رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر يطالب بحرية حركة كاملة في سوريا
على الرغم من أنه يبدو أن سوريا تمرّ بفترة هادئة نسبيا، إلا أن الوضع الإنساني لا يزال صعبا، وفقا لما نقلته صحف سويسرية يوم الثلاثاء 6 يونيو عن بيتر ماورر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي يُوجد مقرها الرئيسي في جنيف.
في حديث أدلى به إلى صحيفتيْ “تاغس أنتسايغر”، و”دير بوند” الناطقتيْن بالألمانية عقب عودته مؤخرا من سوريا، قال ماورر إن “أماكن مختلفة في سوريا الآن هي أكثر سلاما وأمنا مقارنة ببضعة أشهر سابقة”، لكنه وصف سوريا بالبلد الذي “أرهقه النزاع”. ومن الأسباب المحتملة لهذا الهدوء النسبي، على حدّ قوله، مبادرات المصالحة المحلية، التي بدأت تؤتي ثمارها، والجهود الدبلوماسية بين القوى الكبرى والرائدة في المنطقة والتي لها تأثير إيجابي.
لكنه أضاف: “عندما يتعلّق الأمر بالسلام والهدوء، فإن سوريا مازالت بعيدة عن أن تكون مثل (سوميسفالد) Sumiswald”، مشيرا بذلك إلى منطقة تغطيها الأشجار في كانتون برن.
رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر قال أيضا: “لقد نزح ما يقرب عن نصف السكان، وجميعهم قد أرهقهم النزاع. والإحتياجات الإنسانية هائلة. وفي بعض أنحاء البلاد المتضررة بسبب القتال الدائر فيها، هذه الإحتياجات في ارتفاع حاد”.
“وحتى لو انتهى النزاع غدا، فإن حجم التحدّي الإنساني سيكون هائلا”.
ومن الواضح بالنسبة لماورر أن “الحل السياسي ضروري لإنهاء هذه المعاناة”، والعمل لتحقيق ذلك ليس مطلوبا فقط من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بل وأيضا من المملكة العربية السعودية، وإيران وتركيا.
“الندوب النفسية”
مع ذلك، فإن الأزمة السورية “هي أوّلا وقبل كل شيء أزمة حماية”، وفي هذا المقام، دعا ماورر إلى احترام قواعد القانون الإنساني المنظّم للأعمال العدائية.
وأضاف “نحن جميعا مدعوون إلى مساعدة [السوريين] في التعامل مع الندوب النفسية التي سيتركها هذا الصراع. وسنواصل العمل مع السلطات السورية لتلبية احتياجات الأسر التي فقدت أقاربها، والمساعدة في تحسين معاملة المحتجزين، وظروف اعتقالهم، والوصول إلى المدنيين المحاصرين بسبب أعمال القتال”.
خلال زيارته الخامسة والأحدث إلى سوريا، إلتقى بيتر ماورر بشّار الأسد، رئيس النظام السوري، وناقش معه العديد من القضايا من بينها السماح بالوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، وحقّ السجناء في تلقي زيارات، واحترام القانون الإنساني، ومسألة التعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفتان عن ماورر قوله: “نحن مستعدّون للتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، لتعزيز عملنا الإنساني المُحايد، ومستعدّون لزيادة تقديم المعونة الحيوية. ولكن القدرة على الوصول إلى أصحاب هذه الإحتياجات أمر بالغ الأهمية، لأنه لا يُمكننا مساعدة الناس الذين لا نستطيع الوصول إليهم”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.