تتغيَّر الحياة عندما تُصبح عضواً في الحكومة الفدرالية
سوف يؤثّر المنصب على كل لحظة في حياتهما وعلى مدار الساعة. ومنذ الأول من يناير 2019، ستصبح كارين كيلير ـ سوتّر وفيولا أمهيرد، بحكم الواقع، عضوتين في الحكومة السويسرية. واعتباراً من ذلك الحين، لن تستطيعا القيام بخطوة واحدة خارج منزلهما دون أن تُعرفا. فيما يلي، ينقل لنا ستيفان نونليست، الذي عمل مستشاراً لأعضاء سابقين في الحكومة الفدرالية، تحليله.
من الآن فصاعداً، وأينما ستذهبان ستكونان محط الأنظار:
– في مكان عملهما الجديد، حيث ستكونان مسؤولتين عن مئات الموظفين، وحيث ستأخذان عشرات القرارات منذ الصباح، مع أنهما ستستلمان فقط يوماً قبل ذلك، كمَّاً هائلاً من المعلومات عن حقوقهما وواجباتهما، والملفات، وعمليات أخذ القرارات في الحكومة والدوائر أو بخصوص التدابير الأمنية.
– لدى ظهورهما العلني، حيث سيقوم عدد كبير من الصحافيين بتحليل كل كلمة ستنطقان بها.
– في نطاق حياتهما الشخصية ـ أو على الأقل ما تبقَّى منها ـ حيث سيتم التعرف عليهما في كل مكان.
ويشير ستيفان نونليست، المستشار الشخصي للعضوين السابقين في الحكومة الفدرالية جان ـ باسكال دولامورارابط خارجي وباسكال كوشبانرابط خارجي، إلى أنَّ «أعضاء الحكومة هم شخصيات عامة بامتياز. ولكنهم في بلدنا، لازالوا يستطيعون استخدام الترام حتى اليوم، أو كما يفعل باسكال كوشبان، التنزه في مدينة برن والذهاب لشرب القهوة في مكان ما».
«تقليد سويسري بحت»
في المستقبل، لن يكتفي الناس بالتوقف والإلتفات لدى مرورهما وإلقاء التحية عليهما مع ذكر اسميهما. بل سيرغب الكثيرون بمصافحة عضوتي الحكومة الفدرالية الجديدتين وفتح حديث عفوي معهما.
ويقول ستيفان نونليست: «لم يكن دولامورا وكوشبان ينزعجان من ذلك على الإطلاق. بل على العكس تماماً، كانا يفرحان كثيراً بهذا التواصل مع الناس. وربما هذا هو السبب الذي دفع كليهما لتولّي هذا المنصب. وغالبية الناس يسعدون لمقابلة أحد أعضاء الحكومة. فلا زال هناك الكثير من الإحترام والتقدير لهذه المهنة ولكل من يمارسها. وهذا تقليد سويسري بحت».
واعتباراً من الآن، سيخصص لكل من فيولا أمهيرد وكارين كيلير ـ سوتّر مسكن ثان في برن أو في ضواحيها. عملياً، لا يمكن أن تعود كل منهما كل مساء إلى منزلها الواقع حسب الترتيب في فاليه وسان ـ غالن مع ساعات دوام تبدأ في السابعة صباحاً ولا تنتهي عادةً إلا بعد العاشرة أو الحادية عشرة ليلاً.
وستوضع تحت تصرفهما، كما هو الحال بالنسبة لزملائهما الخمسة الآخرين، سيارة رسمية مع سائق بالإضافة لسيارة خدمة من أجل الاستخدام الخاص. وبإمكانهما اختيار ماركة ونوع سيارة الخدمة شريطة ألا يتجاوز ثمنها مائة ألف فرنك. وتشمل البنية التحتية الموضوعة تحت تصرف أعضاء الحكومة أيضاً على خط هاتف ثابت في مكان الإقامة بالإضافة إلى هاتف خليوي.
عدم الوقوع في مواقف مُحرجة
سيحاول فريق من المستشارين المقربين منع الوزيرتين الجديدتين من الوقوع في مواقف محرجة. ولكن عاجلاً أم آجلاً سوف تنتشر بالتأكيد بعض النكات حول الوزيرتين الجديدتين، ولا يهم إن كان الأمر سيقلقهما أم لا.
وكان سلف كارين كيلير ـ سوتّر، يوهان شنايدر – أمّان، قد أضحك العالم بأسره في عام 2016، عندما ظهر في فيديو ترويجي ليوم المرضى، وكان يشرح فيه أن الضحك مُفيد للصحة في حين كان يتكلم بنبرة مأساوية.
وتعليقاً على ذلك، يقول ستيفان نونليست: «يبدو أنَّ مستشاريه الشخصيين لم يشعروا مُسبقاً بحجم المهزلة التي تسبَّب بها هذا الظهور، وإلا لما سمحوا بنشره». وكان هذا الموقف «قد لفت انتباه الرئيس أوباما». وإن دلّت سخرية شنايدر ـ أمّان من نفس الحادثة في وقت لاحق على شيء فإنما تدل على أنه كان يتمتع بالخصلة الأكثر أهمية لدى أي شخص في السلطة، ألا وهي الحفاظ على مسافة معيّنة من نفسه.
عليهما تحمّل الكثير، وعدم الرد بتاتا
ولا يكاد يمر يوم دون أن تظهر الوزيرتان الجديدتان في وسائل الإعلام. وستتحملان الكثير من الإنتقادات، ولكنهما لن تستطيعا الرد أبداً. فهما غير مدربتين خصيصاً لهذا الغرض.
ووفقاً لستيفان نونليست، تعود قدرة أعضاء الحكومة على ضبط أنفسهم وعدم خروجهم عن طورهم إلى بنية شخصيتهم الخاصة التي جعلتهم مؤهلين لاستلام هذا المنصب.
ويضيف المستشار السابق: «عندنا، يتمتع الوزراء بخبرة سياسية كبيرة. فهم قادرون على وضع أولويات للهجمات والتمييز بين الإنتقادات الشخصية والإنتقادات التي ترتكز على حقائق».
وباستثناء حالات نادرة، فإنه غالباً ما يتم انتخاب وزراء الحكومة الفدرالية من ضمن أعضاء البرلمان.
ويوضح المستشار السابق أنَّ هناك سبب لذلك.
«بصفة عامة، يعرف البرلمان أعضاءه بشكل جيّد ويعرف مَنْ ينتخب منهم. إنه مرشح تصفية جيّد لحماية الناس من أنفسهم. فالمنصب مُتَطلِّب جداً، ويحتاج إلى توفّر شروط مُسبقة لممارسته».
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.