الخوف من ارتفاع الأسعار يُقللّ من أعداد المناصرين
شهد دعم الناخبين السويسريين لمبادرتي "تعزيز الزراعة المستدامة" و"الغذاء العادل" تراجعا كبيرا مع اقتراب موعد الإقتراع الوطني المقرر ليوم 23 سبتمبر الجاري.
فقد أظهر استطلاع للرّأي أُجري في بداية الشهر أنّ مبادرتي “الأمن الغذائي” التي قدّمتها مجموعة من المزارعين من ذوي الإتجاه السّياسيّ اليساريّ، و”الغذاء العادل” التي تقدّم بها حزب الخضر، تفقدان ثلث الدّعم الذي حصلتا عليه في سبر الآراء الأوّل الذي نُشر في منتصف شهر أغسطس المنصرم.
في المقابل، يبدو أن مبادرة أخرى لتعزيز البنية التّحتية للدراجات في سويسرا يتّجه إلى تحقيق نصر واضح في صناديق الإقتراع يوم 23 سبتمبر، وفقاً لما ذكره معهد GfS Bern للأبحاث واستطلاعات الرّأي، الذي أجرى الإستطلاع بتكليف من طرف هيئة الإذاعة والتّلفزيون السويسرية (SRG SSR)، الشركة الأم لـ swissinfo.ch .
المزيد من التّفاصيل في الرسم البياني التالي:
على الرغم من التراجع الكبير المُسجّل في دعم الناخبين لهاتين المبادرتين إلّا أنّ حدوثه كان متوقّعاً، بحسب لوكاس غولدير، مدير معهد Gfs Bern للأبحاث الذي يقول: “لقد استطاع المعارضون بنجاح التّشديد على نقاط ضعف المبادرتين من خلال حملات عديدة على مدى الأسابيع القليلة الماضية”.
ويُضيف غولدير شارحا: “وهي المخاوف من ارتفاع التكاليف بالنسبة للمستهلكين في حال فوز تلك الإقتراحات بأغلبيّة الأصوات في صناديق الإقتراع”.
وعلى الرغم من المناهج المختلفة المتّبعة في المبادرتين، يبدو أنّ كليهما تحظيان بالدّعم بصورة رئيسية من أنصار الأحزاب اليساريّة، ومن بعض الفئات الدّاعمة في المناطق الريفية المحافظة.
أمّا التّراجع الشّديد في التأييد فقد كان أكثر بروزا لدى المشاركين في الإستبيان من المقيمين في الأنحاء المتحدثة بالألمانيّة من البلاد، ولدى الأشخاص المقرّبين من أحزاب الوسط أو وسط اليمين، وبين أولئك الذين لا ينتمون إلى حزب سياسي.
تفاصيل سبر الآراء
استجوب القائمون بالإستطلاع 1.400 سويسريّاً وسويسريّة من جميع المناطق اللغوية في أنحاء البلاد لإجراء سبر الآراء الثاني على الصعيد الوطني.
لم يتم تضمين المُغتربين السويسريين في سبر الآراء هذا لأسباب تتعلّق بحماية البيانات.
أُجريت المقابلات الهاتفية مع مستخدمي الهواتف الثابتة والمحمولة في الفترة الممتدة من 29 أغسطس إلى 5 سبتمبر 2018.
احتمال الخطأ يُقارب 2.7%.
تمّ تمويل الدّراسة من قبل هيئة الإذاعة والتّلفزيون السّويسريّة، الشّركة الأم لـ swissinfo.ch، وقام بإنجازها معهد Gfs Bern للأبحاث واستطلاعات الرّأي.
في السياق، يقول غولدير إنّ حجج المناصرين للمبادرتين، مثل إنتاج الأغذية بطريقة تراعي الحيوانات ومكافحة الهدر الغذائي وتعزيز المنتجات الزراعيّة المحلية، لا تزال تجد صدى لها عند الكثير من المواطنين، غير أنّ القلق من كيفيّة تطبيق القواعد والقوانين الجديدة جعلهم يترددون.
ويضيف “إنّ التّحول في الرّأي العام قبيل التّصويت على المبادرات الشعبية ظاهرة متكرّرة. فخلال الحملات الإنتخابية، قد يتمكّن المعارضون في كثير من الأحيان من إقناع المواطنين بعيوب الإقتراحات التي يتم التصويت عليها”.
بعبارة أخرى، يُمكن القول – مع الأخذ بعين الإعتبار ما قد يحدث بشكل غير متوقع على مدى الأيام العشرة المقبلة – أن كلا المُبادرتين تتجهان إلى الهزيمة حيث تشير جميع الدّلائل بوضوح إلى عدم توافر أغلبيّة تدعمهما.
وفي تقريره الصادر يوم الأربعاء 12 سبتمبر، أشار المعهد إلى أن “أيّ نتيجة أخرى غير رفض الناخبين ستكون مفاجأة”.
الكلمة الأخيرة
أمّا بالنّسبة لمبادرة تعزيز البنية التحتية للدراجات في سويسرا، فمن المؤكد تقريباً أنها ستجتاز خط النهاية يوم الأحد 23 سبتمبر محققة نتيجة جيّدة، حيث لم يعثر الباحثون على أيّ مؤشرات لمعارضة من حيث المبدإ على تعديل الدستور بهذا الصّدد.
ووفقاً لغولدير، فإن حزب الشعب السويسري (يمين محافظ)، الذي أوصى الناخبين برفض هذه المبادرة، لا يجد قبولاً إلّا من طرف أقلية من الناس الذين لا يستخدمون الدراجة أصلاً.
كما يبدو أنّ من وصفوا أنفسهم بالمستخدمين الدّوريّين للدّرّاجات، وقد مثّلوا 70% من المُستجوبين في الإستبيان، يضمنون نصراً سهلاً للحكومة والبرلمان.
للتذكير، تهدف المبادرة إلى تنسيق الجهود الإقليميّة (أي على مستوى الكانتونات) الرامية إلى بناء المزيد من ممرّات الدّرّاجات على المستوى الوطني بأكمله، علماً بأنّ ما جاء في هذه المبادرة هو عبارة عن إعادة صياغة من قبل البرلمان لنصّ مبادرة شعبية تم سحبها في وقت لاحق ولم تصل إلى مرحلة العرض على التّصويت الشعبيّ.
أخيرا، يُتوقع أن يتراوح الإقبال على صناديق الاقتراع يوم 23 سبتمبر الجاري ما بين 40% و45% من إجمالي الناخبين، وهو ما يُمثل نسبة أقل من المعدّل بقليل، بحسب ما يراه خبراء المعهد.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.