ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟
سجّلت الشؤون العربية هذا الأسبوع حضورًا لافتًا في الصحافة السويسرية. بدءًا بمستجّدات فضيحة سجن أبو غريب وهي تدخل عامَها العشرين، مرورًا بالكوارث الطبيعية التي أصابت كلاًّ من المغرب وليبيا، وصولاً إلى التقارب بين الرياض وإسرائيل. أحداث متسارعة، ملأت دنيا الشوارع العربية وشغلت الصحافة السويسرية بلغاتها الوطنية المختلفة.
فيضانات ليبيا وزلزال المغرب
ركّزت اثنتان من أهمّ الصحف السويسرية الناطقة بالألمانية، وهما “تاغس أنتسايغر”و”نويه تسورخر تسايتونغ”، خلال الأيام الماضية على الكوارث الطبيعية التي أصابت المغرب وليبيا. وقد حظي الوضع في مدينة درنة شرق ليبيا المنكوبة باهتمام خاصّ.
حيث أوردت صحيفة “تاغس أنتسايغر” تحيينًا للأرقام الرسمية لأعداد الضحايا الناجمة عن عاصفة “دانيال” والسيول التي تسببت بها، مذكّرةً بوضع ليبيا التي مزّقتها الحروب الداخلية. وجاء في المقال أنه: “بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على كارثة الفيضانات المدمرة في ليبيا، أكدت السلطات رسميا وفاة أكثر من 3800 شخص، بينما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة نزوح أكثر من 43 ألف شخص من مدينة درنة والمناطق المجاورة لها في شرق ليبيا”.
أمّا “نويه تسورخر تسايتونغ” فقد نشرت تقريراً مفصّلاً عن الوضع الميداني، وعمليات الإنقاذ الجارية، وحركة التضامن الواسعة التي تشهدها البلاد. حيث شبّهت الصحيفة ذلك بما حدث عام 2011: “يقول الكثيرون في طرابلس إن آخر مرة ظهر فيها هذا التضامن كانت في عام 2011، عندما خرج الليبيون والليبيات إلى الشوارع للتظاهر ضد دكتاتورية معمّر القذافي”.
(المصدر: نويه تسورخر تسايتونغرابط خارجي، 23 سبتمبر 2023، وتاغس أنتسايغررابط خارجي، 24 سبتمبر 2023، بالألمانية)
أبو غريب بعد عشرين عاماً
لفت تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW) نقله موقعُ الإذاعة والتلفزيون السويسري الناطقة بالفرنسية (RTS) الانتباهَ مجدّدًا إلى المظالم التي لم يتمّ رفعها والناجمة عن فضيحة أبو غريب، وذلك بعد مرور عشرين عامًا على وقوع انتهاكات حقوق الإنسان في السجن المذكور.
وجاء في المقال أن الحكومة الأمريكية فشلت في تقديم التعويضات التي وعدت بها للضحايا المحتجزين في السجون التي سيطرت عليها في العراق بين عامي 2003 و2006، والذين كان الكثير منهم أبرياء، وفقًا للصليب الأحمر.
وعلى الرغم من معاقبة 97 جنديًّا تورّطوا في 38 قضية إساءة معاملة، إلا أنّ 11 جنديًا فقط واجهوا محاكمة عسكرية بتهم جنائية. وممّا يثير القلق، وفق الموقع نفسه، أن الحكومة الأمريكية لم تستجب بعد للاستفسارات حول غياب التعويضات للضحايا الذين مازالوا يتحمّلون ندوب تجاربهم السجنية ويطالبون بالاعتراف والتعويض. وتؤكّد مقالة “أر تي أس” على التأثير الدائم للانتهاكات والحاجة إلى المساءلة والإنصاف للضحايا.
(المصدر: أر تي أسرابط خارجي، 25 سبتمبر 2023، بالفرنسية)
الرياض والتقارب مع إسرائيل
سلّطت صحيفة “20 دقيقة” الضوء على القلق الذي ينتاب الفلسطينيين وتوجّسهم حيال التقارب الأخير بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. وأوضحت في مقالها المعنون: “التقارب مع إسرائيل: الرياض تريد طمأنة الفلسطينيين” مساعيَ الطرف السعودي لتبديد هذا القلق. حيث أرسلت المملكة وفدًا رسميا إلى الضفة الغربية المحتلّة يوم الثلاثاء، 26 سبتمبر الجاري، للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما، لتؤّكد للمسؤولين الفلسطينيين أنها ستدافع عن قضيتهم حتى في حال التطبيع بين الرياض وتل أبيب، وفق الصحيفة.
ونقل المقال أيضًا وصفَ السلطة الفلسطينية لهذا التقارب بين المملكة السعودية وإسرائيل بأنه “طعنة في الظهر” وأنه يزعزع وحدة الموقف العربي بشأن القضية الفلسطينية. فيما جاء تأكيد نايف السديري، سفير السعودية لدى فلسطين، بأنّ القضية الفلسطينية “ركيزة أساسية” في السياسة الخارجية السعودية. حيث أورد المصدر نفسه تصريحَ السديري بالقول: “من المؤكد أن المبادرة العربية التي قدمتها المملكة عام 2002 هي حجر الزاوية في أي اتفاق مستقبلي”.
(المصدر: “20 دقيقةرابط خارجي“، 26 سبتمبر، بالفرنسية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ هل تُسهم الآلية الأممية الجديدة في جلاء مصير المفقودين في سوريا؟
+ دور سويسريّ متميّز في صفقة تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران
+ ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية يثقل كاهل الأسر السويسرية
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنكم/ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم/ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
سننشر عرضنا الصحفي القادم يوم 6 أكتوبر. حتى نلتقي، نتمنّى لكم/ن عطلة نهاية أسبوع رائقة!
إلى الأسبوع القادم!
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.