برن تدعو الرياض إلى إنهاء العمل بـ “العقوبات اللاإنسانية”
طالبت منظمة العفو الدولية بالإفراج الفوري دون أي شروط على المدوّن والناشط السعودي رائف بدوي.
Amnesty International
انضمت سويسرا إلى الدعوات الموجهة إلى حكومة المملكة العربية السعودية بإيقاف تنفيذ عقوبة الجلد (1000 جلدة) الصادرة بحق المدوّن والناشط المدافع عن حقوق الإنسان في البلاد رائف بدوي. وكان من المقرّر أن تستأنف السلطات تنفيذ عقوبة الجلد العلنية اليوم الجمعة 16 يناير 2015، لكن تم تأجيلها لأسباب طبية.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
swissinfo.ch والوكالات
ورائف بدوي مؤسس ومدير منتدى “الليبراليون الأحرار” على الإنترنت. وهو معتقل منذ عام 2012 بعد أن وُجّهت له عدة تهم من بينها “ارتكاب جرائم الكترونية” و”معصية والده”، وقد حُكم عليه العام الماضي بالسجن لمدة عشر سنوات ودفع غرامة بقيمة مليون ريال (232400 فرنك) وألف جلدة بسبب “الإساءة للإسلام”.
الحكم الذي أصدرته بحقه محكمة في مدينة جدّة يقضي بتسليط عقوبة عليه بخمسين (50) جلدة كل أسبوع. وقد نفّذت بحقه العقوبة الأولى يوم الجمعة 9 يناير أمام أحد المساجد في مدينة جدة الساحلية.
وفي بيان رابط خارجيصادر يوم الخميس 15 يناير الجاري في برن عن وزارة الخارجية، جاء أن سويسرا “تُدين” هذه العقوبة، وطالبت السلطات السعودية بـ “احترام تعهداتها في ما يتعلّق بحظر التعذيب أو غيره من المعاملات القاسية واللاإنسانية والمُهينة”.
وكانت واشنطن قد طالبت السلطات السعودية بالامتناع عن جلد بدوي منددة بهذه العقوبة “غير الانسانية” كما ندد الاتحاد الاوروبي بالجلد مؤكدا ان “العقاب الجسدي غير مقبول ويتعارض مع الكرامة الانسانية”.
بدوره، حض المفوض السامي لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة الأمير زيد رعد الحسين يوم الخميس العاهل السعودي على العفو عن بدوي. وقال في بيان صدر في جنيف: “طلبت من العاهل السعودي ممارسة نفوذه من اجل وقف جلد رائف بدوي والعفو عنه ومراجعة هذا النوع من العقوبات القاسية جدا”.
وأشار المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى ان الجلد “يشكل نوعا من العقوبة القاسية وهو غير انساني. ان مثل هذه العقوبة ممنوع بموجب القانون الدولي لحقوق الانسان خصوصا ما نصت عليه شرعة مناهضة التعذيب التي انضمت اليها السعودية”.
من جهتها، أدانت منظمة العفو الدوليةرابط خارجي وفرعها السويسري كذلك عقوبة الجلد، ووصفت تلك العقوبة بأنها “من الأعمال القاسية والمُذلّة والمقزّزة”، كما دعت إلى الإفراج الفوري عن بدوي من دون أي شروط.
هذا ومن المُقرر تنظيم وقفة مساندة في العاصمة الفدرالية يوم الجمعة 16 يناير للمطالبة بالإفراج عن المدون رائف بدوي وحث السلطات على ممارسة المزيد من الضغوط على الرياض.
