الرئيس السويسري: «روسيا تستخدم الطاقة والهجرة كسلاح ضد أوروبا»
تحدث الرئيس السويسري إينياتسيو كاسيس عن "نقطة تحول" للقارة العجوز في القمة الأولى للمجموعة السياسية الأوروبية، التي حضرها أكثر من 40 زعيمًا أوروبيًا.
وفي مؤتمر صحفي عقده في براغ يوم الخميس 6 أكتوبر الجاري، قال كاسيس الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية: «هذه القمة رمز.. رمز يؤكد أنه بإمكان أوروبا أن تكون قوية عندما تسعى إلى حلول ملموسة».
في ضوء الحرب في أوكرانيا والتحديات التي تطرحها، رحّب كاسيس بهذه الخطوة القائمة على«التفكير في التعاون على نطاق أوسع» وبهذا الشكل.
وقال: «في الوقت الحالي، تعمل روسيا على زعزعة استقرار القارة الأوروبية باستخدام الطاقة والهجرة كسلاحيْن ضدها». وقد ساهم هذا، في رأيه، في رصّ الصفوف و «الشعور بوحدة المصير المشترك».
جمع المنتدى، الذي يهدف إلى تعزيز الأمن والازدهار في جميع أنحاء أوروبا، البلدان الأعضاء حاليا في الاتحاد الأوروبي، والشركاء الطموحين للانضمام في منطقة البلقان وأوروبا الشرقية، بالاضافة إلى المملكة المتحدة وتركيا. وكانت روسيا، القوة الأوروبية الكبرى الوحيدة التي لم تتم دعوتها، إلى جانب جارتها ومؤيّدتها في الحرب، روسيا البيضاء.
في سياق متصل، تضمّن بيان أصدرته وزارة الخارجية السويسريةرابط خارجي، قول كاسيس «في الوقت الذي تواجه فيه القارة بأكملها تحديات كبيرة، يوفر هذا الإطار الأوسع الجديد فرصة مرحبا بها للتبادلات المباشرة وغير الرسمية مع الدول الأوروبية الأخرى». وأضاف الوزير السويسري: «باستضافة مؤتمر إنعاش أوكرانيا هذا العام، على سبيل المثال، أثبتت سويسرا أنها تساعد في تعزيز السلام والاستقرار والديمقراطية في أوروبا».
المزيد
مؤتمر سويسري يُركـز على “إصلاح وصمود وتعافي” أوكرانيا
«شريك موثوق»
وجاء في البيان أيضا، تأكيد وزير الخارجية على أن سويسرا، بصفتها «شريكًا نشطًا وموثوقًا به» في أوروبا ومع ما تمتلكه من تقليد طويل من التضامن، مهتمة بدعم التنمية المستقبلية للمجموعة السياسية الأوروبية.
في مايو 2021، انسحبت سويسرا من جانب واحد من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق إطاري كان سيحل محل أكثر من 120 اتفاقية ثنائية نظمت العلاقات بين الطرفين على مدى العقود الماضية. وفيما أدى ذلك إلى توتر العلاقات بين برن وبروكسل، فإن الجهود المبذولة لكسر الجمود الدبلوماسي لم تُسفر عن شيء حتى الآن.
حضر هذا الاجتماع الأول في براغ الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بالإضافة إلى 17 دولة غير عضو. وفي المستقبل، ستعقد مثل هذه الاجتماعات مرة أو مرتين في السنة، مع استضافة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وأخرى من خارجه القمة بالتناوب. ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع المقبل في مولدوفا في ربيع 2023.
صحيفة “بليك” الشعبية: “إينياتسيو كاسيس، الذي شارك في ورشة العمل حول الطاقة في هذا اللقاء الأوروبي الذي يضم حوالي 40 رئيس دولة أو حكومة، سيعود إلى برن حاملا لآمال. بفضل الإصرار الذي أبدته فرنسا، أبصرت الجماعة السياسية الأوروبية النور، وهو منتدى يهدف إلى جمع القوى المحيطة ببلدان الإتحاد السبع والعشرين، بالفعل بما يشبه الكتلة الواحدة. وسيكون بالامكان بلورة تعاون أو التعجيل به”.
مجموعة سي إتش- ميديا: «إن إدراك أن أوروبا أكثر من مجرد الاتحاد الأوروبي وأننا بحاجة إلى التحدث مع بعضنا البعض أمر يستحق الترحيب، خاصة من منظور سويسري».
تاغس أنتسايغر: “في نهاية المطاف حضر الجميع، بمن فيهم الرئيس إينياتسيو كاسيس. من الواضح أن هناك قبولا لفكرة [الرئيس الفرنسي] ماكرون. بالنسبة لسويسرا، يمثل الشكل الجديد فرصة للجلوس على الطاولة على قدم المساواة. لمرة واحدة، لن يتعلق الأمر بقضايا مؤسسية مزعجة أو بالوصول إلى السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي. الهدف هو إيجاد منصة سياسية لمناقشة القضايا التي تؤثر على القارة بأكملها. في الوقت الحالي، كل شيء يتعلق بحرب روسيا وتأثيرها على أوروبا. بهذا المعنى، فإن الاجتماع هو أيضا قمة مناهضة لبوتين، والتي تظهر مدى عزلة الرئيس الروسي”.
“من المقرر عقد الاجتماع القادم بالفعل في شهر مايو المقبل في في تشيسيناو، بجمهورية مولدوفا. وستُعقد مؤتمرات القمة بالتناوب مرة في أحد البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأخرى في بلد من خارجه. ويمكن أن تحصل سويسرا أيضًا على فرصة تنظيم هذا الملتقى إذا رغبت الحكومة في ذلك. قد يكون أحد المخاطر في ذهن الحكومة في برن: الغالبية العظمى من الدول الثالثة في القمة في براغ تريد بالفعل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو على الأقل إلى المجال الاقتصادي الأوروبي. إذا تحققت آمال الانضمام هذه في المستقبل البعيد، فإن فكرة ماكرون ستصبح فاقدة لجدواها”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.