سويسرا مدعوة لاستقبال المزيد من اللاجئين المُعاد توطينهم
تقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي تتخذ من جنيف مقرا لها، إن الحرب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان تسبّبت في نزوح ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص من ديارهم العام الماضي، على الرغم من أن الأزمة التي نجمت عن جائحة كوفيد -19 قيّدت الحركة في جميع أنحاء العالم.
في أحدث تقرير لها عن الاتجاهات العالمية لظاهرة اللجوءرابط خارجي صدر يوم الجمعة 18 يونيو الجاري، أفادت الهيئة الأممية المعنية بشؤون اللاجئين في العالم أن المجموع التراكمي للنازحين قد ارتفع إلى 82.4 مليون شخص. وهو ما يمثل الزيادة السنوية التاسعة على التوالي في عدد النازحين قسراً من بيوتهم وبلدانهم.
مع ذلك، انخفض عدد طلبات اللجوء في أوروبا. ففي سويسرا مثلا، لم يتجاوز عدد طلبات اللجوء 11041 طلبا في عام 2020، وفقًا لأمانة الدولة للهجرة ، وهذا هو أدنى رقم يُسجّل منذ عام 2007.
من جهته، قال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن الصراع وتأثير تغيّر المناخ في أماكن مثل موزمبيق ومنطقة تيغراي الإثيوبية ومنطقة الساحل الشاسعة في إفريقيا كانت من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تنقلات جديدة للاجئين والنازحين الداخليين في عام 2020.
وبالفعل، أسفرت هذه التطورات عن إضافة مئات الآلاف من الأشخاص إلى العدد الإجمالي، الذي سيطر عليه لسنوات ملايين البشر الذين فرّوا من بلدان مثل سوريا وأفغانستان بسبب النزاعات الطويلة أو القتال المحتدم.
إعادة التوطين
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت إن 99 بلدا من بين أكثر من 160 أغلقت حدودها بسبب جائحة كوفيد لم تقدم أي استثناءات للأشخاص الذين يسعون للحصول على الحماية كلاجئين أو طالبي لجوء.
في عام 2020، تمكن حوالي 251000 لاجئ من العودة إلى بلدانهم الأصلية إما بمساعدة المفوضية أو من تلقاء أنفسهم. وهذا هو ثالث أقل رقم يتم تسجيله خلال العقد الماضي، مع الاستمرار في الاتجاه التنازلي عن أرقام العاميْن الماضييْن.
وفي السنة الماضية أيضا، اقتصر الأمر على إعادة توطين 34400 لاجئ فقط في دول ثالثة (مقارنة مع 107800 شخص في عام 2019)، تحصّل ثلثاهم على مساعدة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
قالت آنيا كلوغ، رئيسة مكتب المفوضية في سويسرا وإمارة ليختنشتاين: “نحن بحاجة ماسّة إلى المزيد من أماكن إعادة التوطين”، وأضافت أن “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تدعو جميع الدول إلى زيادة برامجها. آمل أن تقبل سويسرا أيضًا المزيد من اللاجئين المُعاد توطينهم، خاصة وأن أرقام طلبات اللجوء منخفضة جدًا. إن إعادة التوطين يُجنّب اللاجئين (الإقدام على) رحلات خطرة ويُخفّف العبء عن كاهل الدول في مناطق الأزمات”.
فوارق سياسية
التقرير الأممي أفاد أيضا أنه في نهاية العام الماضي، كان هناك 5.7 مليون فلسطيني، و3.9 مليون فنزويلي، و20.7 مليون لاجئ إضافي من بلدان أخرى نازحون إلى خارج أوطانهم. كما سُجّل نزوح 48 مليون شخص داخل بلدانهم، فيما تقدم حوالي 4.1 مليون آخرين بطلب لجوء.
تركيا، وهي بلدٌ جار لسوريا، استقبلت أكبر عدد من اللاجئين لجهة الأرقام المطلقة (3.7 مليون نسمة)، وهو رقم يزيد عن ضعف ما استقبلته الدولة المضيفة الثانية، كولومبيا، التي تقع على حدود فنزويلا. وجاءت باكستان المجاورة لأفغانستان في المركز الثالث.
في سياق متصل، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 1٪ من مجموع البشرية قد نزحوا الآن من بيوتهم، وهناك اليوم ضعف عدد النازحين قسراً مقارنة بعقد مضى، تقل أعمار حوالي 42٪ منهم عن ثمانية عشر عامًا، فيما وُلد ما يقرب من مليون طفل كلاجئين بين عامي 2018 و2020.
قال غراندي: “تتطلب الحلول من القادة العالميين وذوي النفوذ تنحية خلافاتهم جانباً، ووضع حد للنهج الأناني للممارسة السياسية، والتركيز بدلاً من ذلك على منع حدوث النزاعات وحلّها وضمان احترام حقوق الإنسان”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.