أين تذهب الأموال الأمريكية الممنوحة لتمويل منظمة الصحة العالمية؟
أوقفت الولايات المتحدة تمويلها مؤقتا لمنظمة الصحة العالمية التي تتخذ من جنيف مقرا لها بسبب تعاملها مع جائحة تفشي فيروس كورونا. فيما يلي نظرة على أحدث المساهمات الأمريكية لفائدة الوكالة الصحية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة وعلى كيفية إنفاق الأموال.
تم نشر هذا المحتوى على
7دقائق
ولد سايمون في لندن، وهو صحفي وسائط متعددة، يعمل فيswissinfo.ch منذ عام 2006. يتحدث سايمون الفرنسية والألمانية والإسبانية، وهو يغطي أحداث الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من القضايا لمناطق سويسرا المتحدثة بالفرنسية بشكل رئيسي.
درس العلوم السياسية والدراسات السينمائية في جامعة زيورخ، حيث اكتشف شغفه بتحليل البيانات والأفلام العالمية. انضم إلى SWI swissinfo.ch في عام 2020 للعمل في مجال الروايات الصحفية المعتمدة على البيانات، والمؤثرات البصرية.
في الرابع عشر من شهر أبريل الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيتم تجميد المساهمات الأمريكية لفائدة منظمة الصحة العالميةرابط خارجي فيما ستقوم إدارته بمراجعة كيفية تعاطي المنظمة مع الجائحة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد. وقال إنه من المرجح أن تستغرق المراجعة ما بين ستين وتسعين ويوما.
ترامب اتهم منظمة الصحة العالمية بسوء إدارة الوباء وبالتستر على انتشاره. كما انتقد علاقتها مع الصين، وقال إنه يجب أن تتم محاسبة الوكالة التابعة للأمم المتحدة. وعلى الفور، أثار القرار الأمريكي انتقادات واسعة من خبراء الصحة والعديد من القادة السياسيين. وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن الوقت ليس “مناسباً” لتقليص الموارد المرصودة لفائدة عمليات منظمة الصحة العالمية.
إن توقف التمويل الأمريكي، إذا ما أصبح دائمًا، سيترك فجوة هائلة في ميزانية منظمة الصحة العالمية. فالولايات المتحدة هي أكبر مانح عمومي لوكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة، حيث تساهم بنحو 15 ٪ من ميزانيتهارابط خارجي البالغة 5.6 مليار دولار (5.4 مليار فرنك سويسري) لعامي 2018 و2019.
شلل الأطفال والسل وأمراض أخرى
يتم تمويل منظمة الصحة العالمية من خلال مزيج من المساهمات الإلزامية (وهي مبالغ مُقدّرة تدفعها البلدان للحصول على العضوية في المنظمة) ومن تمويلات طوعية. يتم حساب التمويل المقدّر على مقياس متحرك نسبة إلى ثروة البلاد وسكانها.
بالنسبة لعامي 2018 و2019، منحت الولايات المتحدة المنظمة 656 مليون دولار في شكل تمويل طوعي، مخصص لفائدة برامج أو بلدان محددة. في هذا الصدد، كان أزيد من رُبع المساهمات الأمريكية بقليل لعامي 2018 و2019 – أي ما يُعادل 237 مليون دولار – من فئة التمويلات المقدرة.
في السنوات الأخيرة، تراجعت المساهمات المقدرة لفائدة الوكالة الأممية الصحية وشكلت المساهمات الطوعية المتأتية من مجموعة من المصادر العامة والخاصة، أكثر من ثلاثة أرباع تمويل منظمة الصحة العالمية (انظر في الأسفل).
فيما يلي نظرة عامة على المانحين العشر الأوائل لمنظمة الصحة العالمية لعامي 2018 و2019:
وقد نالت الأنشطة ذات الصلة بشلل الأطفال في نيجيريا وباكستان والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأفغانستان وجنوب السودان وكينيا وإثيوبيا على نصيب الأسد من الأموال.
في سياق متصل، أشار جيل بومرول، خبير الصحة العامة في مركز جنيف للسياسات الأمنية إلى أن “بعض هذه الانتقادات يُمكن تبريرها” مضيفا “يبدو بالفعل أنه كان هناك تأخير في رد فعل منظمة الصحة العالمية”، لكنه سارع للتذكير بأن استقلالية المنظمة محدودة وأن قيادتها اعتمدت بشكل كبير على حسن نية الدول الأعضاء فيها.
