كانتون تيتشينو والعمال الإيطاليون العابرون للحدود
يبعد كانتون تيتشينو السويسري بضع كيلومترات فقط عن بؤر الفيروس كورونا المستجد (COVID-19) في إيطاليا. وأكثر من ربع القوى العاملة في الكانتون تأتي كل يوم من البلد المجاور. بعد الأخبار عن انتشار الفيروس والإعلان رسميا عن تسجيل أول إصابة في سويسرا في كانتون تيتشينو، يطالب بعض السكان المحليين الحكومة الفدرالية إغلاق الحدود مع إيطاليا.
لماذا يُمكن أن يصل الفيروس قريبًا إلى كانتون تيتشينو؟
تقع حدود تيتشينو على بعد مائة كيلومترًا تقريبًا من مدينة لودي، بؤرة فيروس كرونا المستجد في إيطاليا، ويُعتبر الكانتون طريق المرور الرئيسي عبر جبال الألب الرابط بين إيطاليا ووسط وشمال أوروبا، وذلك بفضل طريقها وأنفاق السكك الحديدية المُشيّدة أسفل الغوتهارد.
ولكن عندما يتعلق الأمر بخطر العدوى، فإن المسافرين العابرين لا يشكلون مصدر قلق للكانتون أكثر من العمال الإيطاليين العابرين يوميا للحدود والبالغ عددهم 67800 والذين يتواصلون عن كثب مع السكان المحليين بشكل يومي، ومعظمهم قادمون من مقاطعة لومبارديا، المنطقة الإيطالية الأكثر تضرراً من فيروس كورونا.
وزير الشؤون الداخلية آلان بيرسيه قال يوم الاثنين 24 فبراير الجاري إنه تم حتى الآن التحقيق في حوالي 300 حالة يشتبه بها في سويسرا، لكن نتائج التحاليل كانت سلبية في جميع هذه الحالات. ومع ذلك، فقد تم اتصال بعض المسافرين السويسريين في آسيا مع الفيروس، ولكنهم وُضِعوا بعد ذلك في حجر صحي.
هل هناك سبب لإغلاق الحدود؟
إغلاق الحدود بين إيطاليا وتيتشينو هو قرار تستطيع الحكومة الفدرالية السويسرية اللجوء إليه، ولكنها إلى الآن لا تنوي اتخاذ مثل هذا الإجراء، رغم مطالبة رابطة سكان تيتشينو (وهي حركة يمينية احتجاجية) بذلك.
يقول المكتب الفدرالي للصحة العموميةرابط خارجي إن الوضع في شمال إيطاليا يثير القلق، لكن هذا تفشي محلي للعدوى ولا يزال الوقت مبكراً للحديث عن موجة [من الحالات] تجتاح سويسرا.
من ناحية أخرى، في حالة حدوث تفشي فعلي في أوروبا، سيكون من المستحيل وقف انتشار الفيروس بمثل هذه التدابير لأن القارة مترابطة بشكل كبير، كما أبقت فرنسا والنمسا حدودهما مع إيطاليا مفتوحة، رغم أن النمسا أوقفت مؤقتًا حركة السكك الحديدية عبر الحدود بين البلدين.
لماذا لا يستطيع اقتصاد تيتشينو الاستغناء عن العمال عابري الحدود القادمين من إيطاليا؟
يعمل أكثر من 67800 عامل عابر للحدود في تيتشينو، وقد تضاعف عددهم منذ عام 2002، أي منذ إبرام الاتفاق بشأن حرية تنقل الأشخاص بين سويسرا والاتحاد الأوروبي. علماً أن كانتون جنيف وحدها توظف عدداً أكبر من الأشخاص الذين يعبرون الحدود كل يوم (87104)، وتلي ذلك مدينة بازل (33932)، وكانتون فو (32425).
يمثل المسافرون عبر الحدود أكثر من ربع إجمالي القوى العاملة في تيتشينو، في حين أن العمال العابرين للحدود كانوا يعملون تقليدياً بشكل رئيسي في البناء ومجال الصناعة، فإن حوالي ثلثيهم اليوم ينشطون في قطاع الخدمات.
كما أنّ العمال العابرين للحدود ينشطون فعلياً الآن في كل فرع من فروع الاقتصاد، بما في ذلك القطاع العام، وبالتالي فإن إغلاق الحدود يهدد بشلّ جزء كبير من اقتصاد تيتشينو، مما يعرض العديد من الخدمات الأساسية للسكان للخطر. ومن بين القطاعات التي ستكون الأكثر تضرراً هو قطاع المستشفيات: حيث أنّ حوالي نصف العاملين في التمريض هم من الأجانب وخُمُسهم من العاملين عابري الحدود.
(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: ثائر السعدي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.