بلوخر يُحذّر من تبعات الإتفاق الإطاري مع بروكسل ويصفه بـ “الإنتحاري”
قال كريستوف بلوخر، الشخصية المحافظة البارزة، في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزب الشعب السويسري إن القبول بالإتفاق الإطاري مع الإتحاد الأوروبي سيكون بمثابة "انتحار لسويسرا". في المقابل، عبّر أولي ماورر، زميله في الحزب والرئيس الحالي للكنفدرالية، عن موقف مُشابه لكن مع فارق دقيق.
في خطاب ألقاه ليلة الجمعة 18 يناير الجاري في زيورخ أمام أكثر من ألف عضو ينتمون إلى حزب الشعب السويسري (يمين محافظ)، وصف بلوخر الإتفاق الإطاري – الذي كان محور مفاوضات مُضنية بين سويسرا والإتحاد الأوروبي على مدى خمس سنوات – بأنه كان “عقدًا تقليديا للإخضاع”.
وملوّحا مرة أخرى بشبح “استيلاء” القانون الأجنبي والقضاة الأجانب على البلاد (وهي مخاوف رفضها الناخبون السويسريون في الإقتراع الذي أجري حول المسألة في شهر نوفمبر 2018)، زعم بلوخر أن التوقيع على الاتفاق سيُلحق الضرر بالقدرة التنافسية وسيهدد الوظائف والرواتب وحتى التناغم الاجتماعي القائم في سويسرا.
العضو السابق في الحكومة الفدرالية انتقد أيضا الطبقة الحاكمة السويسرية، التي شبّهها بالأرانب التي تم الإمساك بها أمام مصابيح بروكسل الكاشفة، والتي تتلقى “أوامرها القيادية” من الرابطة السويسرية لأرباب العمل (EconomieSuisseرابط خارجي)، حسب زعمه.
كما حذر بلوخر أنه في صورة القبول بالإتفاق في صيغته الحالية من طرف البرلمان، فإنه سيتم اللجوء لتنظيم استفتاء ضده.
+ بلوخر لعب دورا حاسما في مُعارضة انضمام سويسرا إلى المجال الإقتصادي الأوروبي في عام 1992
لقد شهد يوم الأربعاء 15 يناير الجاري قيام الحكومة السويسرية بنشر مذكرة توضيحية حول مشروع الإتفاق الإطاري، الذي يهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل موحَّد يجمع تحت مظلة واحدة جميع الإتفاقيات الثنائية التي تضبط العلاقات بين برن وبروكسل حتى الآن.
كما انطلقت في الأسبوع الفائت عملية تشاورية موسعة تشمل جميع الأطراف الذين يُحتمل أن يتأثروا بالصفقة كأرباب العمل وقادة الأعمال والنقابات وما إلى ذلك، ومن المقرر أن تستمر حتى أوائل الصيف القادم.
في مقابل ذلك، يُظهر الإتحاد الأوروبي بوادر نفاد صبر تُجاه البطء الذي تتسم به خطوات سويسرا لتقرير ما إذا كانت ستوقع على الإتفاق أم لا. وفي هذا السياق، كشفت مذكرة أوروبية داخلية مُسرّبة أن بروكسل تعتزم تجميد أي تقدم في مجالات التعاون الأخرى مع برن إلى حين التوصل إلى اتفاق مُرضٍ بين الطرفين.
بعد بلوخر، تحدث الرئيس السويسري الحالي ووزير المالية أولي ماورر، الذي ينتمي أيضا إلى حزب الشعب السويسري، والذي سبق له أن أعرب عن شكوكه في الصفقة المعروفة، لكنه فضّل التركيز في خطابه على التحدي المتمثل في الملاءمة بين القيم السويسرية التقليدية والتحديات المتحولة للقرن الحادي والعشرين.
المزيد
تشينّي ناجي: “الإتحاد الأوروبي لن يُعيد التفاوض على الإتفاق الإطاري مع سويسرا”
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.