المُؤيّدون لمبادرة “نو بيلاغ” يفشلون في إقناع أغلبية الناخبين
تشير نتائج أوّل سبر للآراء أجراه معهد gfs.bern حول مبادرة "نو بيلاّغ" إلى فشل أصحابها في الفوز بأغلبية أصوات الناخبين خلال الإستفتاء الفدرالي الذي تشهده سويسرا يوم 4 مارس 2018. ويبدو أن آراء المواطنين قد تشكّلت إلى حد بعيد بخصوص هذه المبادرة التي تدعو إلى إلغاء كامل لرسوم استقبال البث الإذاعي والتلفزيوني.
هذا الإستطلاع الذي أُنجز لحساب هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SSR- SRG) – الشركة الأم لـ swissinfo.ch- يُشير إلى أن 60% من الأشخاص الذين شملهم سبر الآراء عبّروا عن رفضهم لمبادرة “نو بيلاّغ”، ولم يؤيدها منهم سوى 38%.
وفي الوقت الذي لم يعد يفصلنا عن تاريخ الإقتراع سوى شهر واحد تقريبا، أظهر الإستطلاع أن نسبة المترددين منخفضة جدا، حيث لا تتجاوز 2%. في المقابل، يبدو أن الأشخاص الذين عبّروا عن آرائهم من هذه المبادرة حاسمون في مواقفهم. لذلك يبدو تشكّل المواقف من الموضوع المطروح للإستفتاء متقدما للغاية من حيث التوقيت، ما يحدّ، وفقا للمشرفين على هذا الإستطلاع، من “احتمالات تغيّر الآراء في الأسابيع المقبلة”.
فجوة بين السياسيين وعلى مستوى الأجيال
سمح هذا الاستطلاع الأوّل بتقديم صورة عامة عن معسكري المؤيدين والرافضين. وتتجلّى الفجوة بينهما أوّلا، على مستوى التوجّه السياسي: فالدعم المقدّم للمبادرة يزيد كلّما اتجهنا أكثر نحو يمين المشهد السياسي. فقد رفض مؤيّدو حزب الخضر والحزب الإشتراكي نص المبادرة بنسبة 88% و79% على التوالي.
معلوماتٌ حول سبر الآراء
للقيام بهذا الإستطلاع الأول، قام معهد gfs.bernرابط خارجي لسبر الآراء باستجواب عيّنة تمثيلية لعموم الناخبين تتشكل من 1201 مواطن. وقد أجريت الإستجوابات بواسطة الهاتف ما بين 8 و 18 يناير 2018.
أنجز الإستطلاع بتكليف من هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية SRG SSR، التي تعتبر swissinfo.ch إحدى الوحدات التابعة لها.
يبلغ هامش الخطأ في النتائج +/- 2.9 نقطة.
لأسباب تتعلق بحماية البيانات، لا يتسنى للمحققين الوصول إلى المعطيات الخاصة بالسويسريين المقيمين في الخارج.
أما بالنسبة ليمين الوسط، فقد رفضت أغلبية كبيرة المبادرة حيث وصلت إلى حدود 73% لدى أنصار الحزب الديمقراطي المسيحي، وإلى 68% في صفوف أنصار الحزب الليبرالي الراديكالي. في المقابل، وعلى عكس كل الأطراف السياسية الأخرى، كشف سبر الآراء عن وجود أغلبية تتعاطف مع هذه المبادرة في صفوف حزب الشعب السويسري (يمين شعبوي).
لكن الفجوة بين المعسكريْن ليست سياسية فقط، بل هي فجوة بين الأجيال أيضا. ذلك أن الناخبين الشبّان (من 18 إلى 30 عاما)، الذين يُطلق عليهم منظمو سبر الآراء تسمية “جيل نيتفليكس” (في إشارة إلى خدمة Netflix)، هم الفئة العمرية الوحيدة التي تؤيّد المبادرة بنسبة 51%.
ولم يسجّل سبر الآراء أي فجوة لغوية عميقة، حيث رُفضت المبادرة في جميع أنحاء سويسرا. في المقابل، تجدر الإشارة إلى أن نسبة الرافضين هي أكثر وضوحا في الكانتونات الناطقة بالفرنسية (67 %)، وبالإيطالية (65 %) مقارنة بالكانتونات الناطقة بالألمانية (57 %).
عموما، تتلخص الحجة الرئيسية التي يتداولها المؤيّدون للمبادرة في القول بأن مداخيل هيئة الإذاعة التلفزيون أصبحت كبيرة جدا، وأنه يتعيّن على هذه المؤسسة اتخاذ إجراءات تقشفية. أما المعارضون، فيخشون أن يُؤدي إلغاء رسوم استقبال البث الإذاعي والتلفزيوني إلى تراجع كبير في حجم الإنتاج الإعلامي وتنوعه وجودته.
دفع الضرائب سيستمر
على صعيد آخر، أظهر سبر الآراء أن النظام المالي الجديد 2021، المعروض أيضا على التصويت الشعبي يوم 4 مارس القادم، سيحظى بالقبول بسهولة حيث أعرب 69% من المُستجوبين عن قبولهم به فيما صرح 16% برفضهم له. في المقابل، بلغت نسبة الأشخاص الذين لا زالوا مترددين 15%.
النظام المالي الجديد يمنح للكنفدرالية الحق في استخلاص ضريبتين رئيسيتين لخمسة عشر عاما إضافية. وبما أنه لا يُواجه بالرفض من أي حزب سياسي، يُفترض – منطقيا – أن تتم الموافقة عليه بسهولة من طرف الناخبين. وبالفعل، يبدو أن السويسريين مُصمّمون على الإستمرار في دفع الضرائب المستحقة للسلطات الفدرالية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.