الرسالة الاخبارية المخصّصة لشؤون الديمقراطية

أعزائي المشتركين، عزيزاتي المشتركات في نشرة SWI الإخبارية للديمقراطية

اقترع أو قرّر عبر التصويت! هي كلمة كافية بذاتها وتحمل معنى إيجابياً بوصفها عملية تهدف إلى ضمان أن النتيجة الصادرة عنها ستكون مناسبة لأكبر عدد ممكن من المشاركين والمشاركات فيها. في العديد من الديمقراطيات، يلعب الاقتراع أو التصويت على القضايا الواقعية وكذلك انتخابات الأحزاب والأفراد دورًا مهمًا للغاية، حيث يتم توظيفها للتعرف على ما يفضله المواطنون من النساء والرجال الذين يحق لهم التصويت وعلى آرائهم وذلك بطريقة منظمة وسلمية.

في كل عام، تتم دعوة الناخبين في سويسرا إلى الإدلاء بأصواتهم من ثلاث إلى أربع مرات. وكان آخر مواعيد الاقتراع هذه في 25 سبتمبر الماضي، عندما تم التصويت من جديد على اقتراح لإصلاح نظام المعاشات التقاعدية على المستوى الوطني، وذلك للمرة الرابعة والعشرين (!) خلال السبعين عامًا الماضية. وأخيراً وبعد خمس عشرة محاولة فاشلة في صناديق الاقتراع، وافقت أغلبية ضئيلة هذه المرة على مشروع “المعاشات التقاعدية 21″، الذي يحدد سن التقاعد للسويسريين من كلا الجنسين عند خمسة وستين عاما بحلول عام 2028. وحتى الآن، كان بإمكان النساء التقاعد في سنّ الرابعة والستين.

يتطلب التصويت، كما أظهرت قضية المعاشات التقاعدية المثيرة للجدل، الكثير من الصبر. لذلك، لم تعد الحكومة السويسرية ترغب في تكرار هذا التجربة بشأن قضية أخرى – أيضًا في ضوء الحرب العدوانية الروسية المستمرة في أوكرانيا – إذ أنه على الرغم من توفر الشروط القانونية لإجراء تصويت دستوري على مبادرة شعبية تتعلق بصفقة شراء 36 طائرة مقاتلة جديدة من طراز اف – 35، قامت وزيرة الدفاع فيولا أمهيرد بالتوقيع في نهاية سبتمبر الماضي على عقد الشراء مع الشركة الموردة الأمريكية. وفي اليوم الموالي، تم سحب المبادرة الشعبية، وهو ما اعتبر حدثا غير عادي أثار مناقشات سياسية حول الممارسة الديمقراطية في سويسرا.

حتى الآن، تبدو الأمور على أحسن ما يُرام. ولكن ماذا يحدث عندما يُفرض “تصويت” كما حدث مؤخرًا في حالة القوة المحتلة الروسية في أوكرانيا؟ أو العكس: إذا ما كان جزء كبير من السكان في بلد ما غير مسموح له بالتصويت على الإطلاق؟ ناقش خبراء من أربعة بلدان هذه الأسئلة في حلقة حوار نظمتها SWI swissinfo.ch في اختتام المؤتمر العالمي العاشر للحقوق الشعبية (أي المنتدى العالمي حول الديمقراطية المباشرة الحديثة) كجزء من سلسلة مقالاتنا حول الإدماج والنقاش الدائر بعشر لغات حول: “كيف يُمكن إنقاذ الديمقراطية؟”.

نحن مهتمون أيضًا بآرائكم وتأملاتكم حول هذه المسائل. أيها القراء الأعزاء لهذه النشرة الإخبارية: شاركوا في مناظراتنا حول الديمقراطية، أو اتصلوا بي مباشرةً.

مع أطيب التحيات

برونو كاوفمان

مراسل الديمقراطية العالمية ومنسّق فريق تحرير SWI Democracy