المؤسسات الخيرية لم تُنفق بعدُ معظم التبرعات المقدمة لأوكرانيا
على الرغم من الحجم القياسي للتبرعات العامة لفائدة أوكرانيا، لم تتمكن وكالات الإغاثة السويسرية بعد مرور أربعة أشهر على بدء الغزو الروسي إلا من إنفاق مبلغ صغير من الأموال التي تم جمعها على العمل الإنساني.
كشف تحقيقرابط خارجي أجرته أسبوعية سونتاغس تسايتونغ نُشرت نتائجه يوم 10 يوليو الجاري أن المنظمات الخيرية والإغاثية الأبرز في سويسرا وهي “سلسلة السعادة” (الذراع الخيري لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية) والصليب الأحمر السويسري ومنظمتي كاريتاس وهيلفيتاس تلقت 185 مليون فرنك من عامة الناس لمساعدة ضحايا الحرب في أوكرانيا.
مع ذلك، لم يتم إنفاق سوى 23 مليون فرنك بشكل مباشر في أوكرانيا حتى الآن. كما تم استخدام 7 ملايين فرنك أخرى لمُساعدة الأوكرانيين الذين فروا إلى البلدان المجاورة واللاجئين الذي استقبلوا في سويسرا.
“سلسلة السعادة” أخبرت الأسبوعية التي تصدر بالألمانية في زيورخ أنه بالإضافة إلى المخاطر الأمنية، فإن قدرات المنظمات الشريكة العاملة معها في أوكرانيا تشكل تحديًا، حيث تتمثل إحدى الصعوبات الرئيسية في انتداب موظفين محليين مؤهلين على عين المكان، لأن “العديد من الأشخاص قد فروا”.
هذه الإشكالية منتشرة بالفعل على نطاق واسع. فقد أعلن هذا الشهررابط خارجي أنه تم التبرع بأكثر من 2.4 مليار فرنك في بلدان مختلفة في سياق الاستجابة للجهود الإنسانية المتعلقة بأوكرانيا منذ موفى فبراير الماضي. لكن مُراجعة حديثةرابط خارجي أنجزتها مجموعة “المُخرجات الإنسانية” (وهي عبارة عن فريق من الاستشاريين المتخصّصين الذين يقدمون البحوث والمشورة بشأن السياسات لوكالات المعونة الإنسانية والحكومات المانحة) خلُصت إلى أن حوالي 85٪ من هذه الأموال موجودة لدى منظمات إغاثية دولية نادرًا ما تكون متواجدة في أوكرانيا وأن معظم المبالغ المتوفرة لم تُنفق بعدُ.
كما توصل التقرير إلى أنه على الرغم من أن مجموعات المتطوعين الأوكرانيين “غير الرسمية” والمنظمات غير الحكومية هي التي تقدم “جميع” المساعدات الإنسانية تقريبًا، إلا أنها لم تتلق سوى 0.24٪ رابط خارجيمن الحجم الإجمالي للتبرّعات المباشرة المقدمة لأوكرانيا.
يُشار إلى أن هناك حوالي 2000 منظمة غير حكومية أوكرانية تنشط في جهود المساعدة والإغاثة، تم تسجيل 1700 منها بعد الغزو الروسي للبلاد. وهناك أيضًا الآلاف من مجموعات المتطوعين غير الرسمية، التي تعمل عادةً داخل مجتمعاتها المحلية، وفقًا لمجموعة “المُخرجات الإنسانية”.
من جهة أخرى، أظهر التقرير أن مقتضيات الامتثال الداخلي تتطلب تدريب الجهات المتلقية للمساعدات على التقيّد بمبادئ ومعايير معينة، الأمر الذي قد يستغرق شهورًا. كما توصل إلى أن المخاطر الجسدية التي يتعرض لها الموظفون والنقص المسجل في خطط الطوارئ قبل الغزو يعني أن المنظمات الدولية بدأت لتوها في العمل داخل أوكرانيا وأن عملياتها تظل محدودة وعلى نطاق صغير.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.