إجماع على الحاجة إلى حوار عميق بشأن القطاع السمعي البصري
تأييد أغلبية محتشمة جدا من الناخبين لتعديل القانون المنظّم لخدمات الإذاعة والتلفزيون كان الموضوع المُهيمن على افتتاحيات الصحف السويسرية الصادرة يوم الإثنيْن 15 يونيو 2015. وتكاد تجمع كل هذه الصحف على "ضرورة إطلاق حوار في العمق من أجل إعادة ضبط وتعريف الخدمة العامة في المجال السمعي البصري".
“النقاش الحقيقي سوف يبدأ في حالة من الإرتباك”، عنونت صحيفة “24 ساعة”رابط خارجي الصادرة في لوزان افتتاحيتها. وبالنسبة لهذه الصحيفة الناطقة بالفرنسية، هذا النصر المحتشم جدا (المؤيدون 50.08%، أي بفارق 4000 صوت تقريبا) سوف يجعل المناقشات المقبلة “محاطة بحالة من الإنفعال والتحفّز الشديدْين”.
وترى “لاتريبون دي جنيف”رابط خارجي الصادرة بجنيف أن “هذا النصر المحدود لأنصار التعديل وضع هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SSR SRG) في وضع غير مريح بالمرة”.
تصويت جديد
بدورها رأت صحيفتا “إكسبرس” و”أمبرسيال” رابط خارجيالصادرتان باللغة الفرنسية أن اقتراع يوم الاحد ليس سوى “تسخينات الجولة الأولى” بالنسبة للرافضين لتعديل قانون الخدمة العامة في المجال السمعي البصري”. وأشارتا إلى أن “الحملة في المستقبل لابد أن تمكّن الشعب من قول كلمته بشأن خفض كبير في الرسوم العامة”، بما يحدّ من الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الآن هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.
ولا يختلف تقييم صحيفة “لوتون”رابط خارجي الصادرة بلوزان كثيرا عما سبق، وقد جاء في افتتاحيتها أن “اقتراع الأحد 14 يونيو 2015 هو بمثابة الضوء البرتقالي لهيئة الإذاعة والتلفزيون”. وانتقد صاحب الإفتتاحية معسكر المؤيدين قائلا: “ظنا منهم أن الرهان مربوح مسبقا في الكانتونات السويسرية الناطقة بالفرنسية، لم يبذلوا جهدا كبيرا خلال الحملة التي سبقت الإقتراع”.
“حملة وقحة ودنيئة”
صحيفة “لوماتان”رابط خارجي ذات الشعبية الواسعة في سويسرا الروماندية سلطت الضوء في عددها الصادر اليوم على ما اعتبرته “خيانة ووقاحة طبعت حملة المعارضين”، وهي حملة تميّزت بحسب الصحيفة “بعنف وشراسة مبالغ فيهما”.
في سياق متصل انتقدت “لوماتان” الهجمات المتواصلة من حزب الشعب السويسري (يمين شعبوي)، وجزء من الصحافة السويسرية على هيئات الخدمة العامة في المجال السمعي البصري، وعلى المهمة التي تضطلع بها، رغم أن المسألة وفقا للصحيفة “لم تكن هي موضوع الاقتراع”.
مع ذلك، يعترف ريمون لوريتان، رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون، على أحد أعمدة هذه الصحيفة بأن “على الجميع الجلوس إلى الطاولة لإجراء نقاش حقيقي حول الخدمة العامة”. ووعد بأن يشارك بفعالية في هذا النقاش، بعد أن أعلن استقالته من مهمته للترشّح في الإنتخابات الفدرالية المقبلة لعضوية مجلس الشيوخ.
صفقة جديدة
بالنسبة للصحف الناطقة بالالمانية، حيث كانت الحملة ضد هيئة الإذاعة والتلفزيون أكثر ضرواة، ولم يجرأ إلا عدد قليل من وسائل الإعلام على إدانة سلوك مطلقي هذا الإستفتاء، مثل الموقع الإخباري “سودوتسفايس”رابط خارجي (مقره خور، عاصمة كانتون غراوبوندن، ويهتم بشؤون جنوب وشرق سويسرا) الذي اعتبره “مثيرا للإشمئزاز”، و”قائما على التضليل”.
المزيد
أغلبيةٌ ضئيلة جدا تدعمُ تعديل قانون الإذاعة والتلفزيون
في الأثناء، ترى صحيفة “برنر تسايتونغ”رابط خارجي أن اقتراع يوم الأحد فتح المجال لصياغة “صفقة جديدة” في المجال السمعي البصري، والآن يُمكن برأيها لأعضاء البرلمان “وضع مفهوم جديد لسياسة إعلامية جديرة بهذا الإسم”. وعلى هذه السياسة الجديدة – وفقا للعديد من الصحف الناطقة بالألمانية – أن “تفرض قيودا واضحة على هيئة الإذاعة والتلفزيون”.
و”على هذه الأخيرة أن تبادر فورا بإجراء الإصلاحات الضرورية أمام الحملات المعارضة التي ستكون أشدّ في المستقبل”، على حد قول صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ” رابط خارجيالصادرة بزيورخ، والتي تذكّر من بين أشياء أخرى بأن “عهدة هيئة الإذاعة والتلفزيون ستكون من جديد أمام البرلمان في عام 2017”.
نهاية العصر الذهبي
من ناحيتها، تخشى صحيفة “لا ليبرتي”رابط خارجي أن يؤدي النقاش الجديد حول “الخدمات العامة في المجال السمعي البصري” إلى التشكيك في جدوى وفي آليات التضامن بين المناطق اللغوية المختلفة داخل سويسرا، خاصة وأن الجهات الناطقة بالفرنسية تحصل في الوقت الحاضر تحصل على فوائد أعلى بكثير مما تستثمره في المجال.
وتذهب الصحيفة الصادرة بفريبورغ إلى أن “ما يؤسّس عبقرية وفرادة التجربة السويسرية، التي تعرّضت للتفكيك على أكثر من صعيد (تعلّم اللغات الوطنية، العلاقة مع الإتحاد الأوروبي،…)، سوف تتعرّض للإهتزاز مرة أخرى على يد تحالف نزعة الأنانية والسياسة الشوفينية القومية. وهكذا سوف تتزامن نهاية العصر الذهبي لهيئة الإذاعة والتلفزيون مع تراجع جديد على مستوى تماسك وحدة البلاد”، على حد رأيها.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.