استقالة دبلوماسي روسي في سويسرا احتجاجاً على غزو أوكرانيا
أعلن دبلوماسي في البعثة الروسية الدائمة لبلاده لدى الأمم المتحدة في جنيف استقالته من منصبه احتجاجاً على الحرب التي تشنها بلاده في أوكرانيا. وقال إنه يأمل أن تساعده الحكومة السويسرية.
وقال بوريس بونداريف، 41 عامًا، الذي يشير حسابه على موقع “لينكد-إن” إلى أنه عمل كمستشار في البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة في مجال الحد من التسلح، “لقد ذهبت إلى البعثة مثل أي صباح آخر يوم الإثنين (23 مايو الجاري) وقدمت خطاب استقالتي وخرجت”.
وقال لوكالة رويترز في إشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير الماضي: “تخيلت هذا قبل بضع سنوات، لكن حجم هذه الكارثة دفعني إلى القيام بذلك”.
وقال إنه أثار مخاوفه بشأن الغزو مع كبار موظفي السفارة عدة مرات. واستطرد: “طُلب مني أن أبقي فمي مغلقاً لتجنّب العواقب”.
ولم يصدر أي تعليق من البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف حتى الآن.
وأعلن بونداريف استقالته على لينكد-إن بالقول : “لقد درست لأكون دبلوماسيًا وعملت دبلوماسيًا لمدة عشرين عامًا. أصبحت وزارة الخارجية الروسية بيتي وعائلتي. لكنني ببساطة لم يعد بإمكاني المشاركة في هذا العار الدموي الذي لا طائل منه والذي لا داعي له على الإطلاق”.
وكان مسؤولون أوكرانيون حثوا الدبلوماسيين الروس على الاستقالة خلال جلسة مناقشة عقدها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في شهر مارس الماضي بجنيف. ومع ذلك، قال بونداريف إنه لا يتوقع أن يحذو حذوه آخرون: “أخشى أنني الوحيد”.
وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا فيما وصفته بعملية خاصة لتقويض القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية وتصفية الأشخاص الذين وصفتهم بأنهم “نازيين”. وإثر ذلك، فرض الغرب عقوبات صارمة على روسيا وقدم لأوكرانيا دعما عسكرياً.
لجوء سياسي؟
يوم الاثنين أيضا، صرح بونداريف، متحدثا لصحيفة تاغس أنتسايغررابط خارجي (تصدر بالألمانية في زيورخ) أن موسكو أمرت بالفعل الدبلوماسيين العام الماضي باتخاذ المزيد من المواقف العُدوانية، الأمر الذي أصبح صعبًا عليه على نحو متزايد.
“أمثل بلدي في جنيف، ولكن بصفتي دبلوماسيًا يجب أن أحاول إيجاد حلول مشتركة مع المنظمات الموجودة على الأرض في نفس الوقت. لذلك قدمت مقترحات مضادة في الخارجية، لكن تم تجاهلها مراراً وتكراراً. في شهر ديسمبر، لم أستطع تحمل ذلك وسألت: هل تريدون الحرب؟”.
بونداريف قال إنه يشعر بالقلق والخوف بالطبع ولا يعرف كيف ستسير الأمور في حياته، مضيفا أنه حصل على مساعدة من زملائه الدبلوماسيين في بلدان أخرى، وقال: “يجب أن أبقى في مكان ما لفترة من الوقت”، لكنه “لن يذهب بالتأكيد إلى روسيا”. وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنه يأمل في الحصول على مساعدة من الحكومة السويسرية.
في السياق، قال وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس إنه أُبلغ بالقضية. ولدى سؤاله عما إذا كان بإمكان بونداريف أن يتوقع الحصول على اللجوء في الكنفدرالية، أجاب الوزير: “لكل شخص الحق في التقدم بطلب لجوء. سيتم بعد ذلك فحص الطلب بشكل فردي”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.