الرقمنة محور السياسة الخارجية لسويسرا
أكدت الحكومة السويسرية أنها ستولي أهمية متزايدة للتنمية المستدامة والرقمنة في استراتيجيتها المستقبلية الخاصة بالسياسة الخارجية على مدار السنوات الأربع القادمة.
وأوضح وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس 30 يناير الجاري في برن حول أولويات السياسة الخارجية، أن بلاده ستسعى إلى المساهمة في مكافحة تغيّر المناخ وتحقيق أهداف الاستدامة للأمم المتحدة المعروفة باسم أجندة 2030.
كاسيس شدد أيضاً على مواصلة تطوير السياسة الخارجية الرقمية والمساعدة في تنفيذ الحوكمة العالمية مع جعل مدينة جنيف محوراً للجهود المبذولة لتنسيق العمل الجماعي على المستوى العالمي.
وقال وزير الخارجية السويسري إن “جعل جنيف الدولية مواكبة للقرن الحادي والعشرين يعني الابتكار وطرح مواضيع جديدة مثل الحوكمة الرقمية والقانون الإنساني”.
وتشمل السياسة الخارجية “تحديد المسؤوليات في الفضاء الإلكتروني وضمان الوصول إلى البيانات في سياق الاستقلال الديمقراطي وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان”، وفق التقرير الصادر عن وزارة الخارجية السويسرية والمكون من 40 صفحة.
في الوقت نفسه، ستقدم الوزارة الدعم في السنوات المقبلة إلى عدد من المؤسسات، ولا سيما منتدى جنيف للإنترنترابط خارجيومؤسسة جنيف للعلوم والدبلوماسية ومنظمة جنيف للحوار عن السلوك المسؤول في الفضاء الإلكترونيرابط خارجي.
العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
تقرير الاستراتيجية الصادر عن وزارة الخارجية يضع أيضا السلام والأمن والازدهار على رأس جدول الأعمال كما يتصدره ترشيح سويسرا لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في الفترة ما بين 2023-2024 وتعزيز العلاقات الثنائية مع الاتحاد الأوروبي.
ورفض كاسيس التكهن حول ما إذا كان من الواقعي إبرام صفقة مع بروكسل بعد سنوات من المفاوضات حول اتفاق إطاري يُنتظر أن يكون بديلا لأكثر من 120 اتفاقية ثنائية. يُذكر أن سويسرا ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي لكنه يُعتبر الشريك التجاري الرئيسي لها.
وفي شهر مايو المقبل، سيكون للناخبين السويسريين الكلمة الأخيرة في مقترح تقدم به حزب الشعب السويسري (يمين محافظ) يدعو إلى إنهاء سياسة الهجرة مع الاتحاد الأوروبي وسط تعثر المحادثات حول الطاقة والتكنولوجيا الطبية والوصول إلى البورصات في دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين.
مجلس الأمن الدولي
فيما يتعلق بالمقعد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، قال وزير الخارجية السويسري إن بلاده ستُعلن رسميا ترشيحها في نيويورك في شهر يوليو القادم.
وقال: “كدولة محايدة، يمكننا المساهمة في السلام والأمن وأن نبني الجسور والدفاع عن مصالحنا الخاصة”، مضيفًا أن المساعي الحميدة لسويسرا، التي تعمل كطرف محايد بين أطراف النزاع، ستبقى مهمة.
يُشار إلى أن بلورة استراتيجية السياسة الخارجية للكنفدرالية شمل للمرة الأولى الوزارات السبعة والكانتونات الست والعشرين بالإضافة إلى أصحاب المصلحة الآخرين، كما وضع التقرير أهدافاً ملموسة. وفي هذا الصدد، قال كاسيس إن الحكومة تأمل في إعطاء “ديناميكية استباقية” وجعل السياسة الخارجية أكثر تماسكًا.
أخيرا، خلُص التقرير إلى أن “السياسة الخارجية لسويسرا يُمكن أن تكون أكثر فاعلية إذا دعم كل من أصحاب المصلحة المحليين والدوليين نهج “كل سويسرا “.
المزيد
“الكلمة السحرية من أجل تحقيق سياسة خارجية قوية في المستقبل هي الاتساق”
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.