ما هو دور المراقبين العسكريين السويسريين؟
في عام 1990، أرسلت سويسرا مراقبين عسكريين للعمل في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام لأوّل مرة، وهي خطوة أثارت جدلا واسعا في الدولة المحايدة. هنا نظرة على تاريخ هذه المهمة.
في عام 1990، ساهمت سويسرا لأوّل مرة في مهمة للأمم المتحدة تهدف إلى حفظ السلام. الآن، وبعد مرور ثلاثين عاما، يشارك حوالي 27 مراقبا عسكريا سويسريا وموظف دعم في مهمات حول العالم، ويتوزعون على النحو التالي: الشرق الأوسط (13) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (2) وجنوب السودان (1) ومالي (6) وكشمير (3) والصحراء الغربية (2).
يوافق 29 مايو اليوم الدولي لحفظة السلامرابط خارجي التابعين للأمم المتحدة، وهو موعد سنوي مخصص للإشادة بعمل هؤلاء واستذكار التضحيات التي يقدمها الجنود والأفراد المنتشرون في مناطق الصراع وانخراطهم من أجل تعزيز السلام.
يشارك في بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة ضباط من الجيش السويسري غير مسلحين. وتشمل مهمات ما يسمى “القبعات الزرقاء” وضباط الاتصال، مراقبة تنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار، ويعملون كوسطاء بين أطراف النزاع. كما يتم نشر ضباط عسكريين، على سبيل المثال، للعمل في مقر البعثات.
إن تعزيز السلام على المستوى الدولي هو إحدى المهام الثلاث ذات الأولوية للجيش السويسري، وهي مهمّة منصوص عليها في القانون العسكري. ومع ذلك، فإن الحياد السويسري يحول دون نشر ضباط سويسريين مسلحين ضمن “وحدات الخوذ الزرق” التابعة للأمم المتحدة.
يعمل مارك ستيبلو ضمن بعثة الأمم المتحدة منذ حوالي 20 عاما. وتشمل مهمّته: القيام بدوريات، والمراقبة، ومناقشة وإعداد التقارير. وفي نهاية شهر يونيو 2020، من المرجّح أن ينتقل مرة أخرى للعمل لمدة عام كمراقب في منطقة كشمير.
بعض جوانب الموضوع بالتفصيل
التسلسل الزمني
منذ عام 1953، يتمركز ضباط من الجيش السويسري على الحدود بين الكوريتيْن – كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية – وإن لم يكن ذلك في إطار بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وحتى الثمانينات من القرن العشرين، كانت سويسرا – التي انضمت إلى الأمم المتحدة في عام 2002 – تكتفي بدعم بعثات السلام ماليا فقط. ولكن، في عام 1988، أقرّت الحكومة الفدرالية خططا لنشر عناصر مدنية ضمن بعثات عمليات نشر السلام.
وبعد عام من ذلك التاريخ، اتخذت الحكومة قرارا بدعم هذه البعثات بمراقبين عسكريين، وفي عام 1990، تمت أوّل عملية نشر لهؤلاء المراقبين، حيث تم ارسال جنود سويسريين إلى أقدم بعثة للأمم المتحدة، وهي هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في الشرق الأوسط. رابط خارجي
وبسبب التعقيدات المتزايدة للصراعات الدولية، تطوّرت بعثات الأمم المتحدة للتعامل معها. وتبعا لذلك، بدأت سويسرا في وقت لاحق في إرسال ضباط الاتصال وضباط الأركان، وكانت أوّل عملية في هذا الإطار موجهة إلى بوروندي في عام 2007.
ومنذ ذلك الوقت، شارك ضباط من الجيش السويسري في 19 عملية حفظ سلام للأمم المتحدة بما في ذلك التفويضات الست الحالية (أنظر أعلاه).
ومنذ عام 2004، كانت القيادة الدولية للقوات المسلحة السويسريةرابط خارجي (يُشار إليها اختصارا بـ SWISSINT)، وهي عبارة عن مركز خبرات لدعم السلام في قلب مهام تعزيز السلام للجيش السويسري في الخارج. ولدى هذه الهيئة مركز تدريب يقوم بإعداد المراقبين العسكريين المستقبليين وضباط الاتصال من جميع انحاء العالم، خلال دورة مدتها خمسة أسابيع، لتولي مهامهم والإحاطة بمعايير وقواعد عمل الأمم المتحدة.
الحياد
تتم جميع عمليات نشر عناصر الجيش السويسري ضمن بعثات حفظ السلام بمقتضى تفويض من الأمم المتحدة. كما أن الاتفاق بين الأطراف المتنازعة ضروري حتى يمكن تشكيل بعثة الأمم المتحدة في المقام الاوّل. على المستوى السويسري، يتم تجنيد العناصر المشاركة بشكل طوعي.
وتنقسم الآراء حول ما إذا كان ينبغي تسليح الضباط السويسريين المشاركين في بعثات الأمم المتحدة. ففي عام 1994، رفض الناخبون السويسريون بشدة ما يسمى “قانون الخوذات الزرقاء”، الذي كان سيسمح للضباط السويسريين بالمشاركة في كل بعثات الأمم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في أوروبا.
حاليا، يتم نشر الضباط السويسريين كقبعات زرق، غير مسلحين. أما المجموعات المسلحة من هذه البعثات، فلا يشارك السويسريون فيها.
بالنسبة لمهمات الحلف الأطلسي، تحتاج مشاركة الجنود السويسريين المسلحين إلى ضوء أخضر مُسبق من البرلمان، وفقا للقانون العسكري المعدّل لعام 2001 (المادة 66). ونظرا لحظر المشاركة في القتال أو العمليات العسكرية الهادفة إلى إنفاذ السلام، فلن يكون حمل هذه العناصر للسلاح إلا لأغراض الدفاع عن النفس فقط.
جيش المتطوّعين/ جيش الميليشيا
يقول ميركو باومان، رئيس قسم الاتصال في مركز الخبرات السويسري SWISSINT إن الجيش السويسري منظم وفقا لمبادئ التطوّع: مزيج من المعرفة المدنية والعسكرية التي تعتبر ميزة تساعد على حسن أداء مهمة بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة، “خاصة عندما يتعلّق الأمر بالتواصل مع السكان المحليين”.
ويقول باومان إن العيب في نظام المليشيا/ التطوّع، هو أنه لا يكاد يوجد أي ضابطات في الجيش السويسري. في الكنفدرالية، لا توجد خدمة عسكرية إلزامية للنساء. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بمهام السلام، فإن النساء لا تقلّ أهميتهن على الرجال، خاصة أنه في أجزاء كثيرة من العالم تظل القاعدة المعمول بها “النساء ليس لهن الحق في التحدث إلا مع النساء الأخريات”.
(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.