swissinfo.ch لن تضطر للمزيد من الإجراءات التقشفية
كانت الميزانية المخصصة لعروض هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية المُوجّهة إلى الخارج، ومن ضمنها swissinfo.ch مُهددة باقتطاع أربعة ملايين فرنك منها، إلا أن مجلس النواب (الغرفة السفلى للبرلمان الفدرالي) قرر يوم الثلاثاء 29 نوفمبر الجاري عدم المضي قدما والتراجع عن إقرار هذه الإجراءات التقشفية الإضافية.
عند التصويت، رفض النواب ( بـ 95 صوتا معارضا و89 صوتا مؤيدا) خفضا بمليوني فرنك إضافيين في الميزانية المرصودة من الأموال العمومية لفائدة نشاطات هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية SRG SSR المتعلقة بالخارج. ويشمل هذا العرض بوابة swissinfo.ch الإعلامية (بعشر لغات) ومنصة tvsvizzera.it (باللغة الإيطالية) إضافة إلى حضور البرامج التلفزيونية السويسري في القنوات التلفزيونية الدولية TV5Monde (بالفرنسية) و 3sat (بالألمانية).
حاليا، تقدر تكلفة العروض الموجهة للخارج – التي تتحملها هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية مناصفة مع الحكومة الفدرالية – بحوالي 39 مليون فرنك في السنة. أما ميزانية swissinfo.ch – التي أبرمت عهدة خدمات جديدة مع الحكومة وهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية في يونيو 2016 – فهي تناهز 18 مليون فرنك.
في إطار برنامج يرمي إلى تعزيز استقرار الأوضاع المالية للكنفدرالية لسنوات 2017 و2018 و2019، تم تقليص الميزانية المخصصة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية للخارج بـ 500 ألف فرنك. مع ذلك، قررت لجنة المالية في مجلس النواب في 11 أكتوبر الماضي، مضاعفة هذا المبلغ أربع مرات والترفيع فيها إلى مليونين من الفرنكات. وبما أن الهيئة والكنفدرالية تُموّلان هذه الميزانية مُناصفة، فإن القيمة النهائية لعملية التوفير كانت ستصل إلى 4 ملايين من الفرنكات.
“هناك ما يكفي من وسائل الإعلام على الإنترنت”
خلال النقاشات التي سبقت التصويت، برر هانس-أولريخ بيغلر، النائب عن الحزب الراديكالي (يمين) مقترحات خفض الميزانية الصادرة عن لجنة المالية في مجلس النواب بأن الإنترنت أصبح يسمح للأشخاص المقيمين في الخارج بتصفح العديد من وسائل الإعلام للإستعلام عن سويسرا، وخاصة مواقع مختلف الصحف.
على يمين الخارطة السياسية، دافعت أغلبية النواب عن التخفيضات المقترحة في الميزانية. وقال ماركوس هاوسمان، النائب عن حزب الشعب السويسري (يمين محافظ): “نحن نعتبر أن هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية قادرة على تحمّل تمويل خدماتها الموجهة للخارج”.
“شرح سويسرا وديمقراطيتها بشكل أفضل”
في المقابل، هبّ اليسار لنجدة أنشطة هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية في الخارج. النائبة الإشتراكية مارينا كاروبّيو غوشيتّي – وبعد أن ذكّرت بأن ميزانية المنصة الإعلامية (swissinfo.ch) قد تعرضت لتقليص معتبر في عام 2012 – شددت على أن “swissinfo.ch تسمح بالتعريف بسويسرا وبنظامها السياسي وبديمقراطيتها بعشر لغات مختلفة”.
من جهة أخرى، أشارت النائبة إلى أن بلدانا أخرى تقوم بتعزيز عروضها البرامجية الموجهة إلى الساحة الدولية في إشارة إلى الإعلانات الأخيرة الصادرة عن الخدمة الدولية لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” وعن “دويتشه فيله” أو عن “صوت أمريكا”، وقالت: “إنه من غير الممكن إجراء تخفيضات كبيرة في ميزانية هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية المُخصصة لهذا الصنف من البرامج”.
الحزب الديمقراطي المسيحي (وسط يمين) أعرب بدوره عن معارضته لهذه الإجراءات التقشفية، ودافع النائب روبيرتو شميدت قائلا: “إن عرض هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية الموجه للخارج يسمح بالحفاظ على تواصل أساسي مع سويسرا الخامسة (أي السويسريين المقيمين في الخارج)، كما يُتيح فهما أفضل لسويسرا ولديمقراطيتها”.
من ناحيته، حذر وزير المالية أولي ماورر (من حزب الشعب السويسري) النواب من مغبة إقرار هذه التخفيضات الإضافية في هذا البند من الميزانية ولفت إلى أن “التخفيضات لا تستهدف هيئة الإذاعة والتلفزيون بالدرجة الأولى بل السويسريين المقيمين في الخارج الذين سيحصلون على برامج إعلامية بجودة أقل”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.