مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اختتام التحقيقات في سويسرا مع الجنرال الجزائري السابق خالد نزار

الجنرال الجزائري السابق خالد نزار
صورة التقطت يوم 9 يناير 2016 ، تظهر وزير الدفاع الجزائري السابق خالد نزار وهو يتحدث خلال مؤتمر صحفي عُقد في الجزائر العاصمة. Afp Or Licensors

في أوائل شهر فبراير الجاري، عقد الادعاء العام الفدرالي جلسة الاستماع النهائية لخالد نزار، الجنرال الجزائري السابق، ووزير الدفاع والعضو بالمجلس الأعلى للدولة في الجزائر من 1992 إلى 1994، المتهم بممارسة التعذيب والاعتقالات التعسفية.

في تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء 8 فبراير الجاري إلى وكالة Keystone-ATS  السويسرية للأنباء، أكد الادعاء العام الفدرالي اختتام جلسات الاستماع، لكنه أحجم عن ذكر المزيد بخصوص الإجراءات القانونية الجارية. وقد نُشرت هذه المعلومة من قبل منظمة “ترايل إنترناشيونال” غير الحكومية التي تتخذ من جنيف مقرا لها، والمعنية بمكافحة الإفلات من العقاب بالنسبة للمتهمين بارتكاب جرائم حرب.

وبحسب البيان الصادر عن المنظمة غير الحكومية، “بعد أكثر من عشر سنوات من التحقيق والعديد من التقلبات والمنعطفات القانونية، فإن نهاية الإجراءات تفتح الطريق أمام إحالة السيد نزار التالية للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الفدرالية، بسبب وقائع خطيرة للغاية تشكل تواطؤًا في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وخاصة عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، ومُمارسات تعذيب وعمليات اختفاء قسري”.

بالفعل، تعتبر منظمة “ترايل انترناشونال” الجهة التي تقف وراء إطلاق هذه الملاحقة القضائية، منذ أن تقدمت بشكوى جنائية ضد السيد نزار في شهر أكتوبر 2011، أثناء إقامته في جنيف. وعلى إثر الانتهاء من جلسة الاستماع الأخيرة أمام الادعاء العام الفدرالي، تقرر ترك وزير الدفاع الجزائري الأسبق السيد نزار بحالة سراح، وهو ما أثار أسف المنظمة غير الحكومية.

“شريك” في جرائم وليس “مُرتكبا” لها

في بيان صحفي صدر في جنيف، ذكّر محامو المتهم الثلاثة وهم مارك بونّان وماغالي بوزر وكارولين شوماخر، أن موكلهم اعترض بشدة على هذه الاتهامات “المُستندة أساسا إلى تصريحات المُشتكين، وهم مناضلون في الجبهة الإسلامية للإنقاذ (حزب إسلامي معارض فاز في الجولة الأولى من انتخابات ديسمبر 1991 وتم حله في عام 1992 – التحرير)، وعلى مصادر لا يُمكن التحقق منها مُتاحة على شبكة الإنترنت”. وأضافوا أن مُوكّلهم طالب بإجراء مكافحة مع الشاكي الوحيد الذي يتهمه بإساءة معاملته شخصيًا، لكن الأخير لم يحضر أبدًا في أيّ جلسة استماع.

وبحسب البيان الصحفي الصادر عن المحامين، فإن الجنرال الجزائري السابق متهم الآن بالمساهمة، كشريك وليس كمُرتكب، في انتهاكات توصف بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

اعتُقل خالد نزار، البالغ من العمر 84 عامًا اليوم، أثناء زيارة قام بها إلى جنيف يوم 20 أكتوبر 2011. وتم استجوابه من قبل الادعاء العام الفدرالي على إثر شكوى تم تقديمها من طرف ضحايا التعذيب ومن قبل منظمة “ترايل إنترناشونال.