قراءة معمّقة
المزيد
شؤون خارجية
سوريا جديدة خوف قديم: نظرة على تعقيدات الواقع السوري
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
تتعدد أشكال الإنتهاك ويبقى الإنسان هو الضحية
تم نشر هذا المحتوى على
كل شخص يجب ان يكون قادرا على اختيار من يمثلونه في جميع مؤسسات الحكم، ومن هم مرشّحين للمناصب العامّة، وللتصويت على المسائل الأساسية التي تشكّل مصيرهم الفردي والجماعي. وفقا للمسؤولة الأولى بالمفوّضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، نافي بيلاي، نجح السكان في السنوات الأخيرة في اسقاط حكومات في بلادهم، ليس فقط في الشرق الأوسط…
هيفاء المنصور: “أصبح لدينا تنوع في المظهر وفي الفكر”
تم نشر هذا المحتوى على
swissinfo.ch التقت بها عشية تسلمها “جائزة الجمهور” عن فيلمها “وجدة” في الدورة 27 لمهرجان فريبورغ السينمائي الدولي. يروي أول فيلم روائي سعودي (إنتاج سعودي ألماني مشترك) قصة طفلة اسمها “وجدة” تعيش بمفردها مع أمها منذ أن غادر أبوها البيت العائلي بحثا عن زوجة ثانية تنجب له ولدا. تحلم وجدة بامتلاك دراجة خضراء وكسب سباق ضد…
الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم العربي ليس أمرا هيّنا
تم نشر هذا المحتوى على
يقول الأستاذ رشيد مصلي، المدير القانوني لمؤسسة الكرامة "توجّه الأنظمة المستبدة في العالم العربي تهمة "الإرهاب" لكل من ينتقدها أو يُطالب بالحريات، لكن الأمر يصبح مُقلقا حقا عندما تردّد الديمقراطيات الغربية نفس الإتهامات".
تم نشر هذا المحتوى على
تجسيد سويسرا لقيم الديمقراطية والسلام يحملها مسؤولية الإسهام بفعالية في رفع التحديات التي تواجه الإنسانية مثل العنف والفقر والإستبداد والفساد. كجزء من فعاليات قسم "الابواب المفتوحة" بالدورة الحالية لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، أطلق الرئيس السويسري ديدييه بوركهالتر يوم الاحد 10 أغسطس الجاري مبادرة "ديمقراطية بلا حدود". والهدف منها تعزيز الديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان في العالم من خلال بعث ودعم مشاريع ملموسة في العديد من المناطق في العالم.
وأوضح بوركهالتر في خطاب ألقاه بالمناسبة أن "تجسيد سويسرا لهذه القيم، يحمّلها مسؤولية الإسهام الفعال في رفع التحديات التي تواجه الإنسانية، وحلّ أزمات العالم المتفاقمة"، وفقا للبيان الصادر عن وزارة الخارجية السويسرية.
وبالنسبة للرئيس السويسري دائما "تتأثّر سويسرا مباشرة من الأوضاع السائدة في العالم". وحتى الأزمات التي تحدث بعيدا عن حدودها، "تكون لها تداعيات في داخلها على مستوى الهجرة والامن والاقتصاد"... ومن مصلحة سويسرا يضيف المسؤول السويسري: "الإسهام في تحقيق الإستقرار في العالم".
لكن ليس هذا فحسب، فالكنفدرالية، وفقا لديدييه بوركهالتر "تحصل على الكثير من ثرواتها من التبادل التجاري مع الخارج، ومن انفتاحها على المناطق الاخرى، وهي من أكثر البلدان عولمة وتنافسية، ومن اكثرها اعتمادا على التجديد والابتكار". وإلى جانب كل هذه المصالح، "علينا أيضا واجب المساهمة في الاستقرار العالمي"، يضيف وزير الخارجية السويسري.
البحث عن الجدوى والإشعاع
الفكرة التي تتأسّس عليها هذه المبادرة بسيطة جدا، وهدفها وفقا لسونجا إيسيلاّ، موظفة دبلوماسية وناطقة بإسم وزارة الخارجية السويسرية: "إشراك شخصيات سويسرية تحظى بالإشعاع والشهرة في الداخل والخارج في تنفيذ مشاريع تشرف عليها الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية، وزيادة تأثيرها للفت الأنظار وجذب الإشعاع إليها".
ولا تهدف مشاركة هؤلاء إلى توعية وتحسيس السكان السويسريين لأهمية هذه المشاريع فحسب، بل وكذلك تحسيس السكان المحليين في البلدان المستفيدة بحجم التحديات وأهمية الرهانات التي تسعى إلى تحقيقها".