الخبير الفرنسي أضاف أن “ميزانية منظمة الصحة العالمية صغيرة بشكل مثير للسخرية، وهي ملياران من الدولارات في السنة، ثمانون بالمائة منها متأتية من تبرعات طوعية من خارج الميزانية”، وهي “تمثل أدوات إضافية للضغوط السياسية”، على حد قوله.
أما بالنسبة للفترة الممتدة على عامي 2018 و2019، فقد منحت سويسرا منظمة الصحة العالمية 38.8 مليون دولار: 10.9 مليون كمساهمات مقدرة و 27.9 مليون في شكل تبرّعات طوعية تم إنفاق 4.4 مليون دولار منها على أبحاث تتعلق بأمراض المناطق المدارية و 3.1 مليون دولار على أبحاث تخص التكاثر البشري و 2.2 مليون دولار على السياسات والاستراتيجيات الصحية الوطنية.
المزيد
المزيد
كوفيد – 19: هذا هو الوضع في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
يستمر عدد الإصابات الجديدة بوباء كوفيد – 19 في الانخفاض في سويسرا، وكذلك عدد الأشخاص الذين يقومون بإجراء اختبارات.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
الحاجة لتعاون دولي حتى لا تكون أدوية مرض كوفيد-19 سبباً للنزاع
تم نشر هذا المحتوى على
وبحسب إحصائيات وكالة رويترز للأنباء، أصيب أكثر من 531600 شخص بالفيروس في 203 دولة ومنطقة وتوفي أكثر من 24 ألف شخص (حتى تاريخ كتابة هذا التقرير). تشغل الدكتورة سويري مون منصب المديرة المساعدة لمركز الصحة العالمي في معهد جنيف للدراسات العليا، وهي خبيرة في الصحة العالمية والحوكمة والأمراض المعدية. swissinfo.ch: تخضع منظمة الصحة العالمية لمراقبة…
الفيروس العابر للحدود يحتاج إلى ردّ فعل متعدد الأطراف
تم نشر هذا المحتوى على
ينص قانون نيوتن الثالث للحركة أنه لكل فعل هناك ردّ فعل. وفيما تم استبدال العديد من قوانين عالم الفيزياء الإنجليزي الذي عاش في القرن السابع عشر بعلوم حديثة، فإن قانونه الثالث له تداعيات مهمة على تفشي فيروس كورونا اليوم. نحن نعلم أن الفيروس موجود. وأن منظمة الصحة العالميةرابط خارجي اعتبرت أنه وباء. أما ما لا…
جيل بومرول: «على جميع الدول إقتناء أنظمة الكشف والإنذار عن الفيروسات الجديدة»
تم نشر هذا المحتوى على
يكشف وباء كوفيد-19 عن حدود ونقاط ضعف الأنظمة الصحية في أي بلاد، ولكنه يُظهر أيضاً التقدم الملحوظ على الصعيد الدولي منذ وباء سراس في عام 2003. تحليلات جيل بومرول، الأخصائي الفرنسي الذي يتمتع بخبرة 30 سنة من خلال عمله في منظمة الصحة العالمية (OMS) في جنيف.
مع تفشي كل وباء جديد، تجد منظمة الصحة العالمية نفسها في موقف لا تُحسد عليه، فإما أن تُتَّهم بالإفراط أو بالتقصير. ومع أنَّ منظمة الصحة العالمية تكون موضع تجاذب بين متطلبات الدول الأعضاء فيها، وبشكل خاص أكبر الدول المساهمة فيها، وبين دورها في تنسيق سياسات الصحة على المستوى الدولي، فهي تسهم مع ذلك في تحسين الاستجابة للأوبئة الجديدة، شيئاً فشيئاً، كما يذكر الدكتور جيل بومرول، الأخصائي في الصحة العامة الدولية. عمل جيل بومرول، متخصص في الصحة العامة الدولية، بمنظمة الصحة العالمية (OMS) في كل من جزر الكاريبي وآسيا والمحيط الهادي وإفريقيا. كما كان أيضاً مسؤولاً عن مراجعة اللوائح الصحية العالمية في عام 2005. وهو ينقل هذه التجربة حالياً إلى مركز جنيف للسياسة الأمنية (GCSP) من خلال تقديم تدريب حول الأمن الصحي الدولي. swissinfo.ch: في وقتنا الراهن، يواجه العالم تحدياً كبيراً مع الانتشار السريع لفيروس كورونا القادم من الصين. كيف يمكن لهذه الفيروسات الجديدة أن تغيّر المُعطيات؟
جيل بومرول: أكثر من 60% من الالتهابات الفيروسية التي تصيب الإنسان تأتي من الحيوانات. وتشير مبادرة صحة واحدة «one health»، التي انطلقت في بداية عام 2000، إلى أنَّ الكائنات الحية تعيش مع بعضها البعض وأنَّ صحة جميع الكائنات الحية مترابطة جداً فيما بينها.
