النزاع الروسي الأوكراني يقتحم أشغال مجلس حقوق الإنسان
قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي يتخذ من جنيف مقرا له إجراء مناقشة عاجلة حول تدهور أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا في أعقاب الهجوم الروسي.
يوم الاثنين 28 فبراير، صوّت تسعة وعشرون من أعضاء المجلس البالغ عددهم سبعة وأربعين لصالح الاجتماع الذي طلبت عقده أوكرانيا. ومن بين الذين أيدوا المقترح أوكرانيا والولايات المتحدة والبلدان الأوروبية. في المقابل، صوتت روسيا والصين وكوبا وإريتريا وفنزويلا ضد انعقاد الجلسة. وسُجّل امتناع ثلاثة عشر عضوا عن التصويت.
ومن المتوقع عقد الحوار العاجل بشأن أوكرانيا يوم الخميس 3 مارس الجاري حيث سيناقش أعضاء المجلس قرارًا يدعو إلى إجراء تحقيق في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان في الصراع القائم منذ عام 2014 بين أوكرانيا وروسيا، عندما أقدم الكرملين على ضم شبه جزيرة القرم. ومع أن قرارات مجلس حقوق الإنسان ليست مُلزمة لكنها تحمل وزنًا أخلاقيًا.
في الخطاب الذي ألقته قبل التصويت، قالت يفهينييا فيليبينكو، سفيرة أوكرانيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، إن العدوان الروسي المستمر منذ يوم الخميس الماضي (24 فبراير) “لم يكن هجومًا على أوكرانيا فقط”، بل هو أيضًا “هجوم على كل دولة عضو في الأمم المتحدة، وعلى الأمم المتحدة، وعلى المبادئ التي أُنشئت هذه المنظمة للدفاع عنها”.
وكان مجلس حقوق الانسان افتتح دورته السنوية الرئيسية يوم الاثنين 28 فبراير بجزء رفيع المستوى يستمر ثلاثة أيام يُلقي خلاله وزراء الخارجية والدبلوماسيون كلمات أمام المجلس يُشاركون من خلالها ما لديهم من إيجابيات ويُعبّرون فيها عن مخاوفهم بشأن أوضاع حقوق الإنسان داخل بلدانهم وخارجها. ومن المقرر أن تستمر أشغال دورة المجلس في جنيف حتى أول أبريل المقبل.
من جهته، قال غينادي غاتيلوف، سفير روسيا في جنيف، إن دعوة أوكرانيا لا علاقة لها بـ “المخاوف الحقيقية” بشأن حقوق الإنسان في البلاد. وتماشيًا مع الموقف الرسمي لموسكو، انتقد غاتيلوف أعضاء المجلس الغربيين لعدم التطرق خلال السنوات الثماني الماضية لما زعم أنه “تدمير مُستهدف لأشخاص أبرياء تمامًا” من قبل أوكرانيا في منطقة دونباس.
وبحسب غاتيلوف، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا هو “عملية خاصة” بهدف “وقف المأساة” في أوكرانيا ولم يستهدف المدنيين.
أكثر من 100 ضحية في صفوف المدنيين
بدورها، أبلغت ميشيل باشليه، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، المجلس أن مكتبها سجل حتى الآن 406 ضحايا مدنيين في النزاع (102 قتيل – بينهم سبعة أطفال – و 304 جرحى). وقالت في مداخلتها خلال الجلسة: “أخشى أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير”.
وفي كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان، أعرب الرئيس السويسري إينياتسيو كاسيس، المسؤول أيضًا عن وزارة الخارجية، عن “تعاطفه الشديد” مع ضحايا الصراع، وقال إن سويسرا “تُدين بأشد العبارات الهجوم الذي شنه الاتحاد الروسي على أوكرانيا، والذي يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي”.
وأضاف كاسيس: “يجب أن نمنح أنفسنا الوسائل لضمان مُحاسبة أولئك الذين يرتكبون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وفي هذا الصدد، تؤيّد سويسرا الدعوة إلى إجراء مناقشة عاجلة”.
يُشار إلى أن سويسرا ليست عضوًا حاليًا في مجلس حقوق الإنسان، وبالتالي لا يُمكنها المشاركة في التصويت على مقترح المناقشة العاجلة.
في بقية المداخلات، انتهز العديد من كبار المسؤولين الأمميين والدوليين فرصة مشاركتهم في الجزء رفيع المستوى من الدورة السنوية الرئيسية لمجلس حقوق الانسان لإدانة هجوم روسيا على أوكرانيا والمطالبة بإنهاء عدوانها. كما وجهوا الدعوة إلى الدول الأعضاء في المجلس إلى تجاوز الاستقطاب والعمل مع بعضهم البعض لحماية حقوق الإنسان.
في هذا الصدد، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة: “إن تصعيد العمليات العسكرية من قبل الاتحاد الروسي في أوكرانيا يؤدّي إلى تصعيد انتهاكات حقوق الإنسان”، مضيفا أن “الصراع هو الإنكار التام لحقوق الإنسان في جميع المجالات”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.