بيار موديه يعتذر من مُواطنيه في كانتون جنيف
في أول تصريح له منذ اتهامه بقبول فوائد (أو منافع) في رحلة مثيرة للجدل قام بها إلى أبو ظبي في عام 2015، قدم بيار موديه، رجل السياسة البارز في جنيف "اعتذاره" لشعب جنيف مساء يوم الأربعاء 5 سبتمبر الجاري من خلال قناة "ليمان بلو" Léman Bleu التلفزيونية الخاصة.
المزيد
صدمة في جنيف إثر اتهام سياسي بارز بتلقي منفعة من ولي عهد أبوظبي
خلال المقابلة التي أجريت معه بعد ساعات قليلة من المؤتمر الصحفي الذي عقدته الحكومة المحلية لكانتون جنيف، اعترف رئيسها بـ “إخفاء جزء من الحقيقة”، وأكد بأن الوقائع (التي يُلاحق من أجلها) “خطيرة للغاية”، لكنه أضاف أنه لا مجال “للإستسلام”، مشددا على أنه أراد حماية عائلته بهذه الطريقة.
موديه الذي بدا متوترا للغاية خلال المقابلة، أوضح أنه كان يعرف منذ البداية أن هذه الرحلة العائلية لمتابعة سباق الفورمولا واحد للسيارات في أبو ظبي يُمكن أن يكون لها “جانب رسمي”. وعندما أدرك لاحقا أن جميع النفقات قد دفعت من قبل دولة أجنبية، كان الأمر “غير مُحتمل” بالنسبة له، وقال: “أردتُ إخفاء هذا الواقع”، مشددا على أنه سعى إلى حماية أسرته (من خلال الإدلاء برواية منقوصة في بداية الأمر).
رغم كل شيء، اعتبر عضو الحكومة المحلية لكانتون جنيف (ورئيسها الحالي) أنه “يمتلك القدرة على الحكم”، وأنه لا مجال بالنسبة له لـ “الإنسحاب”. وأضاف بأنه يريد “أولاً أن يُعبّر عن نفسه أمام المحاكم”.
في وقت سابق من يوم الأربعاء 5 سبتمبر الجاري، أفادت وكالة الأنباء السويسرية SDA-ATS أنه في الوقت الذي “أعفي فيه من مهام معينة” – ولا سيما من صلاحيات تمثيل الحكومة المحلية في الخارج – فإن موديه سيحتفظ، مع ذلك، بمناصبه الحالية كرئيس للحكومة المحلية لكانتون جنيف وزير للأمن فيها.
للتذكير، أعلن المدعي العام في كانتون جنيف مساء الخميس 30 أغسطس 2018 أنه يُريد فتح تحقيق بشأن التقارير التي تفيد بأن موديه قبِل رحلات جوية وإقامات لنفسه ولأفراد عائلته ولرئيس ديوانه من طرف ولي عهد إمارة أبو ظبي، الذي دعا السياسي لمشاهدة سباق الفورمولا 1 للسيارات. وكان موديه قد صرح في وقت سابق أن الرحلة – التي تُكلّف عشرات الآلاف من الفرنكات السويسرية – كانت خاصة وأنه تم تسديد ثمنها من طرف أحد الأصدقاء.
تسلسل الأحداث
بيار موديه، سياسي شاب سويسري – فرنسي لامع تميّزت مسيرته بصعود سريع. بعد أن تقلد منصب عمدة مدينة جنيف عامي 2011 و2012، نجح عضو الحزب الليبرالي الراديكالي في الإنضمام إلى تشكيلة الحكومة المحلية لكانتون جنيف حيث استلم وزارة الأمن. وفي خريف 2017، كان مرشحا جديا لعضوية الحكومة الفدرالية، كما ترأس حاليا مؤتمر وزراء العدل والشرطة في كافة الكانتونات السويسرية.
من 26 إلى 30 نوفمبر 2015: أقام موديه أربعة أيام في أبوظبي رفقة زوجته وأبنائة الثلاثة ومدير ديوانه على هامش تنظيم الجائزة الكبرى لسباق الفورمولا واحد للسيارات هناك.
21 أغسطس 2017: على إثر كشف صحافي لمعلومات حول الرحلة، قام شرطي يعمل ضمن الفرقة المالية بتحويل تقرير حول المسألة إلى مكتب المدعي العام لكانتون جنيف.
14 مايو 2018: تم الإستماع – بطلب منه – إلى بيار موديه من طرف النواب الأعضاء في لجنة مراقبة التصرف التابعة للبرلمان المحلي لكانتون جنيف.
15 مايو 2018: أكد الإدعاء العام لكانتون جنيف فتح تحقيق بشأن “قبول منفعة”
30 أغسطس 2018: الإدعاء العام لكانتون جنيف يطلب من البرلمان المحلي للكانتون الترخيص له بملاحقة بيار موديه قضائيا.
5 سبتمبر 2018: الإعلان عن سحب بعض صلاحياته وتحويلها إلى زملاء له في الحكومة المحلية لكانتون جنيف. فقد احتفظ بمنصب رئيس الحكومة لكنه فقد الصلاحيات المتعلقة بتمثيلها في الخارج. كما احتفظ بوزارة الأمن لكنه فقد بشكل مؤقت جميع العلاقات المؤسّساتية مع السلطة القضائية. إضافة إلى ذلك، سُحب منه كل ما يتعلق بالمسؤوليات الإدارية المرتبطة بـ “المفتشية العامة للخدمات”، وهي الإدارة التي تُشرف على القيام بالتحقيق المتعلق به.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.