يرى باحثان من المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف أن القانون الدولي المتعلق بمواجهة الكوارث يقدم رؤى متبصرة وقيّمة بشأن المفاوضات حول وضع معاهدة بشأن الجوائح.
تم نشر هذا المحتوى على
11دقائق
يتولى تمام العودات إدارة مركز الصحة العالمية في معهد الدراسات العليا في جنيف. وهو طبيب سوري وناشط في المجال الإنساني لديه عشرين سنة من الخبرة في مجال الطب الإنساني والنزوح القسري وإمكانية الحصول على الأدوية وتفشي الأوبئة. أما آدم ستروبيكو فهو باحث بصدد إعداد شهادة الدكتوراه في القانون الدولي في معهد الدراسات العليا في جنيف ومساعد لشؤون البحوث في مركز الصحة العالمية. وتشمل اهتماماته نظريات الدولة والتفاعل بين القانون العام والسلطات الخاصة.
في الوقت الذي لا يزال فيه قطاع الصحة العالمية منهمكا بصورة تامة في التصدي لجائحة كوفيد – 19، يُبحث بالفعل في كيفية الوقاية من الوباء المقبل والتخفيف من حدته. وقد تمت معالجة هذه المسألة في الفترة بين 29 نوفمبر و1 ديسمبر عندما اجتمع الدبلوماسيون لحضور الدورة الاستثنائية لجمعية الصحة العالمية في جنيف. والسؤال الذي طُرح للمناقشة هو ما إذا كان يتعين وضع معاهدة أو صك قانوني آخر للتصدي للجوائح.
وقد استخلصت عبر كثيرةرابط خارجي أثناء الجائحة الحالية، بيد أن الأزمة المقبلة قد لا تتبع السيناريو نفسه الذي شهدناه في العامين الماضيين. إذ قد يكون سبب الأزمة المقبلة هو عامل مُمْرِض مختلف كما قد تحدث في عالم مختلف للغاية.
ونحن نعتقد أن القانون الدولي المتعلق بمواجهة الكوارث يقدم بوجه خاص دروسا عميقة الدلالة تحمل على التفكير في المخاطر التي تثار في سياق تتقاطع فيه الصحة مع تغير المناخ. وبما أن القانون الدولي المتعلق بمواجهة الكوارث نابع من مصدر يسوده انعدام اليقين، فهو يُستخدم بوصفه مصطلحاً جامعاً تُحدد بموجبه المعايير الدولية المعترف بها وأفضل الممارسات في مجال التأهب للكوارث والتصدي لها. والقصد منه هو مواجهة شتى أنواع المخاطر في مختلف السياقات. وهو يحظى بتشجيع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
ونظرا إلى أن تغير المناخ لا يزال يعيد تشكيل أنماط التفاعل بين الإنسان والحيوان والبيئة الطبيعية، فإن هناك حاجة إلى اتباع نهج مرن وشامل كي نعدّ أنفسنا لمواجهة الأخطار المقبلة. ولا بد من أن يأخذ ذلك في الحسبان احتمال تعدد السيناريوهات واختلاف المسارات. وأثناء تعلمنا من فشل الجهود المبذولة سابقا للتأهب للجائحة الحالية، علينا أن نتأكد من أنه لن يؤول بنا المآل إلى خوض معارك الغد بأسلحة الأمس.
ويمكن أن تكون الأسباب الكامنة وراء الكوارث، بحكم طبيعتها، متعددة. إذ يمكن أن تكون إما طبيعية وإما من صنع الإنسان، كما يمكن أن تنجم عن الحوادث أو الإهمال. لذا، فإن التفكير في أمور تتعلق بالقوانين الدولية لمواجهة الكوارث يفتح باب الإقرار بحالات انعدام اليقين التي تحيط بالتهديدات المقبلة. وتحظى طريقة التفكير التي تستوعب حالات انعدام اليقين بأهمية خاصة الآن ونحن نواجه على نحو متزايد الاضطراب الناجم عن تغير المناخ.
المزيد
المزيد
كوفيد – 19: هذا هو الوضع في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
يستمر عدد الإصابات الجديدة بوباء كوفيد – 19 في الانخفاض في سويسرا، وكذلك عدد الأشخاص الذين يقومون بإجراء اختبارات.
