“شركة مجوهرات سويسرية تلقت ملايين الدولارات من أغنى امرأة في إفريقيا”
كشف تحقيق صحفي استقصائي أن إيزابيل دوس سانتوس، أغنى امرأة في إفريقيا وابنة الرئيس الأنغولي السابق، سحبت مئات الملايين من الدولارات من الأموال العامة لأنغولا وحولتها إلى حسابات خارجية. وتوصلت التحقيقات الصحفية إلى أن بعض هذه الأموال انتهى بها المطاف في سويسرا.
أظهرت تسريبات لواندا “Luanda Leaks” ، وهي مجموعة من أكثر من 700 ألف وثيقة حصل عليها الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيينرابط خارجي وشاركها مع 36 من الشركاء الإعلاميين، أن جيشًا من الشركات المالية الغربية والمحامين والمحاسبين والمسؤولين الحكوميين وشركات الإدارة ساعد دوس سانتوس وزوجها سينديكا دوكولو في تهريب مئات الملايين وتحويلها إلى الخارج، بعيداً عن السلطات الضريبية. لكن إيزابيل دوس سانتوس وزوجها نفيا هذه الاتهامات في مقابلات صحفية وأنكرا ارتكاب أي مخالفات وأكدا أن الحكومة الأنغولية الحالية تقود حملة شعواء ضد عائلة دوس سانتوس.
في السياق أوضحت صحيفة تريبيون دي جنيفرابط خارجي وتاغيس-أنتسيغررابط خارجي ، اللتان تمكنتا من الاطلاع على الوثائق، يوم الاثنين أن شركة المجوهرات في جنيف “دي غريسنو” حصلت على أكثر من 140 مليون دولار (136 مليون فرنك سويسري) من أموال الدولة الأنغولية. وفقًا لصحيفة “لا تريبيون دي جينف”، أنقذت شركة دوكولو وشركة سوديام الحكومية الأنغولية للماس شركة المجوهرات السويسرية من الإفلاس في عام 2012 من خلال إنشاء هيكل جديد في مالطا لشراء حصة في العلامة التجارية الفاخرة مقابل 25.7 مليون فرنك سويسري. وأفادت الصحف السويسرية أن ملايين الدولارات من أموال الدولة الأنغولية اُستخدمت بعد ذلك لسداد ديون ونفقات الشركة.
وقالت إيزابيل دوس سانتوس لهيئة الإذاعة البريطانية في مقابلة إن المزاعم ضدها كانت كاذبة. وفي ردها على ادعاءات الصحف السويسرية، دافعت دوس سانتوس ودوكولو عن تصرفاتهما فيما يتعلق بالشركة السويسرية والجدوى الاقتصادية لها. وقال الاثنان إن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بشركاتهم تم اختراقها وأن المعلومات تم تسريبها للصحافة بهدف إلحاق الأذى بهم.
في غضون ذلك، اتهم دوكولو شركة سوديام بالمبالغة في تقدير الخسائر المالية و “التدمير المتعمد” لقيمة الشركة السويسرية من خلال الكشف عن معلومات سرية. وأوضح أن الاستثمار في الشركة الخاصة لم يكن مضيعة في الواقع ، لأن الشركة ما تزال تعمل.
جدير بالذكر أن إيزابيل دوس سانتوس، ابنة الرئيس الأنغولي السابق خوسيه إدواردو دوس سانتوس، صنفتها مجلة فوربس بلقب أغنى امرأة في أفريقيا بثروة تقدر بأكثر من ملياري دولار. في المقابل تقول دوس سانتوس إنها امرأة عصامية ولم تستفد من أموال الدولة وعلاقاتها العائلية، فيما يرى منتقدوها أنها تجسد آفة الفساد في القارة.
وفي 31 ديسمبر استولت أنغولا على الأصول المالية للزوجين في البلاد وأكدت السلطات أنها وزوجها قاما بتحويل مدفوعات تزيد قيمتها عن مليار دولار من شركة النفط الحكومية سونانغول ومجموعة سوديام الرسمية لتجارة الألماس إلى الشركات التي يملكا فيها حصصاً. ونفت دوس سانتوس هذه المزاعم باعتبارها “حملة شعواء” تهدف إلى إضعاف نفوذ والدها وصرف الانتباه عن الإخفاقات في عهد الرئيس الجديد لورنسو.
ومنذ أن خلف لورنسو والدها في عام 2017، بعد حكم دام قرابة أربعة عقود، كبح الرئيس الحالي تأثير أبناء سلفه في المؤسسات الحكومية وقام بإقالة إيزابيل دوس سانتوس من منصبها كرئيسة شركة النفط الأنغولية سونانجول وفصل شقيقها من منصبه في صندوق الثروة السيادية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.