ويأخذ انتقال العدوى بالفيروسات من الحيوان إلى الإنسان أبعاداً مهمة. فترتبط هذه الظاهرة بتطور مجتمعاتنا وازدياد عدد السكان في العالم الذين ينتشرون ويتوسعون في الأرض على حساب الأنظمة البيئية البرية.
مع تحسن النظافة العامة، وتطور المضادات الحيوية، تراجع اليوم خطر العدوى بالأوبئة مثل الكوليرا. ولكننا لا زلنا نواجه فيروسات جديدة من أصل حيواني لا نملك الدواء لعلاجها.
swissinfo.ch: إذاً تتطور الفيروسات كغيرها من باقي الكائنات الحية، متكيفة مع التغيرات في بيئتها الطبيعية.
جيل بومرول: هذا هو ما يحدث بالضبط. لكي تبقى على قيد الحياة، تحتاج الفيروسات إلى خلايا الكائنات الحية لتتطفّل عليها. في بعض الحالات، يحدث توازن بين الفيروس والجسم ويتعايش كل منهما مع الآخر بسلام. وهذا هو حال الخفافيش التي تحمل الكثير من الفيروسات دون أن تمرض أو تموت بسببها، مع قدرتها على نقلها للإنسان.
swissinfo.ch: لقد أحرز الطب والنظافة الصحية تقدماً كبيراً منذ القرن الماضي. ما دلالة الوباء الحالي بالنسبة لهذا التطور الصحي؟
جيل بومرول: إذا استطعنا العيش حتى الثمانين عاماً وسطياً، فيعود الفضل بالفعل إلى التطورات التي حصلت في مجال النظافة واللقاح والعلاج بالمضادات الحيوية. فكل هذه الأمور مجتمعة تساعد على السيطرة على الكثير من الأوبئة.
وربما تكون الفيروسات المسؤولة عن الأوبئة الحالية موجودة من قبل. لكننا اليوم قادرون على اكتشافها بشكل أسرع ومراقبتها بشكل أفضل. وهذا ما يجعلنا نعتقد بأننا نتعرض باستمرار لهجمات فيروسات جديدة. كما أنَّه لا يزال لدينا نقص في علاج بعض الأمراض، حتى وإن كان هناك تقدم في إكتشاف لقاحات جديدة.
كما يكشف كوفيد-19 أيضاً عن مشكلة أخرى. فالكثير من الدول لم تدرك بعد خطورة هذه الأوبئة. فنجدها غير مُزوّدة بأنظمة الكشف المبكر والتدخل السريع لاحتواء تفشي هذه الأوبئة الجديدة.
swissinfo.ch: كيف كانت ردة فعل منظمة الصحة العالمية؟
جيل بومرول: خلال السنوات الأخيرة، عملنا كثيراً في منظمة الصحة العالمية على وضع قواعد صحية دولية بهدف تنبيه الدول إلى حاجتها لامتلاك القدرات اللازمة للاستجابة للأوبئة. وقد تمَّ تطوير هذه القواعد الصحية في عام 2015 لمعالجة وباء سراس الذي كان له تأثير اقتصادي كبير نوعاً ما، على الرغم من السيطرة السريعة عليه. تشاورت بعض الدول من أجل الحصول على اتفاقية دولية حول كيفية التعاون خلال هذه الأحداث، مثل تبادل المعلومات والمساعدات والعلاجات الصحيحة ...إلخ.وخطوة تلو خطوة، يتم إحراز تقدم. مع فيروس كورونا هذا وتأثيره الكبير على الاقتصاد، ينبغي على جميع دول العالم أن تدرك الحاجة لامتلاك أنظمة الكشف والإنذار الضرورية لمواجهة الوباء. حيث ستسمح أنظمة الكشف والإنذار الموجودة في كل بلد باتخاذ الإجراءات اللازمة بأسرع وقت ممكن بهدف منع انتشار وباء مثل فيروس كورونا.