في كينيا على سبيل المثال، أجبر شح المياه المزارعين على استبدال الأبقار بالجِمال. فالجمل هو الحيوان الوحيد الذي يمكنه البقاء على قيد الحياة في فترات الجفاف الشديد. ومن منظور المناخ، قد يبدو ذلك خبراً ساراً. فقد أثبتت الأبحاثرابط خارجي في جامعة زيوريخ أن كميات الميثان المنبعثة من الجِمال أقل مما تسببه الأبقار والأغنام. بيد أنه يمكن أيضاً أن تكون الجمال حاملة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهو مرض تنفسي فيروسي يمكن أن ينتقل إلى البشر.
ويمكن أيضاً أن يؤدي تغير الظروف المناخية والعولمة إلى استحداث أماكن جديدة بوصفها موئلاً لأنواع بيولوجية مختلفة. فالخفافيش الحاملة لفيروس الإيبولا قد تنتقل إلى مناطق جديدة بحثا عن الموائل الدافئة والرطبة. وإضافة إلى ذلك، اكتشف العلماءرابط خارجي العاملون في قاعدة غوانتانامو البحرية نوعاً خطيراً من أنواع البعوض قادرا على نشر فيروس زيكا وحمى الضنك والحمة الصفراء. ومن المرجح أن تكون تلك الفيروسات الجديدة على الجزيرة قد وصلت إليها عبر حاويات الشحن.
وقد يؤثر تغير المناخ في الهياكل الأساسية التي نعتمد عليها لنعد أنفسنا لحالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة. إذ يمكن أن يتسبب ارتفاع منسوب مياه البحر والأحوال الجوية الحادة، مثل زيادة نشاط العواصف والأعاصير، بإلحاق الضرر بالطرقات والمستشفيات والهيكل الأساسي للطاقة، مما يزيد من صعوبة التأهب لحالات الطوارئ وتقديم المساعدات عند الحاجة إليها.
وفي حين أن الحقائق المذكورة أعلاه قد تبدو عشوائية للوهلة الأولى، فإنها تشهد على تشابك العلاقة بين الصحة العامة وتغير المناخ وعلى انعدام اليقين بشأن طبيعة التهديدات في المستقبل. ولهذا السبب، نرى أننا بحاجة إلى اتباع نهج يراعي تعدد المخاطر بغية مواجهة أنواع مختلفة من الأزمات على نحو فعال.
المزيد
ذوبان الأنهار الجليدية يعنينا جميعا. لماذا؟
قد تختفي الأنهار الجليدية في جبال الألب، ولن تظهر عواقب ذلك في جبال سويسرا فحسب، بل في جميع أنحاء أوروبا.
تقدم القوانين الدولية المتعلقة بمواجهة الكوارث طريقة تفكير انطلاقاً من حالة انعدام اليقين والنهج المراعي لتعدد المخاطر لأنها تنزع إلى ترك تعريف “الكوارث” مفتوحاً نسبياً. وتُعرّف المبادئ التوجيهية للقانون الدولي لمواجهة الكوارث، التي اعتمدتها الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الكارثة على أنها “خلل خطير في حياة مجتمع ما، يشكل تهديدا كبيرا وواسع النطاق لحياة البشر، أو صحتهم، أو ممتلكاتهم، أو للبيئة”.
ولقد بينت جائحة كوفيد-19 أهمية الاعتبارات الاقتصادية عند التصدي للجائحة. إذ كشفت الجائحة بوضوح عن التفاوتات النظمية داخل مجتمعاتنا وفيما بينها، لأنها أثرت تأثيراً غير متناسب على البلدان المتوسطة الدخل والمنخفضة الدخل وعلى الأقليات في البلدان المرتفعة الدخل.
ويقر قانون الكوارث بأن الاستراتيجيات الفعالة للحد من المخاطر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية المستدامة. فعلى سبيل المثال، ينص إطار سِنداي للحد من الكوارث الذي أقرته الأمم المتحدة على ضرورة حماية سبل كسب العيش والثروات الاجتماعية والاقتصادية والطبيعية إلى جانب الصحة. ويدعو إطار سِنداي إلى اتباع نهج يراعي تعدد المخاطر عند معالجة “ضعف الأشخاص والممتلكات في وجه الكوارث وقدرتهم على مجابهتها ومدى التعرض لها” ويدعو إلى حماية حقوق الإنسان، “بما في ذلك الحق في التنمية”.
