كانتون جنيف يتعهد بتقديم 40 مليون فرنك سويسري للصليب الأحمر
تعهدت حكومة كانتون جنيف بتقديم أربعين مليون فرنك سويسري (44.8 مليون دولار أمريكي) كتمويل طارئ للجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تواجه صعوبات مالية كبيرة.
تعاني اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومقرها في جنيف منذ بعض الوقت من فجوة كبيرة في التمويل. ونتيجة لذلك، يتعين عليها إجراء تخفيضات كبيرة في العاملين والعاملات والمكاتب الإنسانية في جميع أنحاء العالم. ولا زالت اللجنة منذ زمن تدعو كبار المانحين للتدخل لتوفير الأموال التي تحتاجها بشدة.
من المفترض أن يساعد هذا التمويل الطارئ الذي قدمته حكومة جنيف اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تنفيذ مهام أساسية معينة، مثل ضمان تطوير القانون الدولي الإنساني وحمايته أو احترامه أو دعم حماية المحتجزين والسكان المدنيين.
+ سيدة تترأس اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأول مرة في تاريخها
من جانبها، تأمل حكومة الكانتون أن يرسل هذا التعهد لعام 2023 “إشارة قوية” إلى المانحين الآخرين للمساعدة في دعم المنظمة الإنسانية التي تأسست قبل 160 عامًا في جنيف.
مع العلم أن اللجنة الدولية تواجه أحد أسوأ الأوضاع المالية في تاريخها، وقد أعلنت في 23 مايو أن إجراءات خفض التكاليف هذا العام ستؤدي إلى فقدان 1800 وظيفة في المقر الرئيسي وبين الوفود في جميع أنحاء العالم، وإغلاق 26 موقعًا على الأقل من مواقعها العالمية البالغ عددها 350 موقعًا.
وكانت المنظمة قد حذرت بالفعل من أنها تواجه عجزًا في الميزانية المرغوبة المقدرة بـ 2.79 مليار فرنك سويسري (2.99 مليار دولار) لعام 2023؛ وبالفعل، وافق مجلس إدارتها يوم 30 مارس الماضي على تخفيضات قدرها 430 مليون فرنك لهذا العام وبداية العام المقبل.
من ناحيته شدد مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني على أنّ جمع التبرعات صعب بشكل خاص، وصرّح أمام وسائل الإعلام في مارس بأن “التبرعات كانت أقل للمساعدات الإنسانية بشكل عام”، وأن الصراع الروسي الأوكراني أدى إلى تعرّض أزمات في أجزاء أخرى من العالم “إلى النسيان”.
لكن بعض الموظفات والموظفين محبطون من الاتجاه الذي اتخذته المنظمة على مدار العقد الماضي. ففي أوائل شهر يونيو، ذكرت قناة الإذاعة والتلفزيون السويسري العمومي الناطقة بالفرنسية (RTS) أن 2500 من موظفات وموظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد وقعوا خطابًا مفتوحًا إلى إدارة المنظمة للتعبير عن غضبهم، حيث إنهم يلومون المديرين التنفيذيين السابقين على ما يسمونه “انحراف الميزانية”.
وهم يجادلون بأن اللجنة الدولية كبيرة للغاية وقد فقدت الرؤية في مهمتها الأساسية: حماية المدنيين في النزاع، وزيارة السجناء، ولم شمل الأقارب المفقودين.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.