استقبلت وزارة الخارجية السويسرية وفدا من كبار ضباط جيش ميانمار بقيادة الرجل الثاني في الجيش، الجنرال سو ين.هذه الزيارة اعتبرها الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية، غير مناسبة وغير مرحّب بها بالنظر إلى جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش ضد أقلية الروهينغا.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
حيث تستهويني المجتمعات البشرية وفن إعداد التقارير حولها – وهو فضول يغذيه السفر والالتقاء بالاشخاص والقراءة – أقوم بشكل رئيسي بتغطية الموضوعات الرئيسية التي تتناولها المنظمات الدولية التي تقع مقارها في جنيف. الاسم المختصر fb
وكان هذا السبب أيضا وراء القرار الذي اتخذه الإتحاد الاوروبي يوم الإثنيْن الماضي بتعليق دعواته إلى قيادات المؤسسة العسكرية في هذا البلد.
وأوردت الوكالة الرسمية بميانمار خبر زيارة الوفد إلى سويسرا على النحو التالي: بدعوة من وزارة الشؤون الخارجية السويسرية، غادر وفد من الجيش بقيادة الجنرال سو وين الإثنيْن 16 أكتوبر ميانمار في زيارة إلى سويسرا.
وفي ردّ عن سؤال توجهت به swissinfo.ch، أكّدت وزارة الخارجية السويسرية صحة الخبر من دون أن تعطي تفاصيل عن برنامج الزيارة. وأضاف الناطق بإسم الوزارة في نص مكتوب: “في بداية 2017، اتصل بنا بعض أفراد الجيش للتعبير عن اهتمامهم ورغبتهم في القيام بزيادرة للإطلاع على النظام الفدرالي. فقبلنا طلبهم، معتبرين أن الإهتمام بهذا النوع من القضايا من الجيش يأتي في إطار البحث عن حل لنزاع”.
ويذكر المتحدّث بإسم وزارة الخارجية أيضا أنه “في ضوء التطوّرات الأخيرة، أعيد النظر في برنامج الزيارة بما يمكّن سويسرا من تذكير محاوريها بأنها تدين أعمال العنف المسلّح الذي شهدته ولاية أراكان، وأنه من واجبات كل دولة الإحترام الكامل لمقتضيات القانون الدولي، والقيام بكل ما هو ممكن من أجل منع حصول أي انتهاكات لحقوق الإنسان. كما نريد بهذه المناسبة أن نقدّم للوفد الزائر الخبرة السويسرية في المجالات ذات العلاقة”.
“تجاوز الغضب، واتخاذ موقف عملي”
بالنسبة للفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية، هذه الزيارة غير مناسبة وغير مرحّب بها.
وكتبت هذه المنظمة غير الحكومية المعروفة بدفاعها الشرس عن حقوق الإنسان وبمناسبة صدور تقريرهارابط خارجي عن الأوضاع في ميانمار، وارتكاب جيشها لجرائم ضد الإنسانية قائلة: “بينما يقوم ممثلون رفيعو المستوى من جيش ميانمار بزيارة رسمية إلى سويسرا، تطلب منظمات حقوق الإنسان من المجتمع الدولي أن يتخطى مرحلة الشعور بالصدمة والغضب للإنتقال للفعل من أجل وضع حد لحملة القمع التي أدّت إلى مغادرة أكثر من نصف أقلية الروهينغا لديارهم، وذلك من خلال قطع التعاون العسكري، وفرض حظر على تصدير الاسلحة لجيش ميانمار، وفرض عقوبات على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، وأن تكون الرسالة واضحة: “إنه لا تسامح مع الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الجيش في مناطق الروهينغا”.