ويقر إطار سنداي للحد من الكوارث بضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لمعالجة “العوامل الكامنة وراء مخاطر الكوارث، مثل العواقب المترتبة على الفقر، وعدم المساواة، وتغير المناخ وتقلبه، والتحضر السريع والعشوائي، وسوء إدارة الأراضي، والعوامل التي تزيد الوضع سوءا مثل التغير الديمغرافي”.
ويشدد الإطار على أن الاستجابة الفعالة لأزمة ما تتوقف على قدرات البلدان المتضررة، ويمكن تعزيز تلك القدرات عن طريق التعاون الدولي. وقد يتخذ بناء القدرات شكل الاستثمار في البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وتبادل البيانات غير الحساسة والممارسات الجيدة. ويمكن أن يكون توافر المواد والتكنولوجيات التي تحميها قوانين الملكية الفكرية أمراً ضرورياً لضمان التأهب للأزمات المقبلة والاستجابة لها على نحو فعال.
الجائحة المقبلة
من المحتمل أن تكون الأزمة الصحية المقبلة شبيهة بجائحة كوفيد-19، ومن الممكن الاستعداد لها عن طريق تكرار السيناريو الحالي وتصحيح الأخطاء الإدارية والاقتصادية والسياسية والعلمية التي ارتكبت. ومع ذلك، يمكن أن يتفشى عامل ممرض آخر مؤثراً بذلك على الصحة بصورة مختلفة. فقد لا ينتقل بالهواء وقد يؤثر على الأطفال بشدة وربما يكون له صلة بالبالغين الشباب الأصحاء بدلاً من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. وقد لا يكون من الممكن العثور على لقاح له في غضون أشهر. ففي نهاية المطاف، لم يُستحدث حتى الآن لقاح فعال لوباء فيروس نقص المناعة البشرية.
وبالنظر إلى أننا لا نعرف كيف ستدار في المستقبل حالة الطوارئ الصحية الواسعة النطاق، فإن هناك حاجة إلى نهج شامل ومراع لتعدد المخاطر. ونحن نرى أن باستطاعة القوانين الدولية المتعلقة بمواجهة الكوارث أن توفر منظوراً يسمح بدراسة المفاوضات والقرارات المتعلقة بإبرام معاهدة لمكافحة الجوائح.
تقوم swissinfo.ch بنشر آراء حول مواضيع مختلفة، سواء حول قضايا سويسرية أو مواضيع لها تأثير على سويسرا. يرمي اختيار المقالات إلى تقديم آراء متنوعة بهدف إثراء النقاش حول القضايا المطروحة. إذا كنت ترغب في اقتراح فكرة لمقال رأي، يُرجى إرسال رسالة إلكترونية إلى arabic@swissinfo.ch.
الآراء الواردة في هذا المقال تخص المؤلف فقط، ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر SWI swissinfo.ch.
قراءة معمّقة
المزيد
سياسة فدرالية
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
كيف يمكننا منع احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل الدول والشركات الكبرى؟
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على حل العديد من مشكلات العالم، لكن قد تسعى الدول الأغنى والشركات التكنولوجية الكبرى إلى احتكار هذه الفوائد لمصلحتها الخاصة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
الفيروس العابر للحدود يحتاج إلى ردّ فعل متعدد الأطراف
تم نشر هذا المحتوى على
ينص قانون نيوتن الثالث للحركة أنه لكل فعل هناك ردّ فعل. وفيما تم استبدال العديد من قوانين عالم الفيزياء الإنجليزي الذي عاش في القرن السابع عشر بعلوم حديثة، فإن قانونه الثالث له تداعيات مهمة على تفشي فيروس كورونا اليوم. نحن نعلم أن الفيروس موجود. وأن منظمة الصحة العالميةرابط خارجي اعتبرت أنه وباء. أما ما لا…
منظمة الصحة العالمية مدعوة إلى تعزيز الاستثمار في إدارة المعلومات وتبادلها
تم نشر هذا المحتوى على
أطلقت جائحة كوفيد-19 جدلا عالميا حول جدوى منظمة الصحة العالمية وأهميتها بعد أن ثبت للعيان عدم جاهزية أغلبية البلدان للتعامل بجدية مع الأوبئة والجوائح.
جيل بومرول: «على جميع الدول إقتناء أنظمة الكشف والإنذار عن الفيروسات الجديدة»
تم نشر هذا المحتوى على
يكشف وباء كوفيد-19 عن حدود ونقاط ضعف الأنظمة الصحية في أي بلاد، ولكنه يُظهر أيضاً التقدم الملحوظ على الصعيد الدولي منذ وباء سراس في عام 2003. تحليلات جيل بومرول، الأخصائي الفرنسي الذي يتمتع بخبرة 30 سنة من خلال عمله في منظمة الصحة العالمية (OMS) في جنيف.
مع تفشي كل وباء جديد، تجد منظمة الصحة العالمية نفسها في موقف لا تُحسد عليه، فإما أن تُتَّهم بالإفراط أو بالتقصير. ومع أنَّ منظمة الصحة العالمية تكون موضع تجاذب بين متطلبات الدول الأعضاء فيها، وبشكل خاص أكبر الدول المساهمة فيها، وبين دورها في تنسيق سياسات الصحة على المستوى الدولي، فهي تسهم مع ذلك في تحسين الاستجابة للأوبئة الجديدة، شيئاً فشيئاً، كما يذكر الدكتور جيل بومرول، الأخصائي في الصحة العامة الدولية. عمل جيل بومرول، متخصص في الصحة العامة الدولية، بمنظمة الصحة العالمية (OMS) في كل من جزر الكاريبي وآسيا والمحيط الهادي وإفريقيا. كما كان أيضاً مسؤولاً عن مراجعة اللوائح الصحية العالمية في عام 2005. وهو ينقل هذه التجربة حالياً إلى مركز جنيف للسياسة الأمنية (GCSP) من خلال تقديم تدريب حول الأمن الصحي الدولي. swissinfo.ch: في وقتنا الراهن، يواجه العالم تحدياً كبيراً مع الانتشار السريع لفيروس كورونا القادم من الصين. كيف يمكن لهذه الفيروسات الجديدة أن تغيّر المُعطيات؟
جيل بومرول: أكثر من 60% من الالتهابات الفيروسية التي تصيب الإنسان تأتي من الحيوانات. وتشير مبادرة صحة واحدة «one health»، التي انطلقت في بداية عام 2000، إلى أنَّ الكائنات الحية تعيش مع بعضها البعض وأنَّ صحة جميع الكائنات الحية مترابطة جداً فيما بينها.
ويأخذ انتقال العدوى بالفيروسات من الحيوان إلى الإنسان أبعاداً مهمة. فترتبط هذه الظاهرة بتطور مجتمعاتنا وازدياد عدد السكان في العالم الذين ينتشرون ويتوسعون في الأرض على حساب الأنظمة البيئية البرية.
مع تحسن النظافة العامة، وتطور المضادات الحيوية، تراجع اليوم خطر العدوى بالأوبئة مثل الكوليرا. ولكننا لا زلنا نواجه فيروسات جديدة من أصل حيواني لا نملك الدواء لعلاجها.
swissinfo.ch: إذاً تتطور الفيروسات كغيرها من باقي الكائنات الحية، متكيفة مع التغيرات في بيئتها الطبيعية.
جيل بومرول: هذا هو ما يحدث بالضبط. لكي تبقى على قيد الحياة، تحتاج الفيروسات إلى خلايا الكائنات الحية لتتطفّل عليها. في بعض الحالات، يحدث توازن بين الفيروس والجسم ويتعايش كل منهما مع الآخر بسلام. وهذا هو حال الخفافيش التي تحمل الكثير من الفيروسات دون أن تمرض أو تموت بسببها، مع قدرتها على نقلها للإنسان.
swissinfo.ch: لقد أحرز الطب والنظافة الصحية تقدماً كبيراً منذ القرن الماضي. ما دلالة الوباء الحالي بالنسبة لهذا التطور الصحي؟
جيل بومرول: إذا استطعنا العيش حتى الثمانين عاماً وسطياً، فيعود الفضل بالفعل إلى التطورات التي حصلت في مجال النظافة واللقاح والعلاج بالمضادات الحيوية. فكل هذه الأمور مجتمعة تساعد على السيطرة على الكثير من الأوبئة.
وربما تكون الفيروسات المسؤولة عن الأوبئة الحالية موجودة من قبل. لكننا اليوم قادرون على اكتشافها بشكل أسرع ومراقبتها بشكل أفضل. وهذا ما يجعلنا نعتقد بأننا نتعرض باستمرار لهجمات فيروسات جديدة. كما أنَّه لا يزال لدينا نقص في علاج بعض الأمراض، حتى وإن كان هناك تقدم في إكتشاف لقاحات جديدة.
كما يكشف كوفيد-19 أيضاً عن مشكلة أخرى. فالكثير من الدول لم تدرك بعد خطورة هذه الأوبئة. فنجدها غير مُزوّدة بأنظمة الكشف المبكر والتدخل السريع لاحتواء تفشي هذه الأوبئة الجديدة.
swissinfo.ch: كيف كانت ردة فعل منظمة الصحة العالمية؟
جيل بومرول: خلال السنوات الأخيرة، عملنا كثيراً في منظمة الصحة العالمية على وضع قواعد صحية دولية بهدف تنبيه الدول إلى حاجتها لامتلاك القدرات اللازمة للاستجابة للأوبئة. وقد تمَّ تطوير هذه القواعد الصحية في عام 2015 لمعالجة وباء سراس الذي كان له تأثير اقتصادي كبير نوعاً ما، على الرغم من السيطرة السريعة عليه. تشاورت بعض الدول من أجل الحصول على اتفاقية دولية حول كيفية التعاون خلال هذه الأحداث، مثل تبادل المعلومات والمساعدات والعلاجات الصحيحة ...إلخ.وخطوة تلو خطوة، يتم إحراز تقدم. مع فيروس كورونا هذا وتأثيره الكبير على الاقتصاد، ينبغي على جميع دول العالم أن تدرك الحاجة لامتلاك أنظمة الكشف والإنذار الضرورية لمواجهة الوباء. حيث ستسمح أنظمة الكشف والإنذار الموجودة في كل بلد باتخاذ الإجراءات اللازمة بأسرع وقت ممكن بهدف منع انتشار وباء مثل فيروس كورونا.
يمكننا أن نُشبه هذه الحالة بمحطات الإطفاء. حيث توجد محطات للإطفاء لا يتم استخدامها كثيراً. لكنها جاهزة للتدخل في حال نشوب حريق. الأمر الذي يسهم في الحد من انتشار اللهب.
swissinfo.ch: هل يؤثر هذا النقص على الدول الفقيرة فقط؟
جيل بومرول: لا. هناك دول غنية، لكنها لم تستثمر بما فيه الكفاية في أنظمة التجهيز والاستجابة السريعة واللازمة لمواجهة الأحداث الوبائية الجديدة. وعندما يظهر فيروس في دولة من هذه الدول، يصبح من المستحيل منع تفشيه في باقي بلدان العالم. فيكون بالإمكان الحد من انتشار الوباء ولكن يصعب إيقافه.
swissinfo.ch: هل هو عبارة عن وباء أم جائحة؟ جيل بومرول: الفيروس لم يصل بعد إلى الغالبية العظمى من البلاد ولم ينتشر بعد على نطاق واسع في الكثير من الدول. إلا أنّه آخذ بالوصول. وبالتالي فنحن نتجه نحو الجائحة. (هذا الوضع تغيّر في الأيام القليلة الأخيرة، وبالفعل أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا وياءًا علميا يوم الأربعاء 11 مارس الجاري).
swissinfo.ch: هل يمكن تقدير مدة هذا الوباء؟
جيل بومرول: لا تزال الكثير من المعطيات مجهولة بالنسبة لنا. هل تسبق العدوى ظهور علامات المرض؟ يبدو أنَّ هذا هو الحال. كم يوم قبل المرض؟ هل تنتقل العدوى دون ظهور أعراض المرض؟
يُقدَّر معدل وفيات الفيروس بـ 2%. ولكن قد يُعاد النظر في هذه النسبة عندما تكون لدينا جميع المعطيات.
فلو نظرنا إلى الصين، لوجدنا أننا وصلنا إلى الذروة بعد شهرين من بداية انتشار المرض في أواخر شهر ديسمبر. ومنذ نهاية فبراير، بدأ الفيروس بالتراجع. وذلك بعد اتخاذ تدابير صارمة جداً مع وضع 50 مليون شخص في الحجر الصحي.
لا يزال الوقت مبكراً لمعرفة مدى جدوى هذه التدابير، وفيما إذا كنا سنلاحظ، في البلدان الأخرى التي انتشر فيها الوباء، نفس فترة انتشار المرض التي استمرت شهرين، وتلتها فترة استقرار ثم تراجع للوباء. فإذا كان الحال كذلك، في أوروبا ونصف الكرة الأرضية الشمالي، سيصبح الوباء محدوداً مع اقتراب شهر مايو أو يونيو، حيث لا تستطيع الكثير من الفيروسات البقاء على قيد الحياة مع ارتفاع درجات الحرارة.
من المرجح أن يستمر الوباء بالانتشار في نصف الكرة الأرضية الجنوبي الذي سيكون في فصل الشتاء، ليعود من جديد إلى النصف الشمالي في الشتاء القادم. هذه بالتأكيد مجرد فرضيات.
swissinfo.ch: إذاً، هل يمكن أن يصبح كوفيد-19 مرضاً متوطناً؟
جيل بومرول: هذا الاحتمال وارد بالفعل، لكننا نأمل بالعثور على لقاح يسمح في غضون الأشهر القادمة (من 6 إلى 12 شهر) بحماية جزء كبير من السكان المُعرّضين للخطر.
تمت مراجعة اللوائح الصحية العالمية في عام 2005 بعد انتشار الأوبئة مثل الإيدز وفيروس سراس، وهذه اللوائح هي عبارة عن اتفاقية موقعة من قبل 196 دولة، بما في ذلك مجموعة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية. وتتعهد هذه الدول بالتعاون من أجل المحافظة على الأمن الصحي العالمي. ووافقت الدول الموقعة على تعزيز قدراتها فيما يتعلق بالكشف عن أحداث الصحة العامة وتقييمها والإبلاغ عنها. تلعب منظمة الصحة العالمية دور المُنسّق بين الدول وتساعدها لتعزيز قدراتها، بالتعاون مع شركائها.
بعد اعتماد هذه الاتفاقية والجائحة الناجمة عن فيروس أنفلونزا الخنازير (H1N1)، في عام 2009، قامت سويسرا بمراجعة القانون الفدرالي بشأن الأوبئة، والذي تمَّ اعتماده من قبل الشعب في عام 2013 بعد استفتاء. ويُعتبر هذا القانون، الذي دخل حيز التنفيذ في 1 يناير 2016، الأساس القانوني الذي تعتمد عليه الحكومة اليوم للتصدي/ للاستجابة للوباء الحالي.
تم نشر هذا المحتوى على
أوضح الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن من أهم الدروس التي يمكن استخلاصها، من تجربة العام الماضي في التعامل مع جائحة كوفيد- 19، هو أن التضامن والتكاتف والعمل الموحد، قيم بالغة الأهمية لتحقيق الهدف، وأن القيادة والادارة الحكيمة والفاعلة، بمختلف مستوياتها، إحدى قواعد النجاح في التعامل مع الجائحة.
من أجل خطة لاستخدام التقنية العالية في مراقبة الجائحة وكيفية التصدي لها
تم نشر هذا المحتوى على
دعا خبراء مستقلون عيّنتهم جمعية الصحة العالمية إلى إصلاح أنظمة الوقاية من الجوائح وطرق التعامل معها. وشدد الباحثون الثلاثة بالمعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف إلى ضرورة أن يكون العلم "في صلب هذه الخطة".
هل سنتمكن في يوم ما من معرفة حقيقة منشإ فيروس كورونا؟
تم نشر هذا المحتوى على
بين سهو هنا ونزاعات هناك، قد يكون من المستحيل اقتفاء أثر سارس - كوف - 2، لكن العلماء، بما في ذلك في سويسرا، يُطالبون بمزيد من الوضوح.
تم نشر هذا المحتوى على
ستواجه الجمعية القادمة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف، التي من المقرر أن تباشر اجتماعاتها في الرابع والعشرين من شهر مايو الجاري دعوات إصلاحية، لا سيما على ضوء تطوّرات جائحة كوفيد-19.
مركزٌ للسلامة الحيوية في سويسرا لمواجهة الأوبئة في المُستقبل
تم نشر هذا المحتوى على
مع بداية شهر يوليو الجاري، تبدأ المرحلة التجريبية في عمل مركز السلامة الحيوية في "شبيتس" بسويسرا لتخزين الفيروسات وتحليلها ومشاركة النتائج مع بقية أعضاء منظمة الصحة العالمية.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.