دراسة تنسف الصورة المتداولة حول برلمان “المتطوّعين” في سويسرا
كشفت دراسة أنجزت مؤخرا أن البرلمانيين في سويسرا يعملون لساعات أطويل بشكل متزايد حيث يشتغل حوالي 80% منهم أزيد من 50 ساعة في الأسبوع. وفي المتوسّط، يحصل النائب البرلماني على نفس الأجر الذي يتقاضاه مدير مشروع صغير.
في تصريحات أدلى بها إلى الصحافيين يوم الثلاثاء 23 مايو 2017، قال فيليب شفاب، الأمين العام للبرلمان الفدرالي (أي المشرف على تسيير المصالح الإدارية التابعة لغرفتي البرلمان): “علينا أن نتخلّص من فكرة البرلمان المكوّن من سياسيين متطوّعين” (أو ما يُوصف ببرلمان الميليشيات).
وجاءت هذه الملاحظة في أعقاب نشر دراسة جديدة أنجزتها جامعة جنيفرابط خارجي تسلّط الضوء على عمل السياسيين السويسريين ومعدلات الأجور التي يحصلون عليها.
كما هو معلوم، تعرف سويسرا تقليدا عريقا يتمثّل في وجود سياسيين متطوّعين على مستوى البلديات والكانتونات والفدرالي. وفي العادة، يتجمّع أعضاء مجلس الشيوخ (وعددهم 46)، وأعضاء مجلس النواب (وعددهم 200) في العاصمة الفدرالية برن أربع مرات في السنة لحضور الدورات البرلمانية، والمشاركة في جلسات العديد من اللجان في أوقات أخرى من السنة. ومن الناحية النظرية على الأقل، فإن أغلبية النواب يُمارسون وظائف أخرى خارج النشاط البرلماني.
في السياق، يُلفت باسكال شاريني، الذي أشرف على إنجاز هذا التقرير، إلى أن البرلمانين المتطوّعين يمثّلون أقلية ضئيلة جدا، وإلى أن نسبة الذين لا يمارسون أنشطة مهنية أخرى لا تتعدّى 20%.
في الواقع، يُمثل النشاط البرلماني 50% من مجموع عبء العمل بالنسبة لنصف السياسيين، ولكن إذا ما أضيفت إلى ذلك الإجتماعات الحزبية، والحملات السياسية، ومناسبات الظهور الإعلامي، فإن نسبة هذا العمل تصل إلى 87% بالنسبة لأعضاء مجلس النواب، و71% بالنسبة لأعضاء مجلس الشيوخ.
تفاوت في الأجور
إجمالا، يكسب عضو مجلس النواب 79 فرنكا في الساعة، مقابل 76 فرنكا بالنسبة لعضو مجلس الشيوخ. ويقول مؤلفو هذا التقرير إن هذا الأجر يتساوى تقريبا مع ما يحصل عليه مدير شركة تكنولوجيا معلومات صغيرة.
مع ذلك، لابد من التعامل بحذر مع هذه التقديرات، نظرا لوجود تباين كبير جدا في الأجور حاليا. وبالنسبة لفيليب لشفاب، فإن “كل برلماني هو حالة فردية”.
في الأثناء، يمكن أن تختلف الرواتب بحسب عدد اللجان التي يحضرها البرلماني، أو إذا كان البرلماني موظفا لمساعد شخصي له أم لا. أما المنح السنوية المدفوعة للبرلمانيين لسداد أتعاب بعض المساعدين أو المواد المستخدمة لنفس الغرض فهي تصل إلى 33.000 فرنك، وهو مبلغ يُضاف في نهاية المطاف إلى أجر النائب البرلماني، علما وأن نصف البرلمانيين تقريبا لا يوظفون مساعدين.
إضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة الجامعية أن السلطات الفدرالية أنفقت ما بين عامي 2011 و2015 حوالي 37.4 مليون فرنك في السنة لتسديد أجور البرلمانيين – أي ما يُعادل 147.000 فرنك لكل عضو في مجلس النواب سنويا، و174.000 فرنك لكل عضو في مجلس الشيوخ في السنة.
من جهة أخرى، كشف تحليل المعطيات الواردة في الدراسة أن البرلمانيين يحصلون على 26.000 فرنك سنويا لتغطية نفقات الأعمال التحضيرية، و440 فرنك في اليوم لدى مُشاركتهم في أعمال اللجان البرلمانية. كما يتلقى رؤساء اللجان ومقرروها على مبالغ إضافية. ومن المزايا الأخرى التي ينتفع بها البرلمانيون، تذاكر درجة أولى على متن القطارات، وبدل قضاء ليال إضافية لغرض العمل البرلماني، ومقابل الغذاء، ومعدّات الكمبيوتر ودروس اللغة.
يُشار أخيرا إلى أنه وقع الإتصال بـجميع البرلمانيين (وعددهم 246) أثناء إعداد هذه الدراسة الإستطلاعية، إلا أن نصفهم فقط قام بالردّ على الإستفسارات الموجّهة إليه.
(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.