وفي مواجهة هذه الإنتهاكات التي صنّفها زيد رعد الحسين، المفوّض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ب”التطهير العرقي”، اتخذ الإتحاد الأوروبي يوم الإثنيْن 16 أكتوبر الجاري موقفا مخالفا لموقف الدبلوماسية السويسرية، وجاء في بيان صادر عن مفوّضية الإتحاد: “نظرا للإستخدام المفرط للقوة من طرف القوات المسلحة، قرّر الإتحاد الأوروبي والبلدان الأعضاء فيه تعليق الدعوات الموجّهة إلى قيادات الجيش بميانمار لزيارة بلدانهم”.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
السويسريون لا يتسابقون للإستثمار في ميانمار
تم نشر هذا المحتوى على
“إمّا [الإستثمار] الآن أو أبدا. أولئك الذين ينتظرون قد يفوتهم الرّكب”. هذه هي قناعة باربارا موكلي-شنايدر، المسؤولة عن الاستثمارات في ميانمار في غرفة التجارة السويسرية الآسيوية. فهي لا يُراودها أدنى شك حول الإمكانيات التي تتمتّع بها ميانمار. وتؤكد في تصريحات لـswissinfo.ch ضمن هذا السياق: “إنها إحدى أغنى البلدان من حيث المواد الخام. ومنافع [هذه الثروة قد…
تم نشر هذا المحتوى على
القرار عبر عن الأسف لتواصل قمع المتظاهرين المسالمين في ميانمار وعمليات القتل والحبس التعسفي والاختفاءات، ودعا الحكومة إلى ضبط النفس والتخلي عن استخدام مزيد من العنف ضد المتظاهرين المسالمين. للمرة الخامسة منذ تأسيسه في شهر مارس 2006، عقد مجلس حقوق الإنسان يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 2007 دورة خاصة لمعالجة أوضاع حقوق الإنسان في ميانمار (بورما…
النشطاء في ميانمار يبذلون جهودا مضنية من أجل إسماع صوتهم
تم نشر هذا المحتوى على
وتاين أستاذة محاضرة في إدارة الأعمال الدولية بجامعة كورتين بمقاطعة بيرث الأسترالية. وتتركّز اهتماماتها البحثية على الأعمال التجارية والإستثمارات في ميانمار. وفي إجابات أرسلتها إلى swissinfo.ch، قامت بتحليل الوضع الراهن في هذا البلد الآسيوي. ورحّبت بالإصلاحات التي بادرت بها الحكومة المدنية. وقد تولى المدنيون السلطة عقب سنوات طويلة من حكم الطغمة العسكرية، ارتكبت خلالها انتهاكات…
تردد القرار السويسري بين حريّة التجارة ومقتضيات حقوق الإنسان
تم نشر هذا المحتوى على
وتعتبر القوانين السويسرية المتعلّقة بتصدير الاسلحة من بين الاكثر صرامة في العالم، حتى وإن كان خرق هذه القوانين او التهرّب من تنفيذها قد جلب أنظار وسائل الإعلام مرات عديدة. وأوضح إرفين بولّيغر، المسؤول بكتابة الدولة للشؤون الإقتصادية، ورئيس الوفد السويسري لمؤتمر الامم المتحدة بأن بذل جهد عالمي في هذا المستوى أمر مرحب به، حتى وإن…
تم نشر هذا المحتوى على
وفي مقابلة مع صحيفة “تاغس انتسايغر” الصادرة في زيورخ رابط خارجي نُشرت يوم الخميس 7 سبتمبر الجاري، صرّح بول سيغر، سفير سويسرا لدى جمهورية ميانمار منذ عام 2015 أن “الوضع أكثر تعقيدا مما يبدو للوهلة الأولى”. وحسب رأيه، فإن كل ما يُمكن قوله هو أن “سويسرا تدعو حكومة ميانمار إلى حماية السكان المدنيين من الروهينغا، وبالتالي الأقلية المسلمة.…
تم نشر هذا المحتوى على
واعتبرت المنظمة أن توجّه البلدان الديمقراطية والإستبدادية على حد السواء إلى تبرير انتهاكاتها لحقوق الإنسان الأساسية بدعوى ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب يمثل خطرا ماحقا. جاء التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية في أكثر من 300 صفحة ليجدد التذكير المرير بأنه لا يُوجد بلد واحد في العالم يخلو تماما من أية انتهاكات لما تعارف البشر – منذ…
تم نشر هذا المحتوى على
وكان الصحفي السويسري بيتر آختـن مُتواجدا في مدينة يانغون الجنوبية عندما ضرب الإعصار البلاد يوم السبت الماضي. وفي حديث مع سويس انفو، أكد آختـن أن حكومة ميانمار فشلت في التعامل مع مُخلفات الكارثة، ناقلا صورة مأساوية عن واقع اليوم وتوقعات مُتشائمة عن تحديات الغد. أوضح الصحفي السويسري بيتر آختـن في تصريحاته لسويس انفو أن الاستياء…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.