سويسرا تستحق مقعداً في مجلس الأمن الدولي
وزير الخارجية السويسري إنياتسيو كاسيس يقول إن سويسرا تستحق مقعدًا غير دائم في مجلس الأمن، ويرى بأن مثل هذه الخطوة لن تؤدي إلى التشكيك في حياد البلاد أو استقلالها.
قال كاسيس لمجموعة تاميديا الإعلامية الخاصة يوم الجمعة 26 يونيو إن حملة سويسرا التي دامت طويلا لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن قد “تسبب لبعض السياسيين آلامًا في المعدة”. “ولكن بحسب تقييمنا، فإن الفوائد من ذلك تفوق المخاطر”.
لا زالت سويسرا منذ عام 2011 تسعى دبلوماسيًا إلى تعزيز ترشحها لمقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2023 و2024.
وتزامنت تصريحات وزير الخارجية السويسري اليوم الجمعة مع الذكرى الخامسة والسبعين لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة. ففي 26 يونيو من سنة 1945، وقعت 51 دولة على الوثيقة التاريخية في سان فرانسيسكو، بمناسبة إطلاق المنظمة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية. ولم تكن سويسرا واحدة من تلك الدول، حيث أن فشل سالفتها، عصبة الأمم، ترك طعمًا مراً، واعتبر السويسريون الأمم المتحدة مثلما أسموه “نادي الفائزين”.
لكن المواقف قد تغيرت ببطء، وبعد مقاومة كبيرة، انضمت سويسرا أخيرًا إلى الأمم المتحدة في عام 2002 بعد تصويت وطني لصالح القرار ولكن بفارق بسيط. ومنذ أن أصبحت العضو 190 في الأمم المتحدة، كانت المواقف السويسرية تجاه العضوية والقضايا الأخرى المتعلقة بالأمم المتحدة إيجابية إلى حد كبير. وإلى الآن، لم يكن هناك الكثير من المقاومة السياسية الداخلية حول قضية شغل البلاد مقعداً غير دائم في مجلس الأمن في المستقبل، ولكن هذا قد يتغير، حيث يبدو أن المزيد من البرلمانيين يعارضون الفكرة.
سويسرا قادرة على هذه المهمة
قررت برن في عام 2011 إدراج الكنفدرالية في قائمة المرشحين لشغل مقعد في مجلس الأمن لعامي 2023 و2024. وتريد أن تشغل أحد المقعدين غير الدائمين اللذين يحق لأوروبا الغربية شغلهما لمدة عامين. ومن المقرر إجراء الانتخابات حول ذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو 2022.
في مقابلة منفصلة مع صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ الصادرة بالألمانية ليوم الجمعة 26 يونيو، أشار كاسيس إلى أن دولًا محايدة أخرى مثل السويد والنمسا كانت عضوا بالفعل في مجلس الأمن في عدة مناسبات.
1920: عقدت عصبة الأمم، سالفة الأمم المتحدة، أول اجتماع لها في جنيف. وفي مايو من ذلك العام، وافق 56.3% من الناخبين السويسريين الذكور – لم تمتلك النساء آنذاك الحق في التصويت بعد – على اقتراح الحكومة للانضمام إلى الهيئة العالمية.
1929: وُضع حجر الأساس لقصر الأمم في جنيف، وتم الانتهاء من المجمع الجديد في عام 1937.
1945: وقعت 51 دولة على ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو.
1946: عُقد أول اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في لندن، وتمّ حلّ عصبة الأمم رسميا.
1948: حصلت سويسرا على صفة مراقب في الأمم المتحدة.
1986: رفض 75.7% من السويسريين الانضمام إلى الأمم المتحدة.
2002: 54.6% من السويسريين صوت لصالح الانضمام للأمم المتحدة في اقتراع وطني في 3 مارس، وأصبحت سويسرا العضو 190 في الأمم المتحدة في 10 سبتمبر من العام نفسه.
وأضاف وزير الخارجية، من خلال هذا المقعد على طاولة القمة في الساحة السياسة العالمية، قد تجد سويسرا نفسها بالفعل في مواقف سياسية صعبة، لكن الحكومة الفدرالية (الهيئة التنفيذية) ستكون قادرة على التعامل معها وقد تمتنع سويسرا أيضًا عن التصويت، ولكنه قال إن هذا نادرا ما يكون ضروريا.
وقال كاسيس إن دور الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن يتمثل في المساعدة على إيجاد حلول وسط، وهو أمر تحظى فيه سويسرا باعتراف كبير من خلال دور المساعي الحميدة، والخدمات الدبلوماسية وتعزيز السلام.
وأضاف بأن “[الحصول على مقعد غير دائم] سيعزز علاقاتنا مع أقوى دول العالم ويعزز صورتنا”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.