا وأنها بمثابة لفتة ترحيب رمزية بهم ورأت فيها رسالة تقدير لهم وتعبير عن الحاجة لهم في المجتمع. وأضافت الصحيفة أن حملة البرقع الإستفزازية والغير موضوعية لحزب الشعب اليميني لم تستطع إثارة فزع الناخبين السويسريين لأن المتطرفين لا يمكنهم الإستفادة من هذه القوانين الجديدة.
أما صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ” (تصدر بالألمانية في زيورخ) فرأت في التصويت بنعم على التجنيس الميسر دليلا على أن ثقافة الحوار السياسي في سويسرا ما تزال صحية وأنها لم تتلوث بملصق البرقع ولا بالجدل العالمي الدائر حول أزمة اللاجئين أو ما يوصف بـ “بالإرهاب الإسلامي” أو تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتغريداته أو بصعود اليمين الشعبوي في أوروبا.
ولفتت الصحيفة الرصينة إلى موافقة عدد كبير من سكان الكانتونات المعروفة بميلها إلى أحزاب اليمين المحافظ على تسهيل تجنيس الجيل الثالث لأنهم على قناعة بأحقيتهم في الحصول على امتيازات ولكن بشرط ألا تكون بشكل آلي. وعزت ذلك التطور إلى التغييرات في المقترح الجديد، مؤكدة أن المناخ العالمي لم يكن له تأثير على قرار الناخب السويسري.
أما صحيفة تاغس انتسايغر (تصدر بالألأمانية في زيورخ)، فأشارت إلى أن حزب الشعب السويسري مُني بهزيمة للمرة الثالثة في غضون عام واحد، حيث فشلت أحزاب اليمين في إقناع الناخبين بمبادرة فرض التنفيذ وقانون اللجوء الجديد في عام 2016. ورأت الصحيفة أن نتيجة الإقتراع تدل على رغبة السويسريين في سن قانون تجنيس ليبرالي أقل تعقيدا من الحالي. وذكرت الصحيفة بالفشل في تمرير مقترحات مماثلة بشأن التجنيس في اقتراعات أجريت في سنوات 1983 و1994 و2004، حتى استطاع البرلمان صياغة معادلة جديدة ترضي الناخب السويسري.
لا لمقترح الجباية الضريبية
“انتفاضة” و”صفعة” و”زلزال” و”ضربة في مقتل”، بهذه الكلمات وصفت وسائل الإعلام السويسرية رفض أغلبية الناخبين (59.1٪) المقترح المتعلق بالإصلاح الضريبي للشركات. ورأت العديد من الصحف في نتيجة الإقتراع صفعة في وجه قطاع الأعمال والتجارة وأنها انعكاس للمزاج العام المناهض للحكومة الفدرالية التي حاولت تسويق قانون ضرائب جديد عصيّ على فهم الموطن. وأشارت عدد من الصحف إلى أن رفض الإصلاح الضريبي للشركات انتصار لأحزاب اليسار وهزيمة نكراء لجناح اليمين المحافظ الذي يُهيمن على الحكومة الإئتلافية الحالية.
تحت عنوان “هزيمة مجلس الوزراء” كتبت صحيفة برنر تسايتونغ أن هذا الرفض القوي والواضح لقانون الإصلاح الضريبي لم يكن متوقعا. وأضافت الصحيفة التي تصدر بالألمانية في العاصمة برن أن “الشعب بعث برسالة واضحة إلى الحكومة الفدرالية مفادها أن المنافسة الضريبية لها حدود”. وأضافت أن الخسائر المترتبة على أي تخفيض ضريب باهظة الثمن وأن التهديدات لم تفلح في إخافة الناخب السويسري، في إشارة إلى المخاوف من رحيل الشركات العالمية من سويسرا.
أما صحيفة لاليبرتيه (تصدر بالفرنسية في فريبورغ) فرأت أن وزيرة المالية السابقة إيفلين فيدمر شلومبف استطاعت أن تأخذ بثأرها من خليفتها أولي ماورر ووجّهت له ضربة قاضية. وكانت وزيرة المالية السابقة في الحكومة الفدرالية قد صرحت في خضم الحملة الإنتخابية بعدم نجاعة الإصلاح الضريبي المطروح للإستفتاء “لتزرع بذلك بذور الشك في نفوس الناخبين”. وواصلت الصحيفة أن “تأثير الوزيرة السابقة كان حاسما لأنها كانت تنتهج سياسة الإجماع، بينما لا يسعى خليفتها ماورو إلا إلى إرضاء نفسه”، على حد قولها.
من جهتها، حللت صحيفة “لا تربيون دو جنيف” رفض الإصلاح الضريبي ضمن سياق التطورات العالمية الأخيرة ووضعت الحدث السويسري على قدم المساواة مع التصويت على خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وأوضحت الصحيفة التي تصدر بالفرنسية في جنيف أن “سويسرا تشهد أيضا صعود القوى الشعبوية والمناهضة للعولمة”، كما انتقدت تعقيد قانون الإصلاح الضريبي “الذي يصعب على المواطن العادي فهمه”.
بدورها، رأت صحيفة “لوماتان” (تصدر بالفرنسية في لوزان) أن نفقات المعيشة ارتفعت بشكل أسرع من الأجور وأن المواطنين المتضررين من هذا التطور وجّهوا رسالة إلى رجال الأعمال وأصحاب الشركات الكبيرة مفادها أن “جيوبكم الخاصة امتلأت بالأموال لدرجة أنكم لا تستحقون أي تخفيضات ضريبية”.
أما صحيفة “لوتون” فأشارت إلى حالة الإرتباك التي أصابت الكنفدرالية بعد التصويت حول حرية تنقل الأشخاص في 9 فبراير 2014. وأشارت الصحيفة التي تصدر بالفرنسية في لوزان إلى أن سويسرا “تدخل مرحلة جديدة من عدم اليقين في ملف الإستراتيجية الإقتصادية”، حسب رأيها.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.