ضغوط حكومية من أجل انسجام أكبر في تعليم اللغات الوطنية
دعت الحكومة السويسرية إلى بذل المزيد من الجهود لتذليل العقبات لتدريس اللغات الوطنية في المدارس السويسرية. وقد عرضت سلسلة من المقترحات لوضع حد لجدل قائم في العديد من الكانتونات الست والعشرين المكوّنة للكنفدرالية، والموزّعة إلى أربع مناطق لغوية.
وقدّم وزير الداخلية ألان بيرسي ثلاثة خيارات للخروج من المأزق، مشدّدا على أن اعتماد سياسة مشتركة ومتفق عليها أمر أساسي لتعزيز الهوية في بلد متعدد اللغات.
وقال إن الهدف هو “الدفع في اتجاه نقاش منظّم مع الحد الادنى من التدخّل من قبل الحكومة الفدرالية”، نظرا لكون الكنتونات تتمتّع بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي في القضايا المتعلّقة بالتعليم.
الخيارات المطروحة للتشاور بمشاركة الكانتونات والاحزاب السياسية ومنظمات أخرى على علاقة بالموضوع، تتراوح بين المبادئ التوجيهية العامة والقواعد المفصّلة للغات الواجب تدريسها وفي أي مرحلة عمرية يتم ذلك.
وفي محاولة ذكية لتلافي الإنتقادات، أكّد بيرسي على تماشي هذه الخطوة مع دستور البلاد الذي يمنح الحكومة الحق في فرض سياستها إذا عجزت الكانتونات في التوصّل إلى توافق على موقف مشترك.
وأضاف متحدثا خلال ندوة صحفية نظّمت ببرن للغرض: “إنها رسالة واضحة إلى الكانتونات لكي تتحمّل المسؤولية في تنفيذ الإستراتيجية المعتمدة منذ أكثر من عشر سنوات لتوحيد المناهج”.
وفي ردّ على مبادرة الحكومة المركزية، حذّر مدراء التعليم في الكانتون من مغبّة المس او تقويض الحكم الذاتي الذي يضمنه الدستور للكانتونات. ودعوا إلى التزام الصبر والإحترام وارساء حوار موضوعي حول هذه القضية.
الوضع اللغوي الحالي
اللغة الألمانية هي اللغة الأم لأكثر من 60% من السكان في سويسرا، في حين يتحدّث الفرنسية في المنزل ما يناهز عن 23% والإيطالية 8%. أما لغة الرومانش، فلا يستعملها سوى 1% أو أقل.
اللغة الإنجليزية ليست لغة رسمية ولكن تدرّس أيضا في بعض المدارس الابتدائية. وتسود مخاوف من أن اللغة الإنجليزية يمكن أن تصبح اللغة المهيمنة على التواصل بين المجموعات اللغوية المختلفة المكوّنة لسكان البلاد.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.