الحكومة السويسرية تشدد الإجراءات لاحتواء انتشار وباء كوفيد – 19
قررت الحكومة الفدرالية إغلاق المطاعم والحانات والمحلات التجارية من الساعة السابعة مساءً في معظم أنحاء البلاد اعتبارًا من يوم السبت 12 ديسمبر الجاري، لكن المحال التجارية في المناطق الأقل تأثراً بالوباء يمكن أن تفتح حتى الساعة الحادية عشرة مساءً ، إذا سمح الوضع بذلك.
وقالت سيمونيتا سوماروغا، رئيسة الكنفدرالية في مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة 11 ديسمبر الجاري في برن إن “عدد الحالات يرتفع بسرعة وبقوة”، وأشارت إلى أن المستشفيات والطواقم الطبية “استنفدوا إمكانياتهم”.
هذا وارتفع عدد الإصابات الجديدة إلى 5136 حالة يوم الجمعة، وذلك على مدار الأسبوع. كما سُجلت 106 حالة وفاة جديدة. لكن معدل الوفيات والإصابات يتفاوت في سويسرا – فالمناطق المتحدثة بالفرنسية تخضع لإجراءات أكثر صرامة من الكانتونات الناطقة بالألمانية. يُعزى ذلك إلى قيام بعض الكانتونات بفرض عمليات إغلاق محدودة كانوا يأملون في تخفيفها مع انخفاض عدد الإصابات في مناطقهم.
وقالت سوماروغا في المؤتمر الصحفي اليوم إن الحكومة السويسرية طلبت من الكانتونات الأكثر تضررا التحرك، وأنها لا تستطيع الانتظار أكثر من ذلك. وأضافت أن هناك حاجة إلى إجراءات إضافية و “يجب أن يحدث ذلك بسرعة”.
عمليات الإغلاق والاستثناءات
اعتبارا من يوم السبت 12 ديسمبر الجاري، ستغلق المطاعم والحانات والمحلات التجارية والمتاحف والمكتبات والمرافق الرياضية والترفيهية ابتداء من الساعة السابعة مساءً. وباستثناء المطاعم والمقاصف، يجب أن تظل هذه الأماكن مغلقة أيام الأحد والعطلات الرسمية.
وقالت الحكومة إنه في أعقاب ضغوط من الكانتونات الناطقة بالفرنسية التي تراجعت فيها الإصابات في الأسابيع الأخيرة، قد تمدد الكانتونات “ذات الوضع الوبائي الأقل خطرا” وقت الإغلاق حتى الساعة الحادية عشرة مساءً.
هذا الاستثناء ينطبق على الكانتونات التي يقل معدل تكاثر الفيروس فيها عن 1 ونسبة الإصابة بالعدوى أقل من المتوسط الوطني على مدى أسبوع على الأقل.
وقررت الحكومة الفدرالية عدم فرض المزيد من القيود على التجمّعات الخاصة. وسيستمر تطبيق القاعدة الحالية التي تسمح بالتجمّعات لما لا يزيد عن عشرة أشخاص.
تم تأكيد هذه الإجراءات يوم الجمعة بعد مناقشات بين الحكومة والكانتونات تلت إعلانا مسبقا للحكومة مساء الثلاثاء الماضي، وتشمل أيضا حظر التظاهرات والفعاليات، مع بعض الاستثناءات. وما يزال مسموحاً بالأنشطة الرياضية والثقافية لمجموعات تصل إلى خمسة أشخاص. كما تقرر أن تبقى هذه التغييرات سارية المفعول حتى يوم 22 يناير 2021.
وفي البيان الصادر عنها، قالت الحكومة: “يقضي الناس المزيد من الوقت في منازلهم بسبب الطقس البارد ومن المتوقع أن يزداد الاتصال بين العائلة والأصدقاء خلال موسم الأعياد”.
ردود فعل متباينة من الكانتونات
وأضح وزراء الحكومة أنهم يدركوا أن “مواقف الكانتونات تختلف اختلافًا كبيرًا”، فبينما ترحب الأغلبية بمزيد من التوحيد في الإجراءات “لا توافق غالبية الكانتونات على الإجراء الذي تتخذه الحكومة الفدرالية”.
هذا الخلاف يكشف عن الضغوط التي يتعرض لها النظام الفدرالي التي تُمارس به السياسة في سويسرا حيث تؤول العديد من الصلاحيات والقرارات فيها إلى السلطات المحلية في الكانتونات. وعندما ضرب الوباء البلاد لأول مرة، استدعت الحكومة قانون الطوارئ لمركزة عملية اتخاذ القرار، لكنها أعادت السلطات مجددا إلى الكانتونات في الصيف. ومنذ ذلك الحين، ظلت البلاد تسير على “الطريقة السويسرية الخاصة”، وهي مسار وسطي بين إغلاق الاقتصاد ووقف الوباء، دون الاضطرار إلى إغلاق شامل.
ومن المقرر أن تناقش الحكومة السويسرية ما إذا كان سيتم المضي قدمًا في فرض المزيد من القيود في اجتماع يُعقد يوم 18 ديسمبر الجاري. وقال وزير الصحة آلان بيرسيه في المؤتمر الصحفي إن هذه الإجراءات “معتدلة حقًا”، لكن كلما لم يتم الالتزام بها، سيُفرض إغلاق أكثر صرامة.
من جهة أخرى، أعلنت الحكومة يوم الجمعة أيضا أنها ستزيد من الموارد المرصودة لصندوق التعويضات لفائدة الشركات المتضررة بشدة بمقدار 1.5 مليار فرنك ليرتفع المبلغ الإجمالي إلى 2.5 مليار فرنك.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.