إدانة صهر الرئيس التونسي الأسبق في سويسرا بـ “التورط في فضيحة فساد”
أُدين سليم شيبوب، صهر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في سويسرا بتهمة التورط في فضيحة فساد. وقد أصدر القضاء السويسري حكما بتغريمه مبلغ 375,000 فرنك مع وقف التنفيذ، ومصادرة الأموال موضوع الدعوى.
أكد المدعي العام الفدرالي يوم الاحد 20 نوفمبر تقريراً نشرته أسبوعية “تسنترال شفايتس آم زونّتاغ” (الصادرة بالألمانية أيام الأحد في لوتسرن) حول هذه القضية. وقد أُدين شيبوب تحديداً بتهمة التواطؤ في رشوة موظفين عموميين أجانب في ليبيا، وحُكِمَ بغرامة مالية مشروطة قدرها 2500 فرنك لمدة 150 يوماً مع وقف التنفيذ.
وبشكل مبدئي، كان من المقرر أن لا تستغرق محاكمة رجل الأعمال التونسي البالغ من العمر 57 عاماً أمام المحكمة الجنائية الفدرالية في بيلينزونا جنوب البلاد أكثر من ثلاثة أيام في بداية نوفمبر الجاري. ولكن مع سحب شيبوب لاستئنافه، تحول الإتهام المُوجّـه إليه إلى حكم بالإدانة.
وكان الأمر بداية سيصل إلى عملية قضائية، بسبب قيام شيبوب باسئناف أمر جزائي صادر بحقه، كان قد أدين به من قبل المدعي العام الفدرالي في شهر مارس 2016. ولكن الأخير قام بسحب لائحة الإتهام قبل أسبوعين من بدء المحاكمة، عقب قيام شيبوب بسحب الإستئناف في وقت سابق.
وهكذا، ومع التخلي عن إجراءات المحاكمة، أصبح الأمر الجزائي هو الحكم النهائي.
تعويض بقيمة 3,4 مليون فرنك
وطبقاً لقرار المحكمة الجنائية الفدرالية الذي اطلعت عليه وكالة الأنباء السويسرية SDA – ATS، لعب شيبوب دور الوسيط في قضية رشوة مجموعة البناء الكندية “إس إن سي لافالين” SNC-Lavalin رفي ليبيا، والتي كان الساعدي القذافي، نجل الدكتاتور السابق معمر القذافي متورطاً فيها بدوره.
وقد تم تعويض شيبوب ماليا عن دوره كوسيط بمبلغ قدره 3,4 مليون فرنك. وبحسب صحيفة “تسنترال شفايتس آم زونتاغ”، كانت مسؤولية القضاء السويسري في هذه القضية مُبررة، بسبب تسوية المعاملات المالية عبر مصارف موجودة في جنيف من جملة أمور أخرى.
التماس المساعدة القانونية
وكان شيبوب قد لفت إنتباه العدالة السويسرية قبل اندلاع أحداث الربيع العربي، بسبب فضيحة فساد. وحينها، تعلق الأمر برشاوى يُزعم أن شيبوب تحصل عليها من المجموعة الصناعية الفرنسية “ألستوم” المختصة في مجال الطاقة الكهربائية وتوليدها، و تحديث السكك الحديدية و شبكاتها.
ومثلما هو الحال مع زوجته – وهي الإبنة الصغرى للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي من زوجته الأولى نعيمة الكافي – يُوجد اسم شيبوب على لائحة الحكومة الفدرالية الخاصة بالأشخاص المقربين من بن علي. وكانت الحكومة السويسرية قد جمدت أرصدة عدد من اللمقربين من الرئيس التونسي الأسبق في المصارف السويسرية بعد فترة وجيزة من سقوطه.
ووفقا لوزارة الخارجية السويسرية، تبلغ قيمة هذه الأرصدة حوالي 60 مليون فرنك سويسري. وبدورها، تقدمت تونس بالعديد من طلبات المساعدة القانونية لسويسرا في هذا السياق.
وبحسب تقارير تداولتها وسائل الإعلام التونسية في وقت سابق من هذا العام، وعد شيبوب هيئة الحقيقة والكرامةرابط خارجي التونسية بإعادة الأموال المُجمّدة في سويسرا إلى خزينة الدولة التونسية، كما جاء في المقال المنشور بصحيفة “سنترال شفايتس آم زونتاغ” يوم الأحد 20 نوفمبر الجاري.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.