يمكننا أن نُشبه هذه الحالة بمحطات الإطفاء. حيث توجد محطات للإطفاء لا يتم استخدامها كثيراً. لكنها جاهزة للتدخل في حال نشوب حريق. الأمر الذي يسهم في الحد من انتشار اللهب.
swissinfo.ch: هل يؤثر هذا النقص على الدول الفقيرة فقط؟
جيل بومرول: لا. هناك دول غنية، لكنها لم تستثمر بما فيه الكفاية في أنظمة التجهيز والاستجابة السريعة واللازمة لمواجهة الأحداث الوبائية الجديدة. وعندما يظهر فيروس في دولة من هذه الدول، يصبح من المستحيل منع تفشيه في باقي بلدان العالم. فيكون بالإمكان الحد من انتشار الوباء ولكن يصعب إيقافه.
swissinfo.ch: هل هو عبارة عن وباء أم جائحة؟ جيل بومرول: الفيروس لم يصل بعد إلى الغالبية العظمى من البلاد ولم ينتشر بعد على نطاق واسع في الكثير من الدول. إلا أنّه آخذ بالوصول. وبالتالي فنحن نتجه نحو الجائحة. (هذا الوضع تغيّر في الأيام القليلة الأخيرة، وبالفعل أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا وياءًا علميا يوم الأربعاء 11 مارس الجاري).
swissinfo.ch: هل يمكن تقدير مدة هذا الوباء؟
جيل بومرول: لا تزال الكثير من المعطيات مجهولة بالنسبة لنا. هل تسبق العدوى ظهور علامات المرض؟ يبدو أنَّ هذا هو الحال. كم يوم قبل المرض؟ هل تنتقل العدوى دون ظهور أعراض المرض؟
يُقدَّر معدل وفيات الفيروس بـ 2%. ولكن قد يُعاد النظر في هذه النسبة عندما تكون لدينا جميع المعطيات.
فلو نظرنا إلى الصين، لوجدنا أننا وصلنا إلى الذروة بعد شهرين من بداية انتشار المرض في أواخر شهر ديسمبر. ومنذ نهاية فبراير، بدأ الفيروس بالتراجع. وذلك بعد اتخاذ تدابير صارمة جداً مع وضع 50 مليون شخص في الحجر الصحي.
لا يزال الوقت مبكراً لمعرفة مدى جدوى هذه التدابير، وفيما إذا كنا سنلاحظ، في البلدان الأخرى التي انتشر فيها الوباء، نفس فترة انتشار المرض التي استمرت شهرين، وتلتها فترة استقرار ثم تراجع للوباء. فإذا كان الحال كذلك، في أوروبا ونصف الكرة الأرضية الشمالي، سيصبح الوباء محدوداً مع اقتراب شهر مايو أو يونيو، حيث لا تستطيع الكثير من الفيروسات البقاء على قيد الحياة مع ارتفاع درجات الحرارة.
من المرجح أن يستمر الوباء بالانتشار في نصف الكرة الأرضية الجنوبي الذي سيكون في فصل الشتاء، ليعود من جديد إلى النصف الشمالي في الشتاء القادم. هذه بالتأكيد مجرد فرضيات.
swissinfo.ch: إذاً، هل يمكن أن يصبح كوفيد-19 مرضاً متوطناً؟
جيل بومرول: هذا الاحتمال وارد بالفعل، لكننا نأمل بالعثور على لقاح يسمح في غضون الأشهر القادمة (من 6 إلى 12 شهر) بحماية جزء كبير من السكان المُعرّضين للخطر.
تمت مراجعة اللوائح الصحية العالمية في عام 2005 بعد انتشار الأوبئة مثل الإيدز وفيروس سراس، وهذه اللوائح هي عبارة عن اتفاقية موقعة من قبل 196 دولة، بما في ذلك مجموعة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية. وتتعهد هذه الدول بالتعاون من أجل المحافظة على الأمن الصحي العالمي. ووافقت الدول الموقعة على تعزيز قدراتها فيما يتعلق بالكشف عن أحداث الصحة العامة وتقييمها والإبلاغ عنها. تلعب منظمة الصحة العالمية دور المُنسّق بين الدول وتساعدها لتعزيز قدراتها، بالتعاون مع شركائها.
بعد اعتماد هذه الاتفاقية والجائحة الناجمة عن فيروس أنفلونزا الخنازير (H1N1)، في عام 2009، قامت سويسرا بمراجعة القانون الفدرالي بشأن الأوبئة، والذي تمَّ اعتماده من قبل الشعب في عام 2013 بعد استفتاء. ويُعتبر هذا القانون، الذي دخل حيز التنفيذ في 1 يناير 2016، الأساس القانوني الذي تعتمد عليه الحكومة اليوم للتصدي/ للاستجابة للوباء الحالي.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.