وتنحدر هذه الشخصيات من مجالات واختصاصات متنوعة، من سياسيين، وفنانين، وإعلاميين، ورجال أعمال،... وهذا التعدد والتنوّع يعزّز من فعاليات هذا المسعى. لكن ميزة هذه المبادرة كما ترى إيسلاّ، هو أن "الجميع يتعاون من أجل الجدوى والفعالية، وتحقيق النجاح المنشود".
وتتضمّن القائمة المؤقتة التي نشرتها وزارة الخارجية للشخصيات التي قبلت حتى الآن القيام بهذا الدور أسماء لامعة مثل أندرياس آور، الفقيه الدستوري، وديك مارتي، عضو مجلس الشيوخ السويسري، ونائب رئيس المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب (OMCT)، وشيارا سيمونيشي، النائبة البرلمانية السابقة، والرئيسة السابقة للجنة الفدرالية المعنية بقضايا المرأة، وفيرونيك بوليتو، السكرتيرة الأولى لإتحاد النقابات السويسرية....، والمعيار الرئيسي لإختيار هذه الشخصيات بحسب الناطقة بإسم وزارة الخارجية "خبرة المترشحين ومعرفتهم بالمجالات ذات الصلة بالمشاريع التي اختيروا سفراء لها".
تعزيز الديمقراطية
أما المشروعات التي اختارت الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، وقسم السلامة الإنسانية بوزارة الخارجية إدراجها ضمن هذه المبادرة حتى الآن فتشتمل على ثلاثة مشروعات طموحة.
يهدف المشروع الأوّل إلى دعم عملية الانتقال الديمقراطي في تونس، إذ يشهد هذا البلد المغاربي منذ اندلاع ثورات الربيع العربي "عملية تحوّل مهمة وعميقة". وتركّز سويسرا بحسب سونجا إيسلاّ جهودها ودعمها في هذا السياق على "تعزيز دور المرأة التونسية في الحياة السياسية، ودعم استقلالية وسائل الإعلام، والمساعدة في جهود إصلاح المؤسسات الامنية والقضائية".
وعن الدور المستقبلي لبرنامج "ديمقراطية بلا حدود" في تونس، تقول الموظفة الدبلوماسية السويسرية في حديث إلى swissinfo.ch: "حالما تنظم الانتخابات التشريعية المقبلة، ستكون المهمّة الرئيسية للبرلمان المنتخب تنزيل الدستور الجديد، ما سيتطلّب صياغة عدد كبير من القوانين والمراسيم ثم المصادقة عليها وتنفيذها. وفي بعض المجالات المحددة، ستوفّر شخصيات سويسرية مثل أساتذة القانون والمحامين، والمعنيين بقضايا حقوق الإنسان، وأعضاء سابقين في البرلمان السويسري، المشورة والنصح للبرلمانيين التونسيين المنتخبين حديثا".
للسينما دورها أيضا
شهدت الدورة السابعة والستون لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي تنظيم حدث استثنائي وخاص بالتعاون مع الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية ووزارة الخارجية.
فقد تم تقديم الفيلم الاثيوبي "ديفريت" (Difret) للمخرجة زيريزيناي برهان مهاري في عرض خاص وتبعه نقاش مع منتج الفيلم ميهرات مانديفرو، ومشاركة نافي بيلاي، مفوّضة الامم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وفينانتي بيزينفاي نابينتي أمينة عام المنظمة الكونغولية غير الحكومية "شبكة النساء المدافعات عن حقوق الإنسان وعن السلام"، وجيانكارلو دي بيشياتو، رئيس مكتب الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون بمنطقة البحيرات الكبرى.
وفيلم "ديفريت"، عمل روائي طويل يروي قصة محامية اثيوبية تقوم بالمرافعة والدفاع عن فتاة تبلغ من العمر 14 عاما متهمة بقتل رجل حاول اختطافها لإجبارها على الزواج به. وهذا هو الفيلم الرابع فقط الذي ينتج في أثيوبيا باللغة الامهرية الرسمية في اثيوبيا. ولعنوان الفيلم دلالتيْن: "الشجاعة" وأيضا "المغتصبة".
