قرار ترامب بشأن القدس “عقبة أمام السلام الدائم والعادل”
أعلنت سويسرا يوم الخميس أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل يمثل "عقبة أمام السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتيْن"، وأن الوضع النهائي للمدينة المقدسة للديانات التوحيدية الثلاث "يجب أن يكون جزءً من أجندة المفاوضات".
تم نشر هذا المحتوى على
6دقائق
swissinfo.ch مع الوكالات
English
en
Swiss-Palestine Society condemns Trump’s decision on Jerusalem
الأصلي
وأكّد البيان بأن “برن ملتزمة بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، موحّدة المساحة، وذات سيادة على أراضيها على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”. وأن الكنفدرالية “لن تعترف بأي تغيير في هذه الحدود بما فيها القدس ما لم ينجم ذلك عن اتفاق تم التفاوض عليه بين الطرفيْن”، يضيف بيان وزارة الخارجية.
وأكّدت برن أن “الموقف السويسري يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2334″، كما أن “الكنفدرالية تعتبر أن أي حل لقضية الشرق الأوسط يجب أن يكون طبقا للقرار رقم 478 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إلى تسوية شاملة متفاوض عليها حول الوضع النهائي لمدينة القدس تحترم حقوق وتطلعات جميع الأطراف المعنية”.
السفارة السويسرية باقية في تل أبيب
في ظل غياب اتفاق دولي حول الوضع النهائي للقدس، أكّد بيان وزارة الخارجية أن “سويسرا ستحتفظ بسفارتها في تل أبيب”. كما أحيطت علما بأن الوضع الراهن في الأماكن المقدّسة سيظل على حاله.
من جهة أخرى، تذكّر برن بأن “القرار الأمريكي أحادي الجانب لا يؤثّر بأي شكل من الأشكال على ضرورة الإلتزام بتنفيذ بنود القانون الإنساني الدولي – ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 – واحترام حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية”.
رفض دولي واسع
على صعيد آخر، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الأربعاء 6 ديسمبر الجاري عن رفضه لقرار ترامب مؤكدا أنه “لا يُوجد بديل لحل الدولتيْن للصراع العربي – الإسرائيلي”، وأن “الوضع النهائي للقدس هي إحدى النقاط التي يتعيّن حلها من خلال المفاوضات المباشرة”.
وأضاف أمين عام المنتظم الأممي: “لقد اعتبرتُ على الدوام أن أي إجراءات أحادية الجانب من شأنها أن تهدد أي احتمالات لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
من جهته، أعرب الإتحاد الأوروبي يوم الأربعاء عن “قلقه الشديد” مشيرا إلى أن قرار ترامب “قد تكون له تبعات على عملية السلام”.
وفي بيان صدر في بروكسل، قالت مسؤولة العلاقات الخارجية بالإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن “تطلعات الطرفيْن يجب أن تتحقق، ويجب إيجاد وسيلة من خلال المفاوضات لحل وضع القدس كعاصمة مستقبلية لكلتا الدولتيْن”.
من جانبه، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه لا يؤيّد قرار ترامب “الإنفرادي”. ودعا إلى “الحفاظ على الهدوء” في المنطقة. وقال ماكرون في حديث لوسائل الإعلام خلال زيارة يؤديها إلى الجزائر: “إنه قرار مؤسف، وهو مخالف للقانون الدولي، ويتعارض مع جميع قرارات مجلس الأمن”.
بدوره، دعا البابا فرانسيس إلى الإبقاء على الوضع الراهن للقدس، مؤكدا أن أي توتّر جديد سيزيد من إشعال الصراعات العالمية. كما أعربت كل من الصين وروسيا عن قلقهما إزاء احتمال أن يزيد هذا القرار من تفاقم الأعمال العدائية في الشرق الأوسط.
ومن داخل سويسرا،اعتبرت الجمعية السويسرية – الفلسطينيةرابط خارجي القرار الأمريكي بمثابة “الاعتراف النهائي بضم إسرائيل للقدس”. كما اعتبرت هذه الهيئة غير الحكومية أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس “يُخالف قرارا صادرا عن مجلس الأمن الدولي وينتهك القانون الدولي”.
قلق فلسطيني وترحيب إسرائيلي
في سياق متصل، اعتبر الفلسطينيون الخطوة التي أقدم عليها ترامب بمثابة “قبلة الموت” لحل الدولتيْن الذي يتوخّى إقامة دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزّة وتكون عاصمتها القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967.
وفي معرض وصفه لخطورة انعكاسات القرار الأمريكي، قال مبعوث فلسطيني: “إن قرار ترامب هو إعلان حرب في الشرق الأوسط”.
