اتهامات جديدة تُضعف موقف المدعي العام السويسري
ذكرت أسبوعية نويه تسورخر أم سونتاغ في عددها الصادر يوم الأحد 12 مايو الجاري أن المدعي العام السويسري ميكائيل لاوبر شارك في اجتماعات غير رسمية وغير مُوثقة على ارتباط باإجراءات الملاحقة المتعلقة بقضية رشاوى شركة بتروبراسرابط خارجي، وهو تحقيق موسع حول الفساد في شركة الطاقة البرازيلية التي تسيطر عليها الدولة.
في الآونة الأخيرة، انشغل لاوبر في حملة للتصدي لاتهامات مُوجّهة إليه بارتكاب مخالفات بشأن استخدامه لاجتماعات غير رسمية وغير موثقة في سياق التحقيقات بخصوص مزاعم حول تصرفات غير سليمة في الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
ففي تصريحاترابط خارجي أدلى بها رولف شولر، المحامي المقيم في زيورخ الذي يمثل أحد المُدّعَى عليهم في القضية البرازيلية، إلى الأسبوعية التي تصدر بالألمانية في زيورخ، قال إن لاوبر شارك، إلى جانب مسؤولين آخرين، في اجتماعات غير موثقة في سويسرا والبرازيل بهدف الشروع في الإجراءات المتعلقة بملاحقة غسيل الأموال.
مع ذلك، أبلغ المحامي الصحيفة السويسرية أنه لا يوجد دليل مكتوب على مثل هذه الاجتماعات، على الرغم من توجيه اتهامات لموكله ذات صلة بها، ولم يتسنّ لـ swissinfo.ch التحقق من هذه الاتهامات.
يُشار إلى أن المدعي العام الفدرالي السويسري يتعرض لضغط شديد بعد أن أمرت هيئة رقابية تشرف على المدعين الفدراليين السويسريين مؤخراً بإجراء تحقيق تأديبي في سلسلة من الاجتماعات غير الرسمية التي جمعت بين لاوبر ورئيس الفيفا جياني إينفانتينو، حيث وُجّهت إليه انتقادات لأن اجتماعات من هذا القبيل لم يتم توثيقها في تقارير مكتوبة.
وكما هو معلوم، ينظر مكتب المدعي العام الفدرالي منذ عام 2014 في قضايا فساد مختلفة تتعلق بمسؤولي الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في ظل رئاسة السويسري سيب بلاتر.
في السياق، اعترف لاوبر بعقد اجتماعين مع إينفانتينو، قائلًا إنه قد تم إجراؤهما للمساعدة في تقدم التحقيقات. مع ذلك، ادعي أنه لا يتذكر أي اجتماع ثالث. كما نفى بشدة اتهامات بالكذب أو بتعمد إخفاء معلومات.
وكان لاوبر شدد مرارا وتكرارا على أنه لا يُمكن معالجة القضايا المعقدة كتلك المتعلقة بالفيفا أو بشركة بيتروبراس بكفاءة دون اللجوء إلى إجراء محادثات غير رسمية.
هجوم مضاد
تقرير الأسبوعية الصادرة بالألمانية في زيورخ جاء بعد أيام من شن لاوبر لهجوم مضاد خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة برن يوم الجمعة 10 مايو الجاري، انتقد خلاله التحقيق التأديبي المستقل بشأن سلوكه المتعلق بالتحقيق حول الفيفا.
وقال للصحفيين “إنه ليس مجرد استهداف مباشر لشخصي. من وجهة نظري، هو أيضا هجوم على استقلالية مكتب النائب العام.”
وقال لاوبر إنه “من العبث تحويل الأمر برمته إلى أزمة مؤسساتية”، مضيفا أنه أكد منذ نهاية العام الماضي على ضرورة توثيق جميع المحادثات المتعلقة بإجراءات التحقيق.
وقال المدعي العام الفدرالي الذي تقلد المنصب لدورتين إنه سيكون مرشحًا لفترة ولاية أخرى، لكن الأمر متروك للبرلمان لتقرير ما إذا كان سيحصل على فترة ولاية ثالث أم لا.
في الأثناء، شكك بعض المشرعين في احتمال إعادة تعيينه. وفي تصريح أدلى به إلى صحيفة “تاغس أنتسايغر”رابط خارجي الصادرة يوم 13 مايو الجاري، قال النائب ألفريد هير من حزب الشعب السويسري (يمين محافظ): “لاوبر لم يعد قابلاً للإستمرار. يجب أن يتم استبداله”.
وقال هير إن مثل هذه الاجتماعات السرية خطر يُهدد العديد من الإجراءات الجنائية الجارية ضد الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
من جهته، قال النائب الاشتراكي كارلو سوماروغا، إنه شعر بالصدمة من مؤتمر لاوبر الصحفي، وحذر من أن المدعي العام “يريد سحب سلطته إلى الحضيض”، مضيفا “هناك طريقة واحدة فقط لإنقاذ حكم القانون تتلخص في رحيله”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.