وسيُلزم التشريع، الذي وافق عليه مجلس النواب (الغرفة السفلى في البرلمان الفدرالي) يوم الثلاثاء 15 يونيو الجاري، الأحزاب السياسية بالإعلان عن جميع التبرعات التي تزيد قيمتها عن 15 ألف فرنك سويسري (حوالي 16700 دولار). ومن الآن فصاعدا، سيتعيّن على منظمي الحملات الانتخابية الكشف عن أي نفقات تزيد قيمتها عن 50 ألف فرنك.
في السياق نفسه، سيتم حظر التبرعات السياسية والهبات المجهولة الهوية من الخارج. كما سيتم إجراء عمليات تفتيش للتحقق مما إذا كان السياسيون صريحين ودقيقين في إفاداتهم.
خلال الأسابيع الأخيرة، ظل هذا التشريع بين ذهاب وإياب بين غرفتي البرلمان، وتمثل الخلاف الرئيسي في أن أعضاء مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان) أرادوا إعفاء انفسهم من التقيد بالقواعد الجديدة. وجادلوا بأنه يُفترض – بصفتهم ممثلين للكانتونات – أن يخضعوا للمساءلة بمُوجب القواعد المعتمدة في الكانتونات التي يقدُمُون منها بشأن التمويل.
وفي نهاية المطاف، تم التوصل إلى حل وسط ينص على أنهم لن يخضعوا للقواعد الجديدة إلا بعد انتخابهم لعضوية المجلس.
مبادرة شعبية
القواعد الجديدة، التي من المقرر المصادقة عليها رسميا في نهاية الدورة الصيفية الحالية للبرلمان الفدرالي، تأتي بديلا عن المطالب الواردة في “مبادرة الشفافية”، وهي مبادرة شعبية تم إيداعها لدى المستشارية الفدرالية قبل أربع سنوات.
المزيد
المزيد
خطوة صغيرة نحو الشفافية في الحياة السياسية السويسرية
تم نشر هذا المحتوى على
إذا كانت سويسرا تباهي الآخرين بديمقراطيتها المباشرة، فإن تمويل الأحزاب السياسية السويسرية يظل الأكثر غموضًا في أوروبا. ومن ضمن 47 بلدا عضوا في مجلس أوروبا، تعتبر الكنفدرالية الدولة الوحيدة التي لم تسن قانونًا لتنظيم هذا المجال. وقد نتج عن ذلك استهدافها مرارًا وتكرارًا من قِبل مجموعة دول مجلس أوروبا لمكافحة الفساد (GRECO). رغم ذلك، يتجه أعضاء مجلس الشيوخ بحذر…
وكان النشطاء الذين يقفون وراء إطلاق المبادرة قد تقدموا – بهدف تسريع السير نحو الشفافية وهو مجال كان السياسيون مترددين في التحرك بشأنه في الماضي – بمطالب تتسم بقدر أكبر من الصرامة، داعين إلى إقرار الحد الأدنى للتبرع عند عشرة آلاف فرنك.
واستندوا في مبرراتهم إلى أن سويسرا تعتبر “خروفا أسود” أو “شاة جرباء” عندما يتعلق الأمر بالشفافية المحيطة بالتمويل السياسي. فهي الدولة الوحيدة العضو في مجلس أوروبا المكون من سبعة وأربعين عضوًا التي لم تصدر حتى الآن تشريعات لتنظيم هذه المسألة.ونتيجة لذلك، تعرّضت البلاد بانتظام لانتقادات من قبل “مجموعة الدول المناهضة للفساد” (تُعرف اختصارا بـ GRECO) التابعة لمجلس أوروبا.
يُشار إلى أن النشطاء الذين ينتمون إلى مجموعة من أحزاب اليسار والوسط سبق أن قالوا إنهم سيسحبون مبادرتهم إذا تمت المصادقة على “بديل غير مباشر” لها من طرف البرلمان الفدرالي. وإلى حدود يوم الثلاثاء 15 يونيو الجاري، لم يتخذوا بعدُ موقفًا رسميًا بشأن ما إذا كانوا سيفعلون ذلك أم لا.
المزيد
المزيد
سويسرا لا تزال تتميَّز بالغموض في تمويل حياتها السياسية
تم نشر هذا المحتوى على
لا زالت سويسرا البلد العضو الوحيد في مجلس أوروبا الذي لم يسنّ بعدُ قانوناً بشأن تمويل الأحزاب السياسية.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
دفعة جديدة للدعوات المطالبة بالشفافية في تمويل الحملات السياسية
تم نشر هذا المحتوى على
شافهاوزن هو أحدث كانتون سويسري يقترح قواعد تنظم تمويل الأحزاب السياسية ومجموعات المصالح المشاركة في الحملات الدعائية التي تسبق الانتخابات والاستفتاءات. فقد أيد 53.8٪ من الناخبين مبادرة شباب الحزب الاشتراكي اليساري، خلال الإقتراع الذي شهده الكانتون يوم الأحد 9 فبراير 2020، وفقًا لمصادر مسؤولة. ولا توجد حاليا أي لوائح على المستوى الوطني تنظم تمويل الأحزاب السياسية، مما يؤدي…
«الشفافية في تمويل الحياة السياسية، قضية حاسمة في سويسرا»
تم نشر هذا المحتوى على
في كثير من المجالات، تبدو سويسرا استثنائية بين دول الاتحاد الأوروبي. وتتباهى الكنفدرالية بشكل خاص بمزايا ديمقراطيتها شبه ـ المباشرة: التي تسمح للمواطن العادي أن يُعبِّر عن رأيه بانتظام عبر صناديق الاقتراع وبالتالي، تُسهِم في تهدئة الغضب الذي نراه يتظاهر في الشارع في بلدان أخرى. لكن، للديمقراطية السويسرية أيضاً جانبها المُظلم. حيث تفقد مصداقيتها بسبب…
تم نشر هذا المحتوى على
يأتي هذا في سياق الرد على مبادرة أطلقتها عدة تشكيلات سياسية تشمل الحزب الإشتراكي وحزب الخضر والحزب البورجوازي الديمقراطي (محافظون من يمين الوسط)، إلى جانب الفرع السويسري لمنظمة الشفافية الدولية. وتدعو المبادرة إلى قيام الأحزاب السياسية بنشر مصدر جميع التبرعات التي تتجاوز 10 آلاف فرنك. بالإضافة إلى ذلك، يتعيّن على الأفراد واللجان الذين يتبرعون بأكثر…
الناخبون يؤيّدون مبادرة الشفافية المالية في كانتوني فريبورغ وشفيتس
تم نشر هذا المحتوى على
وتأتي هذه النتيجة رغم توصية حكومة الكانتون والبرلمان المحلي للناخبين برفض المبادرة. على صعيد آخر، أيّد 68.5٪ من الناخبين مبادرة مماثلة يوم الأحد 4 مارس الجاري في اقتراع أجري في كانتون فريبورغ، الناطق بالفرنسية. يُذكر أن مبدأ الشفافية المالية معمول به بعدُ في كانتونات تيتشينو وجنيف ونوشاتيل. في المقابل تم تسليم مبادرة مشابهة لفرض كشف الأحزاب…
التمويل الحكومي للأحزاب السويسرية موجود لكنه.. غير مباشر!
تم نشر هذا المحتوى على
لا تقوم الحكومة السويسرية بتمويل الأحزاب السياسية. انتهى الكلام! فتمويل الأحزاب ـ هكذا تقول “الكلمة السحرية” ـ أمر “سري للغاية”. بهذا تشكل سويسرا الإستثناء الوحيد على مستوى العالم: فهناك 130 دولة على الأقل تعرف التمويل المباشر للأحزاب، مثلما يوضح هذا الإستعراض الإجمالي لشبكة المعرفة الإنتخابية المسماةرابط خارجي Electoral Knowledge Networkرابط خارجي. ففي القارة الأوروبية، تشجع جميع الدول…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.