على العكس من ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو إعلان ترامب “حدثا تاريخيا”، وحثّ الدول الأخرى على نقل سفاراتها في إسرائيل إلى مدينة القدس. وقال: “إن أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين يجب أن ينص على أن القدس عاصمة لإسرائيل”.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
النّكبة المستمرّة
تم نشر هذا المحتوى على
أمّا سنة 1897، فإنّها تحمل ذكرى أوّل مؤتمر صهيونيّ في مدينة بازل السّويسريّة، سنة 1897م، الّتي يفتخر النّمساويّ ثيودور هيرتسل (ت 1904)، بأنّه أسّس فيها “دولة اليهود”[2]. ويحتفل الصّهاينة ومؤيّدوهم في هذه السّنة (2017) بالذّكرى الـ120 لهذه المناسبة. أمّا أمثالي من أبناء وبنات جلدتي، فإنّنا نُحْيِيى فيها ذكرى البشائر المشؤومة لنكبة الشّعب الفلسطينيّ! وقبل قرن…
“قضينا 25 عاما ونحن نتفاوض من دون أن نتوصّل إلى نتيجة”
تم نشر هذا المحتوى على
هذه الإنتصارات الإسرائيلية مهّدت الطريق في العقود اللاحقة لنشأة الكثير من المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وإلى طرد السكان الأصليين الفلسطينيين من أراضيهم ليتحوّلوا إلى نازحين ولاجئين. ومنذ ذلك الحين تضاعفت الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي لهذا النزاع الذي أرهقت مضاعفاته كاهل الشعبيْن الفلسطيني والإسرائيلي، والذي يشكل اليوم أحد الأسباب الرئيسية لحالة عدم الإستقرار في…
سويسرا تطالب إسرائيل “تأكيد التزامها بحل الدولتيْن”
تم نشر هذا المحتوى على
وفي بيان صدر يوم الاربعاء 8 فبراير 2017، حثت وزارة الخارجية السويسرية الحكومة الإسرائيلية على إعادة تأكيد التزامها بحل الدولتيْن (للصراع الإسرائيلي الفلسطيني) من خلال “الوقف الفوري للخطوات أحادية الجانب المخالفة لما أحرز من تقدّم حتى الآن”. وقد وافق الكنيست الإسرائيلي يوم الإثنيْن على قانون يجيز بأثر رجعي 4000 وحدة استيطانية بنيت على أراض مملوكة…
وزير الخارجية السويسري: “على إسرائيل لعب الورقة الإقتصادية”
تم نشر هذا المحتوى على
بوركهالتر شارك في مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط انعقد في باريس بحضور 70 وزير خارجية وممثلين عن منظمات دولية وإقليمية كالأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. في المقابل، لم يُسجل حضور ممثلين عن إسرائيل أو فلسطين في المؤتمر. وفي بيان نُشر يوم الأحدرابط خارجي، نُقل عن بوركهالتر قوله: “من خلال مكافحة البطالة التي تمسّ…
سويسرا ترصد موارد مالية هامة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين
تم نشر هذا المحتوى على
في سياق متصل، قررت برن مواصلة تمويل شراكة البحوث الزراعية العالمية (CGIAR)رابط خارجي للعاميْن المقبليْن (2017 -2019)، التي تهدف إلى تمكين مئات الملايين من البشر من الإفلات من براثن الفقر وتجنّب الجوع المزمن بما قدره 50.4 مليون فرنك خلال السنوات الثلاثة المقبلة، وفقا لبيان صدر عن وزارة الخارجية يوم الأربعاء 21 ديسمبر 2016. ويحتفظ برنامج…
“إذا لم تُحسم القضية من طرف جيلنا فإنها تُترك للأجيال القادمة”
تم نشر هذا المحتوى على
في زيورخ، استضافت جمعية الصداقة السويسرية الفلسطينية مؤخرا السيدة حنين زعبي (46 عاماً)، وهي أول نائبة عربية انتخبت على قائمة حزب عربي في الكنسيت الإسرائيلي منذ عام 2009 وحتى الآن. على هامش اللقاء الذي حضره مواطنون سويسريون وعدد من أبناء الجالية الفلسطينية في الكنفدرالية، أجرت swissinfo.ch الحوار التالي مع "الحسناء التي هزّت عرش الكنيست"، كما يصفها البعض.
تم نشر هذا المحتوى على
تشير أخبار ساحة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى كل ما هو شر وخطير، وإن تكن هذه قسمات الوجه الحقيقي للمواجهة المستمرة بين الطرفين منذ عقود، فإن ما يجري على الأرض في الآونة الأخيرة يشي بامتداد النار المشتعلة حاليا الى خارج أسوار المدينة المقدسة.
الأوضاع الإنسانية لسكان القدس الشرقية في ظل الإحتلال
تم نشر هذا المحتوى على
حرمان الفلسطينيين من حق الإقامة في القدس عالج التقرير الأممي في الباب الأول منه حق الاقامة في القدس الشرقية بالنسبة للفلسطينيين. وفي هذا الإطار، أشار إلى أن إسرائيل قامت في أعقاب حرب 67 بضم حوالي 70 كلم مربع من الأراضي المحتلة لبلدية القدس، بما في ذلك القدس الشرقية التي كانت تقدر بـ 6 كلم مربع وكانت آنذاك تحت…
تم نشر هذا المحتوى على
ناشدت إسرائيل حكومات العالم عدم حضور مؤتمر دعت سويسرا لانعقاده يوم 17 ديسمبر 2014 في جنيف لتدارس سبل فرض احترام اتفاقيات جنيف في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما نددت تل أبيب بأشدّ العبارات بالخطوة التي أقدمت عليها برن.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.