مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“دون وقود، سوف نخذل سكّان غزّة”

فيليب لازاريني الأونروا
يدعو فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، إلى اتخاذ إجراءات فورية في ظلّ اقتراب إمدادات الوقود في قطاع غزة من النفاد. © Keystone / Salvatore Di Nolfi

في الوقت الذي تصارع فيه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أزمةَ الوقود المستفحلة في قطاع غزة، وجّه رئيسها نداء يائسًا من أجل اتخاذ إجراءات فورية.

حذّر المفوّض العام للأونروا، السويسري الإيطالي فيليب لازاريني، يوم الأحدرابط خارجي، قائلاً: “في غضون ثلاثة أيام، سوف ينفد الوقود لدى الأونروا، وهو أمر بالغ الأهمية لاستجابتنا الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة”.

ومن دون وقود، يواجه سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة واقعاً يتمثل في أنه لن يكون هناك “مياه، ولا مستشفيات ومخابز عاملة”. علاوة على ذلك، “دون الوقود، لن تصل المساعدات إلى العديد من المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها. وبدون وقود، لن تكون هناك مساعدة إنسانية.”

وفقًا لتقرير الوضع رقم 11 للأونروا بشأن قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقيةرابط خارجي، بتاريخ 22 أكتوبر، فإن ما يقرب من 406 ألف نازح داخلي يعيشون في 91 منشأة تابعة للأونروا في المناطق الوسطى وخان يونس ورفح في غزة. 

محتويات خارجية

“أزمة إنسانية غير مسبوقة”

يسلّط بيانُ لازاريني الضوء على خطورة الوضع والحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات فورية. حيث شدّد على أن “عدم وجود وقود سيزيد من خنق الأطفال والنساء وشعب غزة”.

ودعا لازاريني جميع الأطراف المعنية وأصحاب النفوذ في المنطقة إلى تسهيل الدخول الفوري لإمدادات الوقود إلى قطاع غزة، وضمان استخدامها بشكل صارم لمنع انهيار جهود الاستجابة الإنسانية.

وفي مقابلة صحفية، وصف لازاريني الوضع في غزة بأنه “أزمة إنسانية غير مسبوقة تتكشف تحت أعيننا”، مضيفًا : “لدينا مليون شخص انتقلوا من منازلهم […]. لقد تم قصف المستشفيات، وقصف الأشخاص بالقرب من مقرّاتنا. كما تم قصف أكثر من 30 منشأة تابعة للأمم المتحدة”.

وتلعب هذه المرافق، التي أصبحت الآن معرّضة للخطر بسبب نقص الوقود، أهمية بالغة في توفير المأوى والمساعدة للنازحين. ومما زاد من تفاقم الأزمة أن الصراع الدائر قد أثر بشدة على طاقم الأونروا، حيث قُتل 29 موظفا وموظّفة، بما في ذلك المعلّمين والمعلمات، وأُصيب 17 آخرون منذ بدء الأعمال العدائية. بالإضافة إلى ذلك، فقَدَ 12 نازحًا كانوا يلجأون إلى مدارس الأونروا حياتَهم، وأصيب ما يقرب من 180 آخرون.

محتويات خارجية

وشدد لازاريني على أن هذا الوضع “لا ينبغي أن يحدث”، داعيًا “جميع الأطراف ومن لهم تأثير عليها” إلى السماح بدخول إمدادات الوقود إلى غزة على الفور. كما أكّد على ضرورة استخدام الوقود بشكل صارم في العمليات الإنسانية لمنعها من الانهيار.

وعن وصول أول قافلة إنسانية إلى غزة يوم السبت، وصف مفوّض الأونروا ذلك بأنه “غير كافٍ” لتلبية الاحتياجات الكبيرة للسكان.

“دون وقود، سوف نخذل سكّان غزة الذين تتزايد احتياجاتهم كل ساعة، تحت مراقبتنا…”، قال لازاريني، مشدّدًا على ضرورة “توسيع خط الإمداد إلى غزة بشكل كبير”.

 وقبل بدء الحرب الحالية في 7 أكتوبر، كان يدخل إلى غزّة يوميًا ما يصل إلى 500 شاحنة، وكان 80% من السكان يعتمدون بالفعل على المساعدات الدولية. “لذلك نحن بحاجة إلى […] أكثر من ذلك بكثير”، بتعبير لازاريني.

لا تزال المساعدات غير كافية

دخلت قافلة ثالثة من شاحنات المساعدات معبر رفح قادمة من مصر يوم الاثنين، محمّلة بإغاثة يحتاجها قطاع غزة المحاصر.

ويأتي ذلك بعد دخول أول قافلتين يومي السبت والأحد، حيث مرت 34 شاحنة خلال هذين اليومين. وكان عدد الشاحنات في قافلة يوم الاثنين مماثلاً لإجمالي اليومين السابقين.

ومع ذلك، يقدّر مسؤولو الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى حوالي 100 شاحنة يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، والذين يواجهون تناقص مخزون الغذاء والمياه والوقود.

محتويات خارجية

ترجمة: أمل المكي

المزيد
ريكاردو بوكو، خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات العليا في جنيف

المزيد

“إعلان حماس منظمة إرهابية يتعارض مع حياد سويسرا”

تم نشر هذا المحتوى على ليس لدى سويسرا ما تكسبه من تصنيف حماس منظمةً إرهابية، كما يقول ريكاردو بوكو، خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات العليا في جنيف.

طالع المزيد“إعلان حماس منظمة إرهابية يتعارض مع حياد سويسرا”

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية