تجيب الحكومة السويسرية "لا" أما منظمة الصحة العالمية فتقول "نعم ولكن"، مثل بعض الحكومات الأوروبية وبعض السياسيين السويسريين. أما قراء swissinfo.ch، فهم منقسمون بين "لا" و "نعم".
تم نشر هذا المحتوى على
6دقائق
ولد طوماس في لندن، وكان يعمل كصحفي في صحيفة "الإندبندنت" قبل انتقاله إلى برن في عام 2005. يتحدث جميع اللغات السويسرية الرسمية الثلاث، ويستمتع بالسفر في أنحاء البلاد وممارسة معارفه بها، لا سيما في الحانات والمطاعم ومحلات الآيس كريم.
منذ أول أبريل الجاري، حصل المتسوّقون الذين يزورون المراكز التجارية الكبرى في النمسا، البلد المجاور لسويسرا على قناع للوجه يجب ان يرتدوه، وتتمثّل الخطة في تمديد العمل بهذا الإجراء إلى جميع متاجر المواد الغذائية والصيدليات بحجم معيّن بحلول 6 أبريل. وفي جمهورتيْ التشيك وسلوفاكيا، من الإلزامي ارتداء قناع الوجه في أي مكان من الأماكن العامة، وفي أجزاء كثيرة من شرق آسيا، يرتدي الجميع وبدون استثناء الأقنعة الواقية؟
قال دانيال كوخ، رئيس قسم الامراض المعدية بالمكتب الفدرالي للصحة العامة، في مؤتمر صحفي يوم 17 مارس الماضي: “لم يثبت أن توزيع الأقنعة على الجمهور يحميهم من الإصابة”.
ثم أضاف: “من الواضح أنه بارتداء قناع، تشعر بأنك محمي بشكل أفضل. ومن المحتمل ان يؤدي ذلك بالبعض إلى إيلاء اهتمام أقل للإجراءات الوقائية الأخرى، كأن يغسلون أيديهم بشكل أقل، وربما يلمسون أقنعتهم ووجوههم بوتيرة أكبر، ولا يحافظون على مسافة الأمان المطلوبة”.
“إهدار قناع واق”
تعكس تعليقات كوخ بالفعل الموقف السويسري الرسميرابط خارجي: يجب ارتداء أقنعة الجراحة أو التنفّس فقط من قبل الأشخاص الذين يفحصون أو يقدمون الرعاية للأفراد الذين ثبت إصابتهم بكوفيد- 19، أو الذين لديهم أعراض أو يعدون من الفئات المعرّضة للخطر.
ويقول المكتب الفدرالي للصحة العامة صراحةرابط خارجي بأن “الأشخاص الذين هم في صحة جيّدة يجب ألاّ يرتدوا أقنعة النظافة (أقنعة الجراحة) في الأماكن العامة و”إذا كنت بصحة جيّدة، الأقنعة لا تحميك بشكل فعّال من الإصابة بفيروسات الجهاز التنفّسي”.
محتويات خارجية
لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء… نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
مع ذلك، يعتقد العديد من السياسيين السويسريين، من أحزاب مختلفة، أن الحكومة قد أخطأت.
وقال باستيان جيرود، من حزب الخضر اليساري: “إذا كان هناك ما يكفي من الأقنعة، سيكون من المنطقي جعل ارتداء القناع إجباري مؤقتا- على سبيل المثال عند التسوّق أو استخدام وسائل النقل العمومي”.
ويتهم جيرود المكتب الفدرالي للصحة العامة بعدم الشفافية الكافية في عمله الإتصالي “بما أن الأقنعة قليلة، وغير متوفّرة، يقوم مكتب الصحة العامة بإبلاغ الناس بشكل استراتيجي. إذا كانت الأقنعة لا تساعد، لماذا إذن يستخدمها موظفو المستشفيات”.
المزيد
المزيد
لماذا تخزّن سويسرا لحالات الطوارئ؟
تم نشر هذا المحتوى على
في منتصف أبريل الجاري، أعلنت الحكومة السويسرية عن نيتها إلغاء التخزينرابط خارجي الإلزامي للقهوة لمواجهة الأزمات في البلاد، وتصدر هذا الحدث عناوين الصحفرابط خارجي حول العالم. بعد الفحص، اعتبر المكتب الفدرالي للإمداد الاقتصادي الوطنيرابط خارجي أن القهوة “لم تعد سلعة حيوية”، وبسبب محتواها المنخفض من السعرات الحرارية، فإنها لا تسهم بالفعل في استهلاك الطاقة اليومي…
وقالت فيرينا هيرزوغ، من حزب الشعب (يمين متشدد) إنه من “غير المفهوم” أن يشكك مكتب الصحة مرارا وتكرارا في جدوى أقنعة النظافة”.
وأضافت: “هذه كذبة بيضاء واضحة، لأن المخزونات الإلزامية غير ممتلئة. أقنعة النظافة تقي من الفيروسات وتساعد بشكل كبير، حتى وإن لم توفّر ذلك بنسبة 100%”.
المكتب الفدرالي للصحة العامة يشرح بنفسه أن إحدى وسائل انتقال فيروس كورونا هي الإصابة بالقطيرات. “إذا عطس شخص أو سعل، يمكن أن ينتقل الفيروس مباشرة إلى الأغشية المخاطية في الأنف أو الفم أو عيون الآخرين”.
ثم إن كوخ نفسه اعترف بأن الحكومة ليس لديها ما يكفي من الأقنعة لفرض إجبارية ارتدائها على غرار ما فعلته سلوفاكيا. لكنّه يصرّ على أن سويسرا لديها ما يكفي للعاملين في المجال الصحي. وقال متحدثا للقناة السويسرية العمومية الناطقة بالألمانية: “لدى الحكومة حوالي 17 مليون قناع، ويتم شراء المزيد”,. قبل أن يضيف “لكننا نحتاج حاليا إلى مليوني قناع في اليوم”.
وقال أندرياس غلانر من حزب الشعب إنه كان على قناعة بأن ارتداء قناع الوجه لا يوفّر حماية مؤكدة من الفيروس، و”لكن لو كل شخص كان من المحتمل أنه مصاب بالفيروس منذ البداية فُرِض عليه ارتداء قناع، كان من المؤكّد أن نمنع بعض العدوى”. وقال لو كانت هناك أقنعة كافية لكانت هذه هي استراتيجية الحكومة.
ما هو رأيكم أنتم. تفضلوا بالتعليق!
المزيد
المزيد
كوفيد – 19: هذا هو الوضع في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
يستمر عدد الإصابات الجديدة بوباء كوفيد – 19 في الانخفاض في سويسرا، وكذلك عدد الأشخاص الذين يقومون بإجراء اختبارات.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
الحاجة لتعاون دولي حتى لا تكون أدوية مرض كوفيد-19 سبباً للنزاع
تم نشر هذا المحتوى على
وبحسب إحصائيات وكالة رويترز للأنباء، أصيب أكثر من 531600 شخص بالفيروس في 203 دولة ومنطقة وتوفي أكثر من 24 ألف شخص (حتى تاريخ كتابة هذا التقرير). تشغل الدكتورة سويري مون منصب المديرة المساعدة لمركز الصحة العالمي في معهد جنيف للدراسات العليا، وهي خبيرة في الصحة العالمية والحوكمة والأمراض المعدية. swissinfo.ch: تخضع منظمة الصحة العالمية لمراقبة…
القيود العالمية على الصادرات الطبية تعرّض البلدان الفقيرة للخطر
تم نشر هذا المحتوى على
شهد العالم خلال الأسبوعيْن الماضيْين تدافع الدول للحصول على الإمدادات والمعدات الطبية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، والحد من نطاق انتشاره. ولجأ عدد متزايد من الحكومات لاتخاذ المزيد من التدابير للحد من صادرات هذه المعدات لضمان تغطية احتياجاتها الخاصة في المقام الأوّل. وحتى 21 مارس الجاري، تم تطبيق 46 قيدا تجاريا على صادرات المستلزمات الطبية من قبل…
كيف تتكيّف سلسلة الإمدادات الغذائية السويسرية مع كوفيد-19؟
تم نشر هذا المحتوى على
مثل نظرائهم في أماكن أخرى من العالم، بدأ المتسوّقون في سويسرا في التهافت المبالغ فيه على اقتناء السلع خوفا من عواقب انتشار فيروس كورونا المستجد. وانتشرت صور الرفوف الفارغة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع نفاذ بعض السلع المستخدمة أكثر من غيرها بسرعة أكبر مما يمكن للمحلات تعويضها. وأبلغ مندوب الحكومة لشؤون الإمدادات الاقتصادية فيرنر ماير،…
فرنسا ترفع الحجر المفروض على تصدير أقنعة الوجه الطبية إلى سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
السفارة الفرنسية في برن أعلنت عن هذا القراررابط خارجي يوم السبت 28 مارس الجاري، مما يمهد الطريق لوصول شحنتين من الأقنعة الصحية من صنف FFP2 من فرنسا إلى سويسرا. وفي بيان لها، كتبت السفارة أن السلطات الفرنسية اتخذت في البداية إجراءات احترازية لتجنّب أي مُضاربات بشأن المواد الحساسة. مع ذلك، لم يكن الهدف من التدابير…
الوباء يهز سوق المضادات الحيوية التي تعاني من الكساد أصلا
تم نشر هذا المحتوى على
وجدت إحدى الدراسات الأولى للمصابين بفيروس كورونا المستجد في ووهان، مركز تفشي الفيروس، أن بعض المرضى، لا سيما من هم في حالة حرجة، عانوا من عدوى بكتيرية فرعية. وقد تم إعطاء هؤلاء المصابين المضادات الحيوية ولكن الدراسة لاحظت ارتفاع معدلات مقاومة الأدوية لبعض البكتيريا، مثل البكتيريا سلبية الجرام، مما يزيد من خطر الصدمة الإنتانية.
وفي حين أن المضادات الحيوية لا تقوم بمعالجة الفيروسات مثل فيروس كورونا المستجد، لكنها تّعتبر خط دفاع مهم ضد الالتهابات البكتيرية الفرعية مثل الالتهاب الرئوي المرتبط بالتنفّس والتهابات المسالك البولية والإنتان، وهذه الالتهابات هي الأكثر شيوعاً بين حالات المرضى الذين يتوجّب عليهم البقاء لفترات طويلة في وحدات الرعاية المركزة، ولا سيّما أولئك الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
ومع ذلك، لم يتم التطرق إلى المضادات الحيوية، إلا بشكل خجول جداً.
يقول مانيكا بالاسيجارام، وهو طبيب يرأس الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية GARDP ومقرها جنيف، والتي تركز على الفئات الضعيفة، الأكثر تضرراً من كوفيد -19: "في الوقت الحالي، ليس لدينا رؤية واضحة لحركة العرض والطلب للمضادات الحيوية، ونحن لا نعرف ما هي المضادات الحيوية التي استُخدمت في علاج مرضى فيروس كورونا وفي أية حالات أدى ذلك إلى حدوث تعقيدات".
ويضيف بالاسيجارام لموقع swissinfo.ch: "في حالات التفشي، ما زلنا بحاجة إلى الأدوية الأساسية مثل المضادات الحيوية". وبسبب الوضع المعقد والفوضوي الناتج عن كثرة عدد الأشخاص ممن يجب وضعهم على أجهزة التنفس، وعدم وجود الوقت الكافي لدى الجهاز الطبي لتغيير القفازات بين مريض وآخر، فإن حالات العدوى في المستشفيات ستزداد بشكلٍ مضطرد.
كل ذلك لم يكن ليشكّل مصدر قلق كبير، لو لم تكن سوق المضادات الحيوية تعاني أصلاً ومنذ سنوات من الإهمال. إن النقص في هذه المضادات الحيوية، ومقاومة الكائنات البشرية لها، آخذان في الازدياد، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي تقدر أن الأمراض المقاومة للأدوية يمكن أن تتسبب في 10 ملايين حالة وفاة كل عام، بحلول عام 2050.
وبحسب تقرير صادر عن شركات تعمل في صناعة الأدوية الحيوية، نُشر في وقت سابق من هذا العام، فإن 47% من الشركات الـ 65 التي شملها البحث، عانت من اضطرابات في سلسلة توريد منتجات المضادات الحيوية.
ومع إغلاق المزيد من الدول لحدودها، وقيام الهند بوضع بعض القيود التجارية، وتعطل عجلة التصنيع في الصين، هناك مخاوف متزايدة من أن تصبح تلبية الاحتياجات المتزايدة لهذه المضادات، أكثر صعوبة.
ويخبر إينيا مارتينيلي، رئيس قسم الصيدلة في مستشفى FMI في إنترلاكن، swissinfo.ch أن المستشفيات في سويسرا تعيد تنظيم أوضاعها على ضوء التطورات المستجدّة، وأن الإمداد في الوقت الراهن لا يعتبر مشكلة، لكنه أعرب عن قلقه عما ستؤول إليه الأمور في غضون بضعة أشهر.
ويقول مارتينيلي: "هذه [الجائحة] سيكون لها تأثير على توريد هذه المضادات، لكننا لا نعرف بعد، أي من هذه المضادات ستتأثر".
من ناحيتها، أخبرت شركة "ساندوز" Sandoz ، إحدى فروع شركة " نوفارتيس" Novartis، وأكبر مصنع للمضادات الحيوية البديلة في العالم، موقع swissinfo.ch أنها لا تتوقع في الوقت الحالي، تعطل سلسلة التوريد للجزء الأكبر من محفظتها الاستثمارية، نظراً للإجراءات الصارمة للتخفيف من حدّة الأزمة ولمستويات المخزون الضعيفة.
ومع ذلك، فإن الوضع ديناميكي ومتغيّر بشكل مستمر، وهناك جوانب خارجة عن سيطرة أي شركة مصنّعة. كما أعلنت الشركة في أواخر فبراير المنصرم، أنها ستحافظ على استقرار أسعار الأدوية الأساسية، على الرغم من التقلبات الراهنة في الأوضاع.
أزمة بطيئة
يحذر الخبراء منذ سنوات من أن سوق المضادات الحيوية في خطر؛ فرغم أن المضادات الحيوية تعد من أقدم الأدوية إلا أن الإفراط في استخدامها وإساءة استخدامها على مر السنين، دفع البكتيريا إلى بناء دفاعات ضدها، ونتجت عن ذلك حاجة ملحة لوجود مضادات حيوية جديدة.
يقول مارك غتزيتغر، الرئيس التنفيذي لشركة "بيوفيرسيس" Bioversys السويسرية الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية، إن شركته كانت تعمل على "تقديم المضادات الحيوية بسعر منخفض بسبب طلب كميات ضخمة منها، لكن هذا الأمر تغير بشكل هائل"؛ فقد أصبح الأطباء أكثر حذراً بشأن وصف المضادات الحيوية، واقتصر وصفها على الحالات التي يكون فيها إعطاؤها للمرضى ضروريّاً.
وتعمل "بيوفيرسيس" على تطوير مضاد حيوي لمكافحة الالتهابات البكتيرية سلبية الجرام ذات المقاومة العالية في المستشفيات التي لديها معدل وفيات بنسبة 50 %. وكان من المقرر الدخول في تجارب سريرية في وقت لاحق من هذا العام، لكن غتزيتغر يخشى أن يتأجل هذا الأمر بسبب انشغال هيئات الموافقة على الأدوية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في احتواء فيروس كورونا.
ومع تراجع حصول المزيد من الأدوية على براءات الاختراع، ارتفع الطلب عليها في الاقتصادات الناشئة وانخفضت الأسعار؛ وقد دفع هذا الواقع العديد من الشركات، إلى الخروج من سوق الأدوية التي لم تعد بالنسبة لها تجارة مربحة.
كما وجد تقييم لـ 30 شركة أن البحث في مجال المضادات الحيوية وتطويرها، أصبح يتركز أكثر فأكثر لدى عدد قليل من الشركات. وقد حذر جاي إيير، الذي يرأس مؤسسة "الوصول إلى الدواء" خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، من أننا "نعتمد على عدد قليل جداً من الشركات لضبط الإمداد العالمي بالمضادات الحيوية."
من ناحيتها، أعلنت العديد من شركات الأدوية الكبرى بما في ذلك نوفارتيس وألرغان مؤخراً عزوفها عن القيام ببحوث عن مضادات حيوية جديدة، وفي مقابل ذلك انطلقت شركتان جديدتان للمضادات الحيوية العام الماضي. أما شركة الأدوية العملاقة الأخرى روش، التي تتخذ من بازل مقراً لها، فقد انسحبت من العمل على المضادات الحيوية في تسعينيات القرن العشرين، لكنها أعادت بناء خبراتها في هذا المجال.
الوقوع في مأزق
ويقول مارتينيلي: "لقد حذرنا دائماً من أن هذا الأمر قد يطرح مشكلة".
حين لاحظ مارتينيلي أن تزايد الإنتاج أصبح أكثر تركيزاً في قارة آسيا، بدأ منذ أربع سنوات في تتبع النقص المتكرر في الأدوية بما فيها المضادات الحيوية، وذلك عبر موقع drugshortage.chالذي أنشأه. وقبل أربع سنوات، سجّل نقصاً متعلّقاً بحوالي 100 عبوة من الأدوية، والآن هناك نقص بأكثر من 700 عبوة. ولا تعود أسباب هذا النقص إلى جائحة الفيروس المستجد كوفيد 19.
في سويسرا، هناك حوالي 70 إلى 80 % من المكونات الصيدلانية النشطة (API) التي تأتي من آسيا، حيث الإنتاج أقل كلفة. وبعض هذه المكونات يخص المضادات الحيوية. إن هذا الاعتماد على عدد أقل من مواقع الإنتاج خارج أوروبا، يعني أنه يكفي أن يعاني مصنع واحد من مشاكل ما، حتى يؤدي ذلك إلى الوقوع في مأزق كبير.
فعندما أدى إغلاق المصانع الصينية، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، إلى تباطؤ إنتاج الأدوية في الهند، أمرت الحكومة الهندية بحظر تصدير ستة وعشرين منتجاً صيدلانياً، وشمل ذلك بعض المضادات الحيوية.
ويقول توماس كويني، المدير العام رئيس الاتحاد الدولي لمُصَنّعي الأدوية: "تمتلك الشركات عادةً مخزونات تلبي حاجة السوق لفترة تتراوح بين شهرين وستة أشهر، وهي قادرة على التعامل مع انقطاع المخزونات على المدى القصير. لكن المشكلة تبدأ عندما تأخذ الدول في التخزين - فتضاعف الطلب ثلاث مرات لأنها في حالة من الذعر، وتفرض المزيد من القيود التجارية، وهذا لا يجدي نفعاً بقدر ما يزيد الأمور تعقيداً".
ويعتبر مصنع ساندوز في كوندل بالنمسا، المصنع الوحيد المتبقي في أوروبا لإنتاج المضادات، مما يجعله أقل تعرضاً للاضطرابات من غيره من المصانع، بحسب القيمين عليه.
يقول مارتينيلي أنه كان في مناقشات مع العديد من مديري هذه الصناعة، ولا يشك مطلقاً في استعدادهم لمد يد العون، خلال هذه الأزمة.
نداء صحوة
على مدى السنوات القليلة الماضية، قامت الحكومات والمؤسسات المختلفة بتكثيف جهودها في الاستثمار في مجال أبحاث وتطوير المضادات الحيوية؛ ولكن بالرغم من تدفق الاستثمارات، يعتقد الخبراء بأن النموذج الاقتصادي الحالي لم يعد قابلاً للاستمرار.
ويعتبر غتزيتغر أنه "من المستحيل أن تحافظ على سوق مستدام عندما لا يُسمح لك بالبيع بسعر مناسب"، موضحاً وجهة نظره بالقول إن هناك نوع من الحلويات في متجر شوكولاتة حصري في زيورخ، يُباع بثمن أغلى من الأموكسيسيلين، وهو مضاد حيوي يستخدم لعلاج الحالات الحرجة.
ويضيف أنه من الصعب جذب المستثمرين عندما لا يكون هناك عائد، وهذا هو السبب في أن معظم شركات تطوير الأدوية لديها أقل من 100 موظف. "لدينا ظروف ملحّة ولم يتبق في هذا المجال سوى عدد قليل جداً من الخبراء الذين يمكنهم تطوير أدوية مضادة للبكتيريا. إذا لم نغير الأشياء ولم نعد إلى الاستثمار، فسوف نفقد المزيد من المهارات".
ويوافق بالاسيجارام من الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية، على أن هناك حاجة لنموذج جديد. "إذا تركنا الأمر لمزاجية السوق، فإننا سنجد أنفسنا في مأزق. نحن بحاجة إلى شركات مثل "ساندوز" للمحافظة على استمرارية العمل. ويضيف: "إذا لم نستثمر في الأبحاث المتعلقة بالصحة العامة، فسوف نواجه دائماً مشكلات كهذه".
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.