فيليب لازاريني: “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار إنساني أكثر من أي وقت مضى”
قال فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأونروا إن سكان شمال قطاع غزة يعيشون "جحيما على الأرض". فبالإضافة إلى القصف الوحشي المستمر للطائرات الهجومية الإسرائيلية، يعاني السكان هناك من انعدام الماء والغذاء بسبب الحصار الصارم الذي تفرضه إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية، أن مدينة غزّة الواقعة في القطاع الساحلي الشمالي محاصرة بالكامل الآن بقوّاته. وفي ليلة الاحد إلى الإثنيْن، كثّف الجيش قصفه للمدينة المكتظة بالسكان المدنيين، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، وفقا لوزارة الصحة هناك. قبل ذلك بوقت قصير، قطعت إسرائيل خطوط الهاتف وخدمة الأنترنت في المنطقة المحاصرة، للمرة الثالثة منذ بدء هجومها على القطاع.
وردا عن سؤال وُجِّه له يوم الإثنيْن 6 نوفمبر الجاري خلال برنامج منتدى ( Forum ) الذي تذيعه يوميا الإذاعة السويسرية الناطقة بالفرنسية ( RTS )، اعتبر المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، الوضع في غزة “مقلقًا للغاية”.
>>> استمع إلى المقابلة كاملة مع فيليب لازريني خلال برنامج “منتدى” ( Forum) على إذاعة RTS :
وقال مفوّض الأونروا، السويسري الأصل: “لايزال هناك ما بين 250 ألف و350 ألف شخصا في مدينة غزة، والكثير منهم في مدارس الأونروا”، مشيرا إلى أن هذه المدارس “لم تسلم من هجمات الجيش الإسرائيلي”. ففي الأسبوع الماضي، تعرّضت أربع مدارس تابعة للأمم المتحدة تأوي نازحين إلى قصف بالطائرات أسفر عن مقتل 23 شخصا وإصابة العشرات، وفقًا للازاريني.
“غزّة ليست كيانًا واحدأ”
وقال المسؤول الأممي إن الوضع في المستشفيات كذلك “مقلق جدا”، مضيفًا إنه بينما أعلنت إسرائيل يوم الاثنين فتح ممر جنوب الجيب الفلسطيني، لا يستطيع العديد من سكان غزة الفرار. وقال: “هناك الكثير من الأطفال وكبار السن وذوي القدرة المحدودة على التنقل”. ناهيك عن العديد من الجرحى الذين لا يستطيعون التحرّك.
وأوضح المسؤول إن سكان شمال قطاع غزة يعيشون “جحيما على الأرض”. فقصف الطيران الإسرائيلي مستمر وكل شيء مفقود: الماء والكهرباء والطعام. “حتى مؤسسات الأونروا، التي يجب أن تكون قادرة على توفير الحماية لهؤلاء الأشخاص، مستهدفة. لقد أصيب أكثر من 50 منشأة وسقط عشرات القتلى والجرحى”.
وتبرر إسرائيل هذه الضربات بزعمها أن أنفاق حماس توجد تحت بعض مباني وكالات الأمم المتحدة. لكن لازريني يقول إنه في كل مرة تم اكتشاف تجويف تحت الأرض في الماضي، “احتجت الأونروا على حماس وأبلغت السلطات الإسرائيلية”. كما يتم إخطار هذه الأخيرة باستخدام مدارس الوكالة كملاجئ للسكان المدنيين، يضيف لازاريني.
“نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار إنساني الآن أكثر من أي وقت مضى. من المهم أيضًا أن ندرك أن هناك أرواحًا وقصصًا بشرية في غزة، مثل أي مكان آخر في العالم، وأن غزة ليست كتلة متجانسة حيث الجميع يمثّل حماس”، يشدد المسؤول الأممي.
نقص المياه والغذاء والوقود
وتحدث المفوض العام أيضا عن نهب مستودعات الأونروا بسبب اليأس الذي يغرق فيه سكان غزة. “لقد أدى الحصار الصارم المفروض على القطاع إلى نقص الغذاء والماء.” يوضح فيليب لازاريني، مبيّنا أنه “لقد تعرضنا بالفعل لحالة نهب أو حالتين في منشآتنا من قبل أشخاص يعانون من محنة تامة، ويكافحون يوميًا للحصول على قطعة خبز (…) لم يتبق للسوق ما يقدمه. الجميع يعتمد على الأونروا والشاحنات القليلة التي دخلت لا تسمح بتغطية النقص الناجم عن هذا الحصار الذي سيصبح قريبا سببا رئيسيا للوفاة في غزة.”
وبيّن لازاريني، الذي زار غزة يوم الخميس الماضي، إن المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع اليوم هي “قطرة في بحر” مقارنة بالاحتياجات الهائلة للسكان. حيث شرح: “زرت مدرسة وبعض النازحين. إن رؤية أن هؤلاء السكان قد أصبحوا مضطرين لاستجداء لقطرة ماء وقطعة خبز، دون معرفة ما إذا كانت مدرسة الأمم المتحدة التي يجدون أنفسهم فيها ستحميهم من القصف في المستقبل، كان بالتأكيد أكثر الأيام حزنا في مسيرتي الإنسانية “.
كما حذّر المسؤول من نقص الوقود الذي “يعتمد عليه كل شيء” في غزة، بما في ذلك المستشفيات ومحطات المياه. وقال إنه لن يكون هناك وقود متاح في الأيام القليلة المقبلة في المنطقة، قبل أن ينفي تصريحات بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية التي اتهمت حماس بتحويل وجهة الوقود الذي تُدخِله الأونروا.
ترجمة: عبد الحفيظ العبدلي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.