يتساءل هذا الفيلم الذي يشارك في مهرجان لوكانو السينمائي الدولي ضمن قسم "الأبواب المفتوحة" عن فرص اندماج مجموعات سكانية معينة في العالم الحديث، وعما يحدث عندما يتم التخلّي عن تقاليد استمرت لقرون، وما يواجه الافراد عندما يتخلون عن نظم عقائدية معينة.
سبق لهذا الفيلم أن فاز بجائزة أفضل فيلم روائي في بنوراما جائزة الجمهور في مهرجان برلين السينمائي، كما حصل على جائزة الجمهور في مهرجان الفيلم السويدي.
دعم الفئات الضعيفة
البرنامج الثاني ضمن مبادرة "ديمقراطية بلا حدود"، يتمثّل في نجدة ومساعدة النساء اللاتي هن ضحايا العنف والاغتصاب في منطقة البحيرات الكبرى الفاصلة بين رواندا وبورندي والكونغو الديمقراطية. منطقة شهدت العديد من النزاعات المدمّرة في التسعينات، وتسببت في ويلات شديدة للسكان المحليين خاصة بالنسبة للنساء حيث تعرضن إلى العنف والاغتصاب، ممارسة انتشرت على نطاق واسع خلال نزاعات استمرت لعقد كامل. وتشير التقديرات السويسرية إلى أن عدد ضحايا الاغتصاب في تلك المنطقة يصل إلى 5000 حالة في السنة.
وللحد من هذه المعاناة، تموّل الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون برنامجا يشمل جنوب الكونغو الديمقراطية وبورندي ورواندا المجاورتيْن، ويقدّم الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لهذه الفئة من النساء بالتعاون مع المؤسسات الاهلية هنا ومع مؤسسات المجتمع المدني السويسري المعنية بحقوق المرأة.
ولمعالجة ظاهرة العنف ضد النساء من جذورها، تعتمد الجهود السويسرية وفقا لتقرير على موقع الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية مقاربة تشاركية تساهم فيها عائلات الضحايا والمجموعات السكانية المحلية في أفق إيجاد آليات دائمة تكون قادرة على رد الفعل والتحرّك لمواجهة أي خطر يهدد وحدة النسيج الاجتماعي في تلك المناطق.
المشروع الثالث الذي أطلقته الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية ضمن هذه المبادرة في العام الماضي يهدف إلى توفير فرص التدريب المهني للذين يقطنون في الاحياء الشعبية في ضواحي مدن كبيرة بالهندوراس، حيث يوجد مستوى عال من الانحراف والعنف. إنها محاولة لإيجاد بديل لهؤلاء الشباب للوقاية من الوقوع في قبضة العصابات والجريمة المنظمة في بلد يعرف بأعلى معدلات القتل والجريمة في العالم.
لا يهدف المشروع إلى تحسين القدرات المهنية والتقنية للمستفيدين، بل تمكينهم مهارات وخبرات عامة تساعدهم على الإندماج في المجتمع وتجنب الوقوع في الإنحراف. ولقد حدّد هذا البرنامج هدفا مرحليا له يتمثّل في تكوين 12.200 شابا إضافيا بحلول عام 2017، على أن يحصل 50% منهم على الأقل على فرص عمل خلال السنة التي تلي انتهاء تدريبهم، بما يساعدهم على الخروج من الدائرة المفرغة للعنف والفقر.
لئن كان توجّه مبادرة "ديمقراطية بلا حدود" في الأساس دعم مشاريع الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية القائمة اصلا، فإنها لا تستبعد كما تقول سونجا أيسلاّ دعم مشروعات أخرى في المستقبل، ودعوة المشاهير السويسريين إلى التعريف والترويج لها، وكان هذا ردا منها على سؤال swissinfo.ch بشأن امكانية إطلاق جهود سويسرية لدعم الأقليات الدينية والعرقية التي تواجه الخطر في العراق حاليا.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.