وبعد أن تم الافراج عنه في اليوم التالي، غادر سويسرا مقابل الوعد بالاستجابة للاستدعاءات الصادرة عن القضاء. وفي وقت لاحق، قرر الادعاء العام الفدرالي فتح تحقيق جنائي في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت في الجزائر خلال ما عُرف بـ “العشرية السوداء”. ووفقا لمنظمة “ترايل إنترناشيونال” فقد توفي أو اختفى 200000 شخص بين عامي 1992 و2000.

استئناف التحقيقات

في عام 2012، استأنف خالد نزار الدعوى المرفوعة ضده، بحجة أن منصبه كوزير للدفاع في ذلك الوقت كان يحميه من ملاحقات جنائية محتملة في سويسرا.
المحكمة الجنائية الفدرالية (التي يُوجد مقرها في مدينة بيلينزونا جنوب البلاد) رفضت استئناف السيد نزار، معتبرةً أنه لا يجوز التذرع بالحصانة عن جرائم دولية (وتشمل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية). وقد تقدم خمسة ضحايا بشكوى كما تم الاستماع إلى أكثر من عشرة في سياق إجراءات التتبع.

في عام 2017، قام الادعاء العام الفدرالي بحفظ القضية على أساس أن نزاعًا مسلحًا لم يكن موجودًا في أوائل التسعينيات بالجزائر، تقدم على إثره المُشتكون باستئناف ضد قرار الحفظ أمام المحكمة الجنائية الفدرالية.

في عام 2018، أعلنت المحكمة الجنائية الفدرالية عن قرارها بإلغاء قرار حفظ الشكوى الصادر عن الادعاء العام الفدرالي، الذي تعيّن عليه تبعا لذلك استئناف التحقيق. وفي تعليلات قرارها، أقرت المحكمة الجنائية الفدرالية على وجه الخصوص بوجود نزاع مسلح في الجزائر خلال الفترة المعنية، وبتورط السيد نزار في ارتكاب العديد من الجرائم.

المزيد
طفل جندي في ليبيريا يحمل رشاشا

المزيد

السجن 20 عامًا لمجرم حرب ليبيري سابق في محاكمة تاريخية بسويسرا

تم نشر هذا المحتوى على حكمت المحكمة الجنائية الفدرالية على قائد فصيل متمرد ليبيري بالسجن لمدة عشرين عامًا في أول محاكمة لجرائم الحرب أمام محكمة مدنية في سويسرا.

طالع المزيدالسجن 20 عامًا لمجرم حرب ليبيري سابق في محاكمة تاريخية بسويسرا

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

أخبار

غاوتشات

المزيد

تعيين لواء سويسري كقائم بأعمال رئيس قوة مراقبي الأمم المتحدة في الجولان

تم نشر هذا المحتوى على تم تعيين اللواء باتريك غاوشات قائماً بأعمال قائد قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في مرتفعات الجولان.

طالع المزيدتعيين لواء سويسري كقائم بأعمال رئيس قوة مراقبي الأمم المتحدة في الجولان
أُعلن في 20 ديسمبر عن اختتام المفاوضات بين سويسرا والاتحاد الأوروبي بشأن العلاقات التجارية المستقبلية، مع تحقيق جميع الأهداف المتفق عليها.

المزيد

سويسرا والاتحاد الأوروبي يتوصلان إلى اتفاق بشأن العلاقات الثنائية المستقبلية

تم نشر هذا المحتوى على أعلنت سويسرا والاتحاد الأوروبي عن اتفاق سياسي تاريخي لتحديث علاقتهما الثنائية .

طالع المزيدسويسرا والاتحاد الأوروبي يتوصلان إلى اتفاق بشأن العلاقات الثنائية المستقبلية
سانتا أميتي، العضو في حزب الخضر الليبراليي والرئيسة المشاركة لحركة العملية الليبرالية.

المزيد

تحقيق جنائي مع سياسية سويسرية بعد إطلاقها النار على صورة للمسيح

تم نشر هذا المحتوى على فتحت النيابة العامة في زيورخ تحقيقًا جنائيًا ضد السياسية سانيا أميتي، للتحقق مما إذا كانت قد انتهكت حرية الدين وممارسة الشعائر الدينية.

طالع المزيدتحقيق جنائي مع سياسية سويسرية بعد إطلاقها النار على صورة للمسيح
وافق البرلمان السويسري على حظر ميليشيا حزب الله اللبنانية الشيعية، وذلك بعد أيام من قراره بحظر حركة حماس.

المزيد

البرلمان السويسري يوافق على حظر حزب الله بعد تصويت بأغلبية واسعة

تم نشر هذا المحتوى على صوتت أغلبية كبيرة من أعضاء وعضوات البرلمان السويسري بغرفتيْه لصالح حظر ميليشيا حزب الله اللبنانية الشيعية، وذلك بعد اسبوع من حظر حركة حماس .

طالع المزيدالبرلمان السويسري يوافق على حظر حزب الله بعد تصويت بأغلبية واسعة
غير بيدرسون

المزيد

من دمشق.. المبعوث الأممي يدعو إلى توفير ‘مساعدات إنسانية فورية’ لسوريا

تم نشر هذا المحتوى على وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، تم تشريد أكثر من مليون شخص منذ الهجوم الذي شنته قوات المعارضة السورية بهدف الإطاحة ببشار الأسد.

طالع المزيدمن دمشق.. المبعوث الأممي يدعو إلى توفير ‘مساعدات إنسانية فورية’ لسوريا
صرّحت أمانة الدولة للهجرة بأنها غير قادرة حاليًا عن تقديم تقييم مستند إلى أسس متينة لتحديد وجود مبررات للجوء أو مدى إمكانية تنفيذ قرارات الإبعاد بشكل معقول.

المزيد

سويسرا توقف النظر في طلبات اللجوء من سوريا حتى إشعار آخر

تم نشر هذا المحتوى على أعلنت أمانة الدولة لشؤون الهجرة تعليق إجراءات وقرارات اللجوء المقدمة من السوريين والسوريات بشكل فوري، حتى يتسنى إعادة تقييم الوضع.

طالع المزيدسويسرا توقف النظر في طلبات اللجوء من سوريا حتى إشعار آخر
سوريا

المزيد

سقوط بشار الأسد: سويسرا تدعو إلى المصالحة في سوريا

تم نشر هذا المحتوى على في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، دعت وزارة الخارجية السويسرية جميع الأطراف إلى حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي.

طالع المزيدسقوط بشار الأسد: سويسرا تدعو إلى المصالحة في سوريا
المعهد التقني الفدرالي العالي بزيورخ

المزيد

المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ يضاعف رسوم الدراسة للطلاب الأجانب ثلاث مرات

تم نشر هذا المحتوى على سيتعين على الطالبات والطلاب الأجانب في المعهد التقني الفدرالي العالي بزيورخ دفع رسوم دراسية أعلى اعتبارًا من الفصل الدراسي خريف 2025.

طالع المزيدالمعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ يضاعف رسوم الدراسة للطلاب الأجانب ثلاث مرات
وافق مجلس النواب السويسري أمس الاثنين جزئيًا على الاقتراح المقدم من مجلس الشيوخ بشأن تصاريح "S" الخاصة باللاجئات واللاجئين الأوكرانيين.

المزيد

سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع “أس” الذي يتمتع به اللاجئون الأوكرانيون

تم نشر هذا المحتوى على يريد البرلمان السويسري في المستقبل تقييد منح تصاريح "S" للأوكرانيين الفارين من أجزاء معينة من البلاد التي مزقتها الحرب.

طالع المزيدسويسرا تفكر في فرض قيود على وضع “أس” الذي يتمتع به اللاجئون الأوكرانيون

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية