الحرب في سوريا: “سويسرا مطالبة بتقديم المزيد من الدعم”
الدعم الذي تقدمه سويسرا لسوريا وللبلدان المجاورة، غير كاف، تقول منظمة كاريتاس. والتي تطالب بتخصيص المزيد من الموارد المالية في مجالي التعليم وإعادة الإعمار.
تم نشر هذا المحتوى على
5دقائق
أحبّ الذهاب لمقابلة الناس والتعرف عليهم. مجالات الاهتمام المفضلةتشمل السياسة واللجوء والأقليات القومية. عملتُ سابقًا في محطات إذاعية في منطقة الجورا ثم في SWI swissinfo.ch حتى عام 2020. أشتغل الآن كمراسلة مستقلة.
لقد أجبرت حرب الثماني سنوات الملايين من البشر على النزوح عن مناطقهم أو الهجرة إلى البلدان المجاورة. ويقول فابريس بوليه، مسؤول الاتصال بمنظمة كاريتاسرابط خارجي في المناطق السويسرية الناطقة بالفرنسية: “المرافق الاجتماعية في كل من الأردن ولبنان على حافة الانهيار”.
في شهر يناير الماضي، زار بوليه مخيمات اللاجئين في ضواحي دمشق وفي بيروت وفي سهل البقاع. وخلص من زيارته إلى أن “أفراد الأسر هناك مشتتون ويكافحون في مسعى دائم لإيجاد حلول للبقاء على قيد الحياة”. ونقل عن لاجئيْن قولهما إنهما “حاولا العودة إلى بلدهما، لكن ذلك كان مستحيلا لأن منازلهما إما تعرضت للتدمير أو احتلها أشخاص آخرون. ثم إن ظروف العودة الآمنة ليست متوفّرة”.
ومنذ اندلاع النزاع، تنشط العديد من المنظمات السويسرية غير الحكومية في سوريا وفي البلدان المجاورة لها من أجل مساعدة اللاجئين والسكان المحليين. وأنفقت كاريتاس 44 مليون فرنك، في مجاليْ المساعدات الطارئة وعلى قطاع التعليم. أما الحكومة السويسرية، فقد حوّلت أزيد من 397 مليون فرنك لدعم السكان المتضررين في تلك المناطق (ما يعادل 50 مليون فرنك سنوياً)، وفق البيانات الصادرة عن وزارة الخارجيةرابط خارجي، والتي تضيف: “هذا الدعم الذي قدمته سويسرا لم يسبق له مثيل”.
ضرورة بذل المزيد
“هذا الدعم الذي قدمته سويسرا في المنطقة لم يسبق له مثيل”. وزارة الخارجية
كاريتاس تعتبر هذا الدعم السويسري غير كاف. وهي تناشد الحكومة بذل المزيد، والمرور من التركيز على المساعدات الطارئة إلى المساعدات متوسطة المدى. فهي تطالب وزارة الخارجية مثلا بتخصيص 20 مليون فرنك في السنة لتمويل مشروعات إعادة الإعمار بالاشتراك مع شركات سويسرية خاصة. وكذلك توفير أجور للمدرّسين وتشييد مراكز تدريب مهني. فقط في هذه الحالة، يقول فابريس بوليه “تعطي سويسرا إشارة انخراط مستدام ومتناسق في سوريا”. وتشير كاريتاس كذلك إلى تراجع الموارد المخصصة لمساعدة اللاجئين في الداخل، خلال السنوات الأخيرة. لذلك فهي تدعو الكنفدرالية إلى استخدام الأموال التي لم تنفق في دعم اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا.
لم ترد وزارة الخارجية على طلب كاريتاس بشكل مباشر. لكنها ذكرت في نص منشور بأن المخصصات المالية للمساعدات الإنسانية في سوريا لعام 2019 بلغت 61 مليون فرنك. وأشارت الوزارة إلى أنه: “بسبب الآثار المدمّرة للنزاع على المنطقة بأكملها، وما تتكبّده البلدان المجاورة بسبب استقرار ملايين اللاجئين السورين على أراضيها، صاغت الحكومة السويسرية مشاركتها ضمن برنامج مرحلي للتعاون الإقليمي للفترة الفاصلة بين 2019 و2022”.
تنسيق دولي
“في هذه الحالة فقط، تعطي سويسرا إشارة انخراط مستدام ومتناسق في سوريا” فابريس بوليه، كاريتاس
تنشط سويسرا على وجه الخصوص على مستوى حماية الأفراد، وفي مجال التعليم، والوقاية من النزاعات، والتزوّد بالمياه الصالحة للشرب. وتؤكّد وزارة الخارجية على أن “نشاطها هذا يندرج ضمن برنامج الأمم المتحدة للاحتياجات الإنسانية في سوريارابط خارجي. وأن هذا البرنامج لا ينصّ حاليا على خطط إعادة الإعمار على نطاق واسع”.
الحكومة السويسرية قررت كذلك تخصيص سبعة ملايين فرنك إضافية في عام 2019 للوقاية من أسباب النزاعات في سوريا من خلال عملية السلام التي أطلقتها الأمم المتحدة في جنيف.
أما كاريتاس فقد عبّرت بدورها عن قلقها من المستقبل الغامض لحياة اللاجئين السوريين في سويسرا. وتأسف بأن نصفهم لا يتمتع بصفة لاجئ، بل هم مقبولين بصفة مؤقتة (إقامة من صنف F). وأوضح بوليه بأن “الوضع الحالي في سوريا لا يسمح لهؤلاء الأشخاص بالعودة إلى ديارهم. ولابد من منحهم الأمل في المستقبل، وإخراجهم من حالة عدم اليقين والسماح لهم بالحصول على تدريب مهني وعلى عمل وتمكين أبنائهم من الالتحاق بالمدارس بطريقة مستدامة”.
(نقله من الفرنسية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
الأكثر قراءة السويسريون في الخارج
المزيد
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
سويسرا تصدّر المزيد من العتاد الحربي إلى مناطق النزاعات
تم نشر هذا المحتوى على
وأشار تقرير نشرته صحيفة “نيو تسوخر تسايتونغ”رابط خارجي يوم الخميس 6 ديسمبر 2018 أن 30% من صادرات الاسلحة السويسرية، والتي بلغت قيمتها نحو 140 مليون فرنك، في العام الماضي كانت موجهة إلى بلدان متورّطة في حروب داخلية أو نزاعات دولية. ووفقا للصحيفة نفسها، ازداد حجم هذه الصادرات خاصة بعد أن تمّ تحفيف اللوائح المنظمة لهذه التجارة…
تم نشر هذا المحتوى على
ومنذ بدء الانتفاضة التي اندلعت ضد نظام بشار الأسد في مارس 2011، اضطرّ مئات الآلاف من الأشخاص إلى مغادرة سوريا بحثا عن ملجأ آمن في البلدان المجاورة. وقد سجّلت المفوّضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة 160.000 لاجئ سوري في لبنان على الرغم من نأي الكثيرين بأنفسهم عن التسجيل خوفا من ان يجدوا انفسهم لاحقا…
انعدام الأمن في مناطق النزاعات يُؤرّق المنظمات الإنسانية
تم نشر هذا المحتوى على
منذ عشر سنوات تقريبا، أصبح العامل الأمني معطى رئيسيا لا يُمكن التغافل عنه خلال تقديم الإعانات الطارئة والمساعدات الضرورية إلى ضحايا الحروب والنزاعات. في الأثناء، تظل 2011، سنة قياسية لجهة عدد الهجمات التي استهدفت العاملين في المجال الإنساني حيث بلغ عدد الموظفين المتضررين في ذلك العام 308 ضحية.
“في مسعاي للإندماج لم أجد إلا من يصرفني عن هدفي بدعوى استحالة تحقيقه”
تم نشر هذا المحتوى على
وما تجربة نعمت شاهرلي، طبيبة الأسنان السورية المقيمة في كانتون فاليه إلا واحدة من هذه القصص المؤثّرة جدا، وشهادة أخرى حيّة على ما تكابده طائفة من المقيمين العرب في سويسرا. فهل يوجد في سويسرا من يقدّم الدعم والمساعدة إلى هذه الفئات؟ هذا ما يحاول هذا المقال الإجابة عليه. ولكن لنتوقّف أوّلا عند تجربة هذه السيدة. قصّة…
تم نشر هذا المحتوى على
في بعض مخيمات اللاجئين في سوريا، تمكنت القناة العمومية السويسرية الناطقة بالفرنسية RTS (شاهد التقرير كاملا على هذا الرابطرابط خارجي) من التعرف على ستة أطفال صغار السن لوالد سويسري واحد على الأقل، تم أسرهم إثر سقوط آخر معقل لتنظيم “الدولة” في شهر مارس 2019. وفي الوقت الحاضر، يُوجد هؤلاء الأطفال في المعسكرات شمال سوريا، أحدهم…
الحق في التعليم للاجئين الشبان لا زال مجرد سراب في العديد من الأحيان
تم نشر هذا المحتوى على
هذه الأرقام القليلة، التي تم التذكير بها يوم 21 فبراير الجاري في العاصمة برن بمناسبة الإطلاق السويسري للتقرير العالمي لرصد التعليم 2019رابط خارجي الصادر عن منظمة اليونسكو، تكفي لإعطاء فكرة عن الوضع الذي اعتبره دانيال أندريس من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين “كارثيا”. 100 طفل في الفصل الواحد السفير طوماس غاس، نائب مدير الوكالة السويسرية للتنمية…
تم نشر هذا المحتوى على
وفي حديثه إلى صحيفة “نويه تسوخر تسايتونغ” في عددها ليوم الأحد، أشار كاسيس إلى أن من شأن هذا الدعم مساعدة الشباب في البلدان التي تشهد صراعات ونزاعات على الإتجاه إلى التفكير أوّلا وقبل كل شيء في كيفية تحسين وضعهم الإقتصادي، بدلا من تحديد من هو عدوّهم”. ولم يعط كاسيس تفاصيل حول كيفية تنفيذ هذا المخطط…
شكوك حول جدوى حماية قانونية مجانية لصالح طالبي اللجوء
تم نشر هذا المحتوى على
في مستهل شهر مارس، سيدشّن نظام اللجوء السويسري سرعته القصوى. خيث يبدأ العمل بالتعديل القانوني القاضي بتسريع الإجراءات والذي وافق عليها الناخبون في عام 2016. القانون الجديد يستلزم ضم الأقسام المعنية بدراسة كطالب اللجوء إلى بعضها البعض، في مراكز إيواء موحّدة، لكي يتسنّى البت في معظم هذه الطلبات في أقل من 140 يوما. ومن أجل رعاية حقوق المعنيين…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.