مليون سويسري يتعرضون للتلوث الضوضائي الضار
وفقا للمكتب الفدرالي للبيئة، يجد شخص من بين كل سبعة أشخاص في سويسرا أنفسهم مُرغمين على تحمٌّل تلوث ضوضائي مفرط. وينجم هذا النوع من التلوث بالدرجة الأولى من ضجيج وسائل النقل.
يتعرض نحو 1,1 مليون مقيم في سويسرا إلى ضجيج ناجم عن حركة المرور، يتجاوز المعدل الآمن الذي ينص عليه القانون، بحسب ما أعلن المكتب الفدرالي للبيئة يوم الاثنين 5 نوفمبر. وحتى عندما تنخفض مستويات الضوضاء على الطُرُق أثناء الليل، يجد الناس أنفسهم في مواجهة الضوضاء الناجمة عن حركة الطيران والقطارات، وفقاً لأحدث إصدار لدراسة حول التلوث الضوضائي، يُعاد إجراؤها كل خمسة أعوام.
يؤثر الضجيج الناجم عن السكك الحديدية على 16,000 شخص أثناء النهار و87,000 شخص خلال الليل، بينما يؤثر ضجيج الطائرات على 24,000 شخص أثناء النهار و75,000 شخص في الليل. وبحسب الدراسة، يمكن أن يؤدي التعرض للضوضاء الشديدة إلى حدوث مشاكل صحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وضعف السمع، والتوتر النفسي والاكتئاب وغيرها..
لربما تأتي هذه النتائج بشكل متعارض مع الصورة الدولية لسويسرا، حيث البحيرات والمناطق الجبلية الهادئة والآمنة. بيد أن الوضع في المُدن والبلدات يُمكن ان يختلف كثيراً، حيث يعيش تسعة من بين كل عشرة أشخاص مُتأثرين بالضوضاء المُفرَطة في المناطق الحضرية.
مطالب ديموغرافية
طبقا لما ذكره المكتب الفدرالي للبيئة، فقد شهد الوضع تحسناً طفيفاً بفضل التدابير المُتَخذة للحَد من الضوضاء. ومن ضمن هذه التدابير، إكساء الطُرُقات بنوعٍ من الاسفلت الذي يُقلِل الضجيج الصادر عن السيارات، والترويج لمناطق الراحة الهادئة في جميع أنحاء البلاد.
بالمقارنة مع الدراسة الاستقصائية السابقة التي أجريت في عام 2012، كان عدد الأشخاص المتأثرين بالضوضاء المفرطة الصادرة عن حركة المرور على الطرق 1,6 مليون شخص. لكن المكتب الفدرالي للبيئة يقول أن عقد المُقارنات المباشرة صعب، ويدعو إلى الاحتراز منها، بسبب لجوئه إلى تغيير أساليب المراقبة في الفترة الفاصلة بين الدراستين.
كما يحذر المكتب من أن احتواء مشكلة التلوث الضوضائي (الصوتي) سوف تصبح أكثر صعوبة مع ازدياد عدد السكان، وتَمَركزهم في المناطق الحضرية. كما سيتعين الارتقاء بشبكات النقل إلى المستوى الذي يُؤهلها لتلبية مثل هذه المتطلبات الديموغرافية.
لهذه الأسباب، يوصي المكتب الفدرالي للبيئة مخططي المدن، بأخذ المعايير الخاصة بالسمع بنظر الاعتبار بشكل أكبر في المستقبل. علاوة على ذلك، وضع المكتب خطةً لتخفيف التلوث الضوضائي في منتصف عام 2017. ويتضمن جزء من تلك الخطة العمل مع شركات تصنيع النقل لضمان انتاج قطارات وطائرات أكثر هدوءاً.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.