الحق في التعليم للاجئين الشبان لا زال مجرد سراب في العديد من الأحيان
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لم يشهد العالم مثل هذا العدد الهائل من المهاجرين. وبما أن نصفهم من الأطفال، فما هو السبيل لضمان تمتعهم بالحق في التعليم؟ بمناسبة إصدار منظمة اليونسكو لتقرير حول هذا الموضوع، انكب خبراء سويسريون في مجال التعاون الإنمائي قبل أيام على مناقشة القضية.
هذه الأرقام القليلة، التي تم التذكير بها يوم 21 فبراير الجاري في العاصمة برن بمناسبة الإطلاق السويسري للتقرير العالمي لرصد التعليم 2019رابط خارجي الصادر عن منظمة اليونسكو، تكفي لإعطاء فكرة عن الوضع الذي اعتبره دانيال أندريس من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين “كارثيا”.
100 طفل في الفصل الواحد
السفير طوماس غاس، نائب مدير الوكالة السويسرية للتنمية والتعاونرابط خارجي العائد للتو من رحلة إلى جنوب إثيوبيا، وهي منطقة يسكنها ثلاثة ملايين شخص من بينهم مليون لاجئ، قال إنه “شعر بالصدمة” لدى زيارة قام بها إلى إحدى المدارس: “في البداية، كانت مخططة لقرية يقطنها خمسة آلاف نسمة، أما الآن فهناك مخيم في مكان قريب يقيم فيه سبعون ألف لاجئ. قام عمال الإغاثة على عجل ببناء غرفتين إضافيتين من الصفائح المعدنية، لكن هذا ليس كافياً. فالطلاب يتكدّسون إلى حدود المائة في كل فصل. وفي هذه الظروف، لا يُمكن للمدرسين القيام بما هو أكثر من مجرد الحراسة”.
السفير قال أيضا: “إن المحاور الإستراتيجية التي حددها التقرير العالمي هي أيضًا المحاور (التي تشتغل عليها) الوكالة. ذلك أنه يجب علينا كسر دوامة الفقر من خلال الجيل الأصغر”، لأن الحق في التعليم مضمون من حيث المبدأ في المعاهدات الدولية، كما يعتبر تنفيذه عمليا جزءاً من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وفي هذا الصدد، تشير الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية إلى أنه “عندما يتم إهمال تعليم اللاجئين والمهاجرين، يتم إهدار إمكانات هائلة”، لذلك فهي تريد المساهمة في المساعدة على “تجنب ظهور أجيال ضائعة”.
ميدانيا، تنخرطرابط خارجي الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية بشكل ملموس في الأردن والنيجر أو في النيبال، لفائدة حوالي 190 ألف من الأطفال والشبان الذين فروا من الحرب في سوريا، ومن أعمال العنف المرتكبة من طرف جماعة “بوكو حرام” أو الذين يُتابعون تدريبا للذهاب للعمل في دول الخليج.
سويسرا تلميذ نجيب، ولكن …
بطبيعة الحال، تزداد حظوظ الأطفال المهاجرين الذين تقذف بهم الأقدار إلى بلد متقدم. وفي هذا الصدد، يُورد التقرير العالمي الصادر عن اليونسكو الفصول الدراسية المخصصة للأطفال المهاجرين في زيورخ كمثال نموذجي.
مع ذلك، فإنه لا يتم دائما في سويسرا “الدولة الغنية التي ليس لديها الكثير من الأطفال اللاجئين في نهاية المطاف”، كما لاحظت ماريا تسومبوهل من جامعة برن، تطبيق توصيات التقرير العالمي كما ينبغي.
فعلى سبيل المثال، إذا كان كانتون بازل المدينة يقدم دورات مجانية في اللغة الألمانية لفائدة الطلاب المهاجرين خارج الإطار المدرسي، فإن كانتون تورغاو كان يُريد إجبارهم على دفع التكاليف حتى داخل المدرسة.
في الآونة الأخيرة، ذكّـرت المحكمة الفدرالية الكانتون بواجباته، استنادا إلى حق كل طفل في الحصول على تعليم أساسي مجاني، طبقا لما تكفله المادة 19 من الدستور الفدرالي. لكن لا يبدو أن القضية ستتوقف عند هذا الحد، لأن كتلة اليمين في البرلمان المحلي لكانتون تورغاو نجحت في تأمين أغلبية تسمح لها بإطلاق مبادرة شعبية لتعديل هذه المادة الدستورية تحديدا.
(ترجمه من الفرنسية وعالجه: كمال